- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هآرتس: الوضع في القدس متفجر والشك حول الانتخابات للسلطة يضيف التوتر
هآرتس: الوضع في القدس متفجر والشك حول الانتخابات للسلطة يضيف التوتر
- 21 أبريل 2021, 4:45:05 م
- 888
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في الوقت الذي يتركز فيه اهتمام اسرائيل الاستراتيجي على ايران ومعظم وقت يقظة السياسيين مكرس لمناورات بقاء يائسة، فانه يتبلور في هذه الاثناء خليط متفجر في القدس حول الساحة الفلسطينية.
وفي مقال للمحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أشار الكاتب إلى مزيج اشكالي يتكون من احداث محلية،
عصبية شهر رمضان وتأثير الشبكات الاجتماعية واستيقاظ نشطاء يمين يهود.
في الخلفية تتشكل ازمة سياسية بين اسرائيل والسلطة حول مسألة اجراء الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في شرقي القدس.
واعتبر الكاتب ان الصور من وسط القدس ليلة أول أمس ذكرت بمشاهد كان من الافضل نسيانها من الصيف الحزين للعام 2014.
قبل سبع سنوات الرغبة في الثأر لقتل الفتيان الثلاثة الذين تم اختطافهم في غوش عصيون أدت الى قتل الفتى محمد أبو خضير. أيضا في هذه المرة قام الشباب اليهود باصطياد مارة عرب في مركز المدينة.
أحدهم تم ضربه. سبب الاشتعال في هذا الاسبوع متواضع أكثر وهو افلام فيديو قصيرة تم نشرها في الشبكات الاجتماعية عبر تطبيق “تيك توك”،
التي قام فيها شباب فلسطينيون بتصوير انفسهم وهم يهاجمون يهود، على الاغلب اصوليين أو متدينين، في شوارع القدس وفي القطار الخفيف.
كالعادة، ايضا رجال يمين متطرفين ساهموا في التطرف والمطالبة بالثأر.
واضاف ساعد في دائرة الهجمات وعمليات الثأر توتر معين متعلق بشهر رمضان.
الاعصاب في شرقي المدينة متوترة حول مسألة قرار الشرطة في القدس في منع تجمعات على الدرج في ساحة باب العامود، وحسب قول الشرطة لاسباب أمنية.
واشار في الشبكات الاجتماعية تم توثيق عنف فلسطيني ضد يهود، والى جانبه عنف شرطي ضد سكان البلدة القديمة.
في المواجهات شارك مئات الفلسطينيين وعشرات رجال الشرطة،
وأصيب عدة اشخاص باصابات طفيفة. نير حسون شرح في “هآرتس” بأن اغلاق الدرج اعتبر في شرقي القدس رمز للاهانة من قبل اسرائيل من خلال المس بتقاليد شهر رمضان.
كالعادة، ايضا صراعات الحرم تصب الزيت على النار.
ففي الاسبوع الماضي قامت الشرطة بقطع كوابل مكبرات الصوت في المسجد الاقصى كي لا يزعج صوت الآذان الاحتفال بيوم الذكرى في حائط المبكى. على خلفية قيود الكورونا،
اسرائيل سمحت بدخول 10 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية لأداء الصلاة في شهر رمضان في الحرم،
شريطة أن يكونوا أخذوا التطعيم. فعليا، الكثير من الفلسطينيين يريدون المجيء،
ولا توجد رقابة حقيقية على مسألة هل تم تطعيمهم، رغم أنه في الضفة الغربية يواصل الفيروس التفشي (معظم من أخذوا التطعيم هم عمال يعملون في اسرائيل والمستوطنات). في الشهر الماضي تم الغاء زيارة للأمير الاردني، الأمير حسين، في الحرم بسبب خلافات مع اسرائيل حول اجراءات الحماية.
والاردن قام في هذا الشهر باجراء تغييرات في تشكيلة مجلس الاوقاف، التي تقلق بشكل قليل الفلسطينيين.
وأشار هرئيل ان الاحداث الاخيرة في القدس تضاف الى أحداث حدثت في يافا في الايام الاخيرة.
هناك ضرب العرب رئيس مدرسة دينية، وبعد ذلك حدثت مواجهات عنيفة بين السكان العرب ورجال الشرطة. الاحداث تجري في نقطة حساسة في العلاقة بين اليهود والعرب،
على خلفية الوضع السياسي الاستثنائي، حيث قائمة راعم تحاول للمرة الاولى التموضع مثل كفة ميزان بين الكتلة المؤيدة لنتنياهو والكتلة المعارضة له. في المقابل،
قائمة الصهيونية الدينية، اليمينية المتطرفة، اعلنت بأنها لن تشارك في ائتلاف يعتمد على اعضاء كنيست عرب،
حتى لو قاموا بدعم الحكومة من الخارج.
البحث عن ذريعة
وتابع في الخلفية يستمر الشرك السياسي الذي تشكل أمام السلطة الفلسطينية. والذي كله من صنع يد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
عباس فاجأ اسرائيل وربما نفسه، عندما قرر في السنة الماضية الذهاب الى عملية انتخابات عامة في الضفة وفي القطاع،
وذلك للمرة الاولى منذ 15 سنة. حماس تتعاون معه في ذلك، وايضا في فتح كان هناك في البداية تأييد واسع،
نسبي، لهذا القرار. سواء على خلفية الحاجة الى شرعية لمواصلة حكمه أو لأن عدد من الشخصيات الرفيعة الخاضعة له تعتقد أن الانتخابات ستساعدها في ترسيخ مكانتها قبل الصراع على وراثة الزعيم إبن الـ 85 سنة.
واوضح انه في هذه الاثناء يزداد الخوف في قيادة السلطة من نتائج الانتخابات، والى جانبه الصعوبة في كبح لاعبين مستقلين مثل مروان البرغوثي،
إبن فتح المسجون في اسرائيل منذ 19 سنة، لكن يبدو أنه مصمم على فحص هل شعبيته في الضفة الغربية ستترجم الى نجاح كمرشح للرئاسة. عباس تم تحذيره عدة مرات من قبل محدثيه الاسرائيليين من أن المراهنة على الانتخابات يمكن أن تنتهي بهزيمة ترفع حماس الى السلطة في الضفة، والتي ستجد فتح صعوبة في النهوض منها.
وأشار هرئيل مؤخرا تتلمس شخصيات كبيرة في السلطة امكانية قيام اسرائيل بانقاذهم من هذا الشرك.
الفكرة التي تم طرحها كانت تتعلق بتضخيم الازمة حول تصويت سكان شرقي القدس.
حكومة اسرائيلية يمينية ستجد صعوبة في الموافقة على وضع صناديق اقتراع للسلطة في شرقي المدينة (رغم أن هذا الامر حدث في السابق في فترة حكومة بيرس، شارون واولمرت،
في الانتخابات التي جرت في السلطة في الاعوام 1996 و2005 و2006).
وقال إن رفض اسرائيل يمكن أن يوفر لمحمود عباس ذريعة لتأجيل الانتخابات، بحجة أن اسرائيل لا تمكنه من اجراء عملية ديمقراطية نظيفة،
وهو لا يمكنه التخلي عن أبناء شعبه في القدس. ولكن في هذه الاثناء اسرائيل لا ترسل لعباس رسائل واضحة حول ذلك.
في قنوات غير رسمية تم التوضيح بأنه ازاء الوضع السياسي الذي يثير الشفقة،
والسائد في الجانب الاسرائيلي، لن يكون بالامكان اعطاء اجابة متفق عليها حول شرقي القدس في الوقت القريب.
الكرة بقيت في الملعب الفلسطيني قبل نحو شهر من الموعد المخطط لاجراء الانتخابات للمجلس التشريعي.
واضاف ان اسرائيليون على اتصال مع المقاطعة في رام الله تولد لديهم الانطباع بأن القرار سيتم اتخاذه.
وعباس حسب قولهم، استوعب بشكل متأخر حجم المعضلة وهو الآن يبحث عن سلم من اجل النزول عن الشجرة.
في قيادة السلطة يقلقون بشكل خاص من قائمة المرشحين الجذابة التي بلورتها حماس في الوقت الذي فيه فتح متنازعة ومنقسمة.
في هذه الظروف تزداد حسب رأيهم الاحتمالات لإعلان قريب لمحمود عباس عن تأجيل الانتخابات، حتى بدون ذريعة اسرائيلية.
كلما تأخر هذا الاعلان الى موعد قريب من موعد الانتخابات، فانه يمكن أن يستقبل بصورة اكثر هياج في المناطق.
وختم قائلا هناك شك كبير هل هذه المناورات المعقدة تشغل الشباب الفلسطينيين الذين يتصادمون مع رجال الشرطة في الليل قرب باب العامود أو الذين يقومون بتصوير انفسهم وهم يهاجمون بشكل عنيف عابري السبيل اليهود في المنطقة. ولكن عدم الوضوح حول الانتخابات في السلطة يضيف المزيد من الكبريت على النار المشتعلة في القدس، والتي يمكن أن توفر ذرائع اخرى للعنف حتى في الايام القريبة القادمة.
وازاء الحساسية السياسية في الجانب الاسرائيلي،
لن يكون من المفاجيء اكتشاف أن الاحداث العنيفة في المدينة مجندة لخدمة مناورات نتنياهو من اجل البقاء، الذي يحتاج الى دعم احزاب يمين اخرى في محاولة للتمسك بالحكم.