تكبير الخط تصغير الخط

فلنترك الاحداث والاحاديث السياسية اليومية تلك التي نغرق فيها وننشغل بها حدث ... حدث ... وما ان ننتهي من حدث سرعان ما يشغلنا الحدث التالي وهكذا دواليك ... 

أهم ما يشغلني الأن هو تلك الالة الجهنمية الجبارة التي تعمل علي حلحلة وخلخلة منظومة القيم التي تحكمنا سياسياً وأقتصادياً واجتماعيا ... وتلك الألة التي لا تكف عن الدوران فهي تبطئ قليلاً وتزاداد سرعتها وفقاً للظروف والطبيعة، والأجواء ...

سياسياً واجتماعيا وثقافيا وأقتصادياً ... هناك احلال وتجديد للمنظومة القيمية بشكل فظ وغريب فعادةً يتم اللجوء لعلماء ومثقفي المجتمعات لنشر تللك القيم الا أن أهم ما يميز تلك العملية الان هو اللجوء للقادة السياسيين لإعداد مفردات المنظومة ونشرها وتقدمها للرأي للعام ... مثلاً في الحالة المصرية ...

 السيسي بمفرده يحدد القيم الاقتصادية للمجتمع ويصيغ الخطاب السياسي والعاطفي المناسب لنشر رواءه الاقتصادية ... صبح علي مصر بجنيه ... عشر سنين ثلاجتي ما فيهاش غير ميه .... احنا فقراا اوووي .....شبكة طرق كده  ... ١١ الف مشروع .... اما سياسياً فهو كذلك من يصيغ أفكاره السياسية ويقدمها ...

 امي قالت لي ماتاخدش حاجة غيرك ... يعني انا غلطان ! ! كل الناس ديه من مخابرات وجيش غلطانين ... كنت اتمني يكون امامي عشرة مرشحين بس احنا مش جاهزين .... وغيرها من ترهات خالتي اللتاتة ... ليس بها اي دور للتكنوقراط الذين يصيغون الرسائل بعد تشكيلها ويقدمونها للرأي العام ... 

حتي اجتماعياً فالسيسي اما ينطق كفراً ( بتجيبوا عيال كتير ليه ) او يخرس خالص في قضايا تهم الرأي العام مثل  سد النهضة ولعنة كورونا وقطارات الموت التي تحصد ارواح المصريين .... حتي علي المستوي الاقليمي  فقد فجر محمد ابن سلمان العديد من القنابل القيمية لأزاحة  تشكيل قيمي وجداني يخص القضية الام قضية فلسطين واستبدالها بقيم السلام والنمو والتعاون الاقتصادي .... وان الأفكار والمرجعيات لا يقيم دول ولا السيف كذلك ينشئ مجتمعات وإنما المنشار ... المنشار هو الحاكم والمصلح والمهذب لأي شوارد .