دايما متهم بأنى ابن الماضى، طب هو ده حاضر نقدر نعيشه ،ممكن نعيشه إنما عايز صراحتكم ممكن نتعايش معه يجوز.

وحشنى جدا ا. أسامه أنور عكاشة، وعايز أفضفض مع حضرتك .

أنا معجب جداً بكفاح قلمك، وغزوه لعقول الناطقين باللغة العربية ، أجيال متعاقبة وحابب أفكرك وأفتكر مع حضرتك..

بداية معرفتى لحضرتك وانا طفل مسلسل والله متذكر أحداثه كلها، مع المخرج العبقري فخر الدين صلاح وكان اسمه أبواب المدينة، كان عمرى أقل من عشر سنين بس تأثرت به وأعتقد أنه كان ١٩٧٧...

اول الثمانينات تعمقت علاقتي كمشاهد لحضرتك في مسلسل حضرتك كتبته بإبداع عالي، إنه مسلسل الشهد والدموع وكان المخرج الرائع أسماعيل عبد الحافظ،

 وفاكر كويس قوى إني كنت بحب جدا نوال ابو الفتوح وأكرهها جداً في نفس الوقت، أحبت قوتها وأكره جبروتها خصوصا تعاملها مع ابنها الطيب ابراهيم يسرى، عمل دور عبقري، 

ده غير خالد زكى ويوسف شعبان، رغم أنى زعلت لما إدروش ..عارف حضرتك ياعم أسامه كنا في الثانوي بنتناقش في أحداث المسلسل ونفكر ايه اللى حايحصل الحلقة الجايه، ولما رمضان خلص الناس سمت المحلات الشهد والدموع، مش كده بس لا دى القهاوى كما بقي اسمها قهوة الشهد والدموع...

دخلت الجامعة أنا واختي وشقيقتي ورفيقتي صفاء، وكانت تصدر لنا تعليمات صارمة بمنع الكلام والحركة أثناء عرض الجزء الاول من ليالى الحلمية،

 اللى بجد شكلت وجدان أجيال عبر اجزائها المتتالية .

كنا في ثانوية عامة، وكان لنا من قبل أمى استراحتان فقط من المذاكرة، ليالى الحلمية ورأفت الهجان والباقي مذاكرة .

حبيت سليمان غانم، وطبعا سليم باشا البدرى، وانبهرت بشياكة صفية العمرى وأنعام سالوسة والحنون العبقرية محسنة توفيق..

اعترف لحضرتك بسر ، انا كنت حاسس إني كاتب سيناريو، وقررت أنافس حضرتك، ويبقي عندى أصدقاء زى سيد عزمى،

 وفتوح أحمد ود.سيد عبد الكريم، حضرتك أعدت لهم رونقهم...

أكبر واتخرج، وتكبر معي شخصيات علي البدرى وزهرة سليمان غانم، طب والله العظيم أنا حبيت آثار الحكيم،

 وزعلت لما مثلت الدور بدلها الهام شاهين، بس لقتني أصلا مرتبط بشخصية زهرة بغض النظر عن مين اللى بيمثل الشخصية ..عم أسامه حضرتك مبدع جدااااا إيه ده ...

كبرت وبقيت مع اخى الممثل محمد زكى مراد بنزور عم جلال الغزالى أحد أروع كتاب الدراما، وهناك اتعرفت علي العم المخرج الكبير أسماعيل عبد الحافظ اللى كان محتضن محمد أخويا ومقتنع بموهبته،

 وبالفعل اشتغل معاه فيما بعد في مسلسل وجع البعاد.. مرة وأنا قاعد في بيت عم جلال الغزالى وجاء عم أسماعيل عبد الحافظ،

 وتجرأت وسألت عم جلال الغزالى في بيته بالهرم حيث السهرة الثقافية الصباحى ..هو الاستاذ أسامه أنور عكاشة مش بيجي عندك ياعم جلال ..

ضحكوا بصوت عالى وتجاوزوا الرد على استفساري، بس لفت انتباهى شياكة وحضور عم أسماعيل عبد الحافظ بالجلباب والعباية الصوف وأدركت أن الجميل صلاح السعدني استوحى الشخصية من المخرج العمدة اسماعيل عبد الحافظ....

كبرنا وكل ما كنت اتمشى في شوارع الحلمية احس انى حا اقابل سليمان غانم، وهو بيضحك مع سليم باشا البدرى...

عارف يااستاذ أسامه أن تقريبا غالبية الشعب كان بيقعد ينتظر المسلسل، بنفس تعليمات صفاء صمت وتركيز، 

وبعد الأجزاء الاولى انطلقت اسماء المقاهى تحمل اسم ليالى الحلمية في كل محافظات مصر ....مش كده بس... 

زميلاتى بدأن يسموا أولادهم سليم وبناتهم زهرة....يالهوى علي تأثير قلمك والدراما يالهوى ....انت حاجة جميلة جدا ا. أسامه أنور عكاشة..

لسه يتعرض لحضرتك مع الاستاذ المخرج العملاق محمد فاضل مسلسل الراية البيضاء، ونقعد كلنا نتابع أبو الغار والفيلا والتمساحة يلا للعملاقة سناء جميل..

عايز أقول لحضرتك سر تانى المسلسل ده حببنى جداً في الكوميدى سيد زيان....وانطلقت المقاهى تحمل اسم الراية البيضاء وشويه محلات بقالة يطلقون عليها اليوم سوبر ماركت.....

لسه هتجتمع مع الجميل جمال عبد الحميد، وتقدموا لنا حسن إرابيسك في إبداع راق ومبارزة فنية بين حسن آرابيسك صلاح السعدني والدكتور كرم مطاوع...

لا لسه يرتبط المصريون بالمسلسل جداً وتنطلق مقاهى ارابيسك وشركات ارابيسك وتعيد لنا صناعة الارابيسك ايه العبقرية اللى في قلمك الساحر الذي احتل نعم احتل عقول المصريين............

ا. أسامه أنور عكاشة...

ايه اللى حصل هل لم تترك لنا تلاميذ حد علمى إنك علمت الكثيرون ، أم هل تدهورت دراما المصريين بعد غزوة التوكتوك، 

وبرامج التوك شو لعقول المصريين، ده غير المولات والكمباوندات، وطبقة جديدة غبية بلا لون ولا لغة ولا رائح،ة مابين عضوية نادى زد ويعنى ايه زد أصلا ده غير ... سيتى ومدينتهم ........

عم أسامه حاضرنا غريب، مسلسلات ننساها فور آخر حلقة ولا نتذكر شخصياتها مطلقا مع انطلاقة اول أيام العيد....

فاكر معركة حضرتك القوية ومطالبتك بعدم قطع مسلسلاتك عشان الإعلانات ..دلوقتي بنتفرج علي اعلانات غبية، يتخللها مسلسلات ضعيفة شبه غزو التوكتوك لشوارع مصر..

ترى يااستاذ أسامه هل ستعود الدراما المصرية إلى ماكانت عليه، وتنتصر مصر على غزوة التوكتوك لشوارعها وحواريها، وغزوة زد علي أنديتها ومراكز شبابها........

أكيد هناك أمل وحلم وعلم أكيد، مع السلامة ا. أسامه طولت على حضرتك.....

رمضان كريم..فرج الله قريب

المتفرج

صلاح زكى مراد

مواطن مصري على باب الله