- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
سهام بيومي : ما وراء سد النهضة
سهام بيومي : ما وراء سد النهضة
- 26 أبريل 2021, 12:17:48 م
- 862
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذرت الكاتبة الصحفية الكبيرة سهام بيومي من سد النهضة وتبعاته ومخططات إثيوبيا من ورائه، وتعرضت الكاتبة لتاريخ السد وتطوراته وعلاقة دولة الاحتلال الإسرائيلي بإثيوبيا ، وأضافت الكاتبة على صفحتها في الفيسبوك :
منذ بدأ مسلسل سد الهضة، ونحن نعيش حالة من التونر والغموض حول مستقبل المياه فى مصر،
وما صاحبها من إعلان إنقاص حصة مصر من المياه وتهديد مصر والسودان بالغرق تارة لو تم ضرب السد، وبالجفاف تارة لو قبلنا التحدى الإثيوبى،
وامتلأ مواقع اليوتيوب بخطط عسكرية لضرب السد، والحديث عن قوة مصر العسكرية الضاربه لو تم ملء وبث الطمأنينه، ومر الملء الأول بسلام دون أى رد فعل،
بعدها بشهور أعلنت إثيوبياالملئ الثانى للسد فى يوليو المقبل، ومرة ثاني ةأطلت علينا مواقع اليو تيوب بالخطط العسكرية،
بالإضافة إلى التدريبات المشتركة بين الجيش المصرى والسودانى فى السودان، والقواعد العسكرية المعدة فى حالة المواجهة مع إثيوبيا فى حالة الملئ الثانى.
يتحسب البعض موقف الدول التى ساهمت فى بناء السد،والتى لها استثمارات فى إثيوبيا، وموقف إسرائيل الداعم لإثيوبيا، لكن ما لا لم تعلنه الحكومة الصرية،
هو المبالغ التى ساهمت بها فى تمويل سد الهضة من خلال بعض البنوك المصرية.
وبعيداً عن القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بالمياه، والتى تتعلق بحقوق الدول المشاركة فى الأنهار، وتنظيم العلاقة بين دول المنبع ودول المصب،
والرجوع غليها فى حالة بناء السدود، بحيث لايؤثر على حصص المياه لكل بلد منها، لم نسمع عن جهود حقيقية لتفعيل بنود هذه المواثيق والأحكام أمام الرأى العام فى العالم فى كل مكان ، والمؤسسات الدولية المكلفة بذلك.
لقد اقتصر السيسى على وساطة ترامب المنحاز كلياً إلى إسرائيل، والتى تدعم إثيوبيا، بعد قراره بجعل القدس عاصمة لإسرائيل،
وفى الاجتماع الذى دعا إليه فى البيت الأبيض، بحضور مندوب البنك الدولى ومصر والسودان وإثيوبيا، للتوقيع على حصص المياه، لم تحضر إثيوبيا،
ولم تحضر السودان لإنها كانت مشغولة بالتطبيع مع إسرائيل، ووقع السيسى على الاتفاقية التى تنقص حصة مصر من المياه 5 مليار متر مكعب،
ولم يوقع ترامب، أومندوب الببنك الدولى. أي أن السيسي فقط هو الذى وقع.
لقد اتخذ السيسى موقفاً فريداً فى المفاوضات، فبعد لعبة كيلوا بامية، طلب من آبى أحمد أن يحلف وراءه أنه لن ينقص حصة مصر مياه النيل،
لأن آبى أحمد كان متوضئا ومصليا ولسه خارج من الجامع.
وأمام المأزق الراهن قام السيسى بتفويض العميل الإسرائيلى محمد دحلان - مقاول التطبيع بالتفاوض مع إثيوبيا التى تتبع إسرائل هى ودحلان،
أى إسرائيل تفاوض إسرائيل،، ودحلان الذى تم فصله من منظمة التحرير الفلسطينيه لفساده، لعب دور الوساطة فى التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل .
تتعلل إثيوبيا بأن بناء السد من أجل توصيل الكهرباء إلى القرى والمناطق النائية فيها، مع العلم أن لديها عشرة سدود تقوم بتوليد الكهرباء، وبيعها للدول الأخرى،
فى الوقت الذى تعانى القرى والمناطق النائية من عدم وجود كهرباء، ويعيشون حياة بدائية، ويعانون من الفقر،
حتى إنها أرسلت مواطنيها الفقراء من (الفلاشا) إلى إسرائيل، ويعانون هناك من سوء الأحوال المعيشية و والتمييز العنصرى، والعمل فى مهن دنيا،
ويرفض اليهود هناك إقامتهم فى الأحياء التى يقيمون فيها، وعندها نظم يهود الفلاشا مظاهرة إحتجاجية على سوء أحوالهم المعيشية، فضوها بتسليط خراطيم المياه الساخنة عليهم، ولم تحرك إثيوبيا ساكنا ً.
إثيوبيا لم يكن لها دور بارز على الساحة الدولية أو حتى فى أفريقيا، ولم تقم بدور بارز، وفجأة مع بناء السد سلطت الأضواء عليها مع تهديدها لدول حوض النيل خاصة مصر والسودان،
وتتحصن بإسرائيل التى تدعمها، والتى تخطط للتوسع، ويلزمها لذلك السيطرة على مياه النيل من خلالها.
لقد صاحب بناء سد الهضة موجة من التطبيع فى دول الخليج والسودان، وذهب السيسى لتهنئنهم باتفاقيات التطبيع،ألتى أصبحت علانيه،
بعد أن كانت فى الخفاء، لأنه لن يكون وحده، بعد الجهود التى قام بها فى العلن والخفاء مثل بيع تيران وصنافير للسعودية مقابل 16 مليار دولار،
لتهديها السعودية إلى إسرائيل، أو فى توقيع صفقة القرن فى الخفاء، والتى تتضمن أن تتنازل مصرلإسرائيل عن 70 كيلو متر مربع فى سيناء،
وتأخذ مقابلها 70 كيلو متر مربع فى صحراء النقب، وتمت الاتفاقية بتكتم شديد، إلى أن نشرتها إسرائيل فى صحيفة هيوم،
وتناقلتها مواقع أخرى عن جريدة هيوم الإسرائيلية ببنودها المخزية، ولانعرف ما الذى يجرى فى سيناء باسم محاربة الإرهاب، مع عمليات إخلاء السكان، واعتقال الأهالى.
وبعد استيلاء إسرائيل على تيران وصنافير، قامت باتفاق مع السعوديه على مشروع نيوم والذى يقال إنه منطقة حرة صناعية، تمتد من أول خليج العقبة،
إلى ما يقرب إلى منتصف البحر الأحمر، وكان يتضمن اقتراحا بتوصيله إلى سيناء عبر خليج العقبة. ..
وبالمناسبة لقد نشرت إسرائبل خارطة لتقسيم السعودية إلى سبع دويلات، يحمل اسم كل واحدة منها واحداً من أسباط بنى إسرائيل.
لقد زلزلت حرب 73 الكيان الإسرائيلى، وادركت إسرائيل أنها لن تستطيع أن تدخل حرباً عسكرية مع مصر، ولولا وقف السادات للحرب فى عز تقدمها،
للدخول فيما يسمى مفاوضات السلام، ثم التطبيع، لتحررت سيناء فى أيام، ولو أطال الله فى عمر ناصر لتحررت فلسطين.
إسرائيل تخوض حرباً بالإنابة من خلال عملائها فى دول المنطقة، الذين يفقرون شعوبهم، ويجرفون ثرواتها، ويستولوا عليها، ويكتمون أنفاس مواطنيها،
يتوسعون فى بناء السجون، حتى يحققون حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات .. لكنهم لا يستوعوبون دروس التاريخ، لإنهم لا يفهمونها.