عماد الصابر يكتب : مد الإسلام الأخضر.. الحلقة الثامنة

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 21 أبريل 2021, 6:48:55 م
  • eye 988
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الأوربيين

قصة إسلام الرومانية الكسندرينا بوجاس التي تحولت إلي فاطمة

فاطمة : صنع في حياتي المعجزات منذ اللحظة الأولى التي نطقت فيها الشهادتين

جربت صيام رمضان كاملا قبل أن تنطق بالشهادتين في 2010

100 ألف مسلم جديد في الولايات المتحدة كل عام وفي فرنسا هو الدين الثاني

لم تكن الرومانية الكسندرينا بوجاس «فاطمة» تتوقع أن يصنع الإسلام في حياتها هذا القدر من المعجزات من اللحظة الأولى التي نطقت فيها الشهادتين منذ ما يقارب 9 سنوات. 

ولم تكن لتتخيل أن الدين الذي كان يرتبط اسمه بالإرهاب لديها سيكون السبب في منح حياتها معنى بعد أن خيمت عليها الحيرة سنوات طويلة.

تحكي قصتها فتقول : نشأتُ في عائلة مسيحية، ولكنني لم أكن مقتنعة تماما بما كانت تدعو إليه ديانتي. ولم أكن أعرف الكثير عن الإسلام أيضا،

 أو لنقل بأن ما أعرفه عنه كان مضللا، وهو أن المسلمين إرهابيون ولا يحترمون النساء ويعاملونهن بقسوة وتمييز، وكنت أحكم عليهم كثيرًا حتى جاءتني فرصة للعمل في دولة عربية، 

وصدمت بالاختلاف الذي رأيته حيث كان جميع من حولي لطيفين جدًا، وكانوا يعاملون النساء باحترام بالغ، بل وكأنهن ملكات.

وتابعت: التعامل الحسن والاحترام الذي كنت أراه هو ما دفعني للبحث والسؤال عن حقيقة الإسلام، 

وقد التقيت حينها بامرأة إسمها «نهى» كان لها فضل كبير في تعليمي كل ما يتعلق بالديانة الإسلامية،

 كانت تعرض علي قراءة كتب متخصصة وتجيب عن جميع تساؤلاتي بصبر كبير.

كتابٌ معجز.

أزالت الكتب والنقاشات التي كانت تخوضها فاطمة جانبا كبيرا من الغموض الذي كان يحوم في عقلها عن الإسلام، 

إلا أن للقرآن الفضل الأكبر في ذلك، حيث تقول فاطمة: قالت لي صديقتي نهى بأنني سأحصل على إجابة جميع التساؤلات في عقلي من القرآن.

 وكانت محقة بالفعل، كنت أبحث في القرآن عن كل ما يثير فضولي وأجده بالفعل.

وأضافت: الحقيقة هي أن القرآن لم يمدني بالإجابات التي كنت أبحث عنها وحسب، بل ساعدني لأطور من نفسي، وأن أدرك بأنني خلقت على هذه الأرض لهدفٍ سام، بعد أن كنت أعيش في حيرة سنوات طويلة.

بداية المعجزات

قبل أن تقر بإسلامها في 2010 قررت فاطمة أن تجرب صوم رمضان،

 وفي آخر يوم منه ذهبت لنطق الشهادتين في أحد المراكز الإسلامية في البلد العربي الذي كانت تعمل به، 

تقول: لا زلت أتذكر ذلك اليوم بوضوح، أتذكر الصوت الذي كان يمنعني من الإقدام على هذه الخطوة، 

والخوف الذي أحسست به قبل أن أجلس لنطق الشهادتين.

 وتابعت: قد تظنون بأن ما سأقوله ما هو إلا ضربٌ من الجنون ولكن الحقيقة هي أن فور اعتناقي للإسلام أحسست بأن الله أزاح كل الحمل والتوتر الذي كنت أحمله على عاتقي طوال السنين الماضية.

تغيرت حياتي جذريًا وبدأ الإسلام بصنع المعجزات في حياتي.

تقول فاطمة بأنها لم تشعر بالخوف في حياتها منذ الساعة التي اعتنقت فيها الإسلام، 

وبأنها كانت تستشعر وجود الله إلى جانبها في كل لحظة من حياتها. تضيف: بعد أن أصبحت مسلمة تباركت حياتي بأكملها،

 ترقيت في وظيفتي، والتقيت بزوجي، وانتقلت للعيش في السلطنة وجاء والداي للعيش معي، ولكم أن تتخيلوا حجم سعادتي بهذه التغيرات الإيجابية والكبيرة.

وحول التحديات التي واجهتها، قالت فاطمة: لم أواجه أية تحديات أو صعوبات تذكر كوني اتخذت هذا القرار عن قناعة واقتناع تام، أخبرت أهلي وأصدقائي عن اعتناقي الدين الإسلامي بكل ثقة، 

ولم أتعرض لأي مضايقات في السلطنة على الإطلاق، وبالرغم من الاستنكار الذي أراه في عيون الناس عندما أذهب إلى أوروبا إلا أن ذلك لا يهمني على الإطلاق.

حياة كاملة

وعن أهم ما جذبها للدين الإسلامي قالت فاطمة: الإسلام هو نمط حياة متكامل،

 وهو طريق للسعادة والحياة الكاملة في حال التزم المسلمين باتباع إرشاداته وتعاليمه بالشكل الأمثل، 

والآن كوني امرأة مسلمة أحظى باحترام أكبر بكثير مما كنت أحصل عليه في ديانتي السابقة بل ووفر لي مساحة حرية أكبر على عكس ما كنت أظن في السابق.

وقالت: في سبتمبر سأكمل 11 عاما منذ اعتناقي الإسلام، 11 عاما جميلة ورائعة بكل تفاصيلها الحمد لله،

 وهو لا يزال أفضل قرار اتخذته في حياتي، وأتمنى أن يمن الله على والدي أيضا بدخول الإسلام كما منّ على أختي قبل 4 أعوام،

 وأضافت: على الناس الذين لا يؤمنون بوجود الله، أن يفتحوا قلوبهم وأعينهم وأن يستشعروا وجوده، إن الله موجود معنا دائما يحبنا ويرعانا، وما علينا إلا أن نكون شكورين له.

الإسلام يتمدد في أمريكا


حديث فاطمة المسلمة لفت نظرنا إلي عدد من الأرقام التي تشي بما يفعله المد الخضر في العالم غير المسلم حيث كشف مركز أبحاث "بيو" الأمريكي عن ارتفاع عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة. وبحسب استطلاعات الرأي وقت الدراسة في 2017 وكذلك تقديرات المسح السكاني في أمريكا،

 فإن عدد المسلمين في الولايات المتحدة يبلغ حوالي 3.45 مليون مسلم.

وقال محمد بشير، الباحث في المركز: "تشير التقديرات الجديدة إلى أن عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة في نمو متصاعد"،

 وأضاف: "عدد المسلمين في الولايات المتحدة ليس كبيراً كعدد الأمريكيين اليهود،

 بحسب تقديرات مركزنا، وفي الوقت نفسه، تشير توقعات المركز إلى أن عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة سينمو أسرع بكثير من عدد سكان اليهود في البلاد. وبحلول عام 2040،

 سيحل المسلمون محل اليهود باعتبارهم ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل عدد سكان الولايات المتحدة المسلمين إلى 8.1 مليون نسمة".

ويلاحظ المركز، وفق الباحث محمد بشير، نمواً متسارعاً في عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة بين عامي 2007 و2011، إذ بلغ عدد المسلمين في عام 2007 2.35 مليون مسلم، 

بينما قُدر عدد المسلمين في عام 2011 بـ2.75 مليون مسلم. ومنذ ذلك الحين، بلغ معدل نمو السكان المسلمين 100 ألف مسلم سنوياً. 

أما في فرنسا فيعتبر الإسلام هو الدين الثاني، وتتراوح نسبة المسلمين وفقا لتقديرات جريدة لوموند (2007) ومؤسسة ايبسوس موري سنة 2011 بين 3% وبين 5-8% وفقا لكتاب حقائق العالم، تشير أغلب التقديرات أن عدد المسلمين في فرنسا يترواح بين 5 إلى 6 ملايين. في حين قدرت وزارة الداخلية الفرنسية أعدادهم ب 4.5 مليون، و ذكرت احصائية أن 33% فقط من مسلمو فرنسا هم ممارسون وملتزمون في أداء الشعائر الإسلامية، كما تعد فرنسا من أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة، فحتى منتصف 2016، كان يعيش فيها نحو 5.7 ملايين مسلم، بما يشكّل 8.8% من مجموع السكان.

هذه الأرقام ليست رسمية أو حكومية، فقانون الإعلام والحريات (Informatique et libertés) يمنع تعداد المواطنين حسب انتمائهم العرقي أو الديني أو الفلسفي.

 فطبيعة هذه الأرقام لا تتجاوز كونها استقراءات علماء الاجتماع واستطلاعات مختصّة للرأي.

وفقا لدراسة لمعهد الوطني للدراسات الديموجرافية المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية فان الغالبية الساحقة من مسلمي فرنسا هم من دول المغرب العربي ونسبتهم 82% من مجمل مسلمي فرنسا. (43.2% من الجزائر، 27.5% من المغرب و11.4% من تونس) و9.3% من أفريقيا جنوب الصحراء و8.6% من تركيا و0.1% فرنسيون تحولوا إلى الإسلام من (بين 100,000 و200,000 متحول للإسلام، و4,000 متحول جديد كل عام بحسب بعض المصادر). 

وجدت دراسة استقصائية أجراها معهد مونتين في عام 2016 أنَّ 84.9% من المواطنين الفرنسيين ممن لهم خلفيَّة إسلاميَّة ما يزالون يعتبرون أنفسهم مسلمين.

و توفر الحكومة الفرنسية أراضي لبناء المساجد في جميع مدن فرنسا ولا تفرض أي ضغوطات على المسلمين في التمسك بمعتقداتهم، 

كما أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي شجع المحال والمنشأت التجارية الكبرى على توفير اللحم الحلال على مدار السنة وطبعا تم التقيد بهذا الرأي في كل المحال الكبرى مثل "كارفور" و"كورا" و"جيان" مئات المحال الأخرى إضافة إلى توفير المأكولات المغاربية والشرقية العربية في شهر رمضان.

وفرنسا دولة لا دينية منذ عام 1905، فهي لا تعترف بالأديان ولا تعاديها، فدستورها ينص في مادته الثانية أنها «جمهورية علمانية، 

لكنها تحترم كل الأديان». فنظريا وقانونيا، يعامل الإسلام في فرنسا كما تعامل جميع الأديان بما في ذلك الكاثوليكية التي كانت فرنسا تعتبر ابنتها البكر قبل الثورة الفرنسية،

 هذا ما تنص عليه قوانين كثيرة أما في الواقع المعاش فيختلف الأمر قليلاً أو كثيراً حسب تعاقب السياسات وتقلب الأحداث المتعلقة بالإسلام محلياً أو عالمياً و حسب تسريبات ويكليكس توجد برقية سرية استمدت معلوماتها من تقارير سرية للمخابرات العامة الفرنسية تفيد بأن الإسلام آخذ في الانتشار بين مختلف فئات المجتمع الفرنسي بما فيها الجيش،

لافتا إلى أن "3.5% من العسكريين الفرنسيين بمن فيهم ضباط، اعتنقوا الإسلام" مؤخرا.

التعليقات (0)