- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
شبح الإرهاب يُطل برأسه مجددا في سيناء ..لماذا في هذا التوقيت؟
شبح الإرهاب يُطل برأسه مجددا في سيناء ..لماذا في هذا التوقيت؟
- 7 مايو 2022, 5:39:19 م
- 1839
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد عام من التهدئة وقدرة الجيش المصري بالتعاون مع اتحاد قبائل سيناء في تحقيق إنجازات عسكرية ميدانية في نطاق مدينتي رفح والشيخ زويد خلال الشهور الماضية.عاد الإرهاب مجددا بعملية إرهابية هى الأعنف منذ مدة على إحدى محطات رفع المياه في منطقة شرق قناة السويس، راح ضحيتها ضابطا بالجيش المصري و10 جنود وإصابة 5 أفراد أخرين.
ويأتي هذا الهجوم الغادر في توقيت دعا فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حوار سياسي مع الأحزاب في مصر وتفعيل لجنة العفو الرئاسي لبحث ملفات المعتقلين للبدء في إجراءات الإفراج عنهم، ما رجح مراقبون أن هناك جهة مستفيدة من تفجير الوضع مجددا في سيناء وتشتيت القيادة السياسية عن ملفات داخلية تحاول حلها، فانخفاض معدل تهديد الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء، سوف ينعكس بصورة مباشرة على حدوث انفراجة سياسية على صعيد عدة ملفات حيوية، أبرزها المعتقلين السياسيين، فجاءت تلك العملية في محاولة لتقويض أى مسار سياسي يَعبر بمصر إلى بر الأمان بحسب ما يرى خبراء.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف منذ أكثر من عام، في ظل الهدوء الأمني الذي يسود غالبية مناطق شمال سيناء بعد نجاح خطط الجيش الأمنية في تطويق سيناء والتضييق على الإرهابيين وتجفيف منابع الدعم ما خفف من وتيرة العمليات التفجيرية ضد الجيش، فكانت أخر عملية تفجير قامت بها الجماعات الإرهابية واستشهد فيها 5 من العسكريين في 25 يناير/كانون الثاني الماضي في هجوم إرهابي بمدينة بئر العبد، إثر انفجار عبوة ناسفة في آلية تابعة للجيش المصري، أثناء تمشيطها في نطاق منطقة جلبانة.
وعلّق الرئيس عبد الفتاح السيسي على العملية الإرهابية بقولة: إن العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب. وقال في تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مازال أبناء الوطن من المخلصين يلبون نداء وطنهم بكل الشجاعة والتضحية، مستمرين في إنكار فريد للذات وإيمان لن يتزعزع بعقيدة صون الوطن". وتابع: أؤكد لكم أن تلك العمليات الارهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب.
سيناء خالية من الإرهاب
وأولى الجيش المصري منذ سنوات أهمية خاصة لملف سيناء للقضاء على الجماعات الإرهابية التى تهدد الأمن القومي لمصر ، وتُشكّل حجر عثرة أمام تنمية سيناء لتظل مرتعا للإرهاب وضرب الجيش، وقد تجلّى ذلك في تصريحات محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة مؤخرا، أن إعلان سيناء خالية من الإرهاب بات وشيكا عقب التقدم الكبير في المعارك التي تخوضها مصر على الإرهاب. وقال في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية، إن التنمية تسبق الأمن دائما حيث تشهد سيناء حاليا عملية إحلال وتجديد لكافة المرافق التي تعرضت للتدمير جراء العمليات الإرهابية، وبما يحقق طموحات الأهالي وفي كافة المجالات من الصحة والتعليم والكهرباء وشبكات المياه الآمنة والصحية.
وأكد في تصريحاته حرص الدولة على إحداث نقلة نوعية تنموية شاملة وبكافة القطاعات الخدمية بشمال سيناء؛ ما يؤدي إلى تحقيق الأمن، وباتت سيناء تشهد حالة من الاستقرار بعد نحو ثماني سنوات من مواجهة الإرهاب. وأضاف أن الدولة بجميع أجهزتها ومؤسساتها تعمل على تنمية وتعمير سيناء، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التنموية الكبيرة في مختلف المجالات في شمال سيناء، لتأتي عملية اليوم لتؤكد أن فلول الإرهاب ما زالت تمرح في أماكن أخرى قريبة من سيناء في صورة عمليات نوعية تنال من رجال الجيش وتحرج السلطة.
ومهّد الجيش المصري منذ بدأ عملياته العسكرية في سيناء عام 2018 فرض طوق مُحكم حول شمال سيناء ووسطها لتطويق المتطرفين وتضييق حركتهم، إذ كثفت البوارج والزوارق الحربية تمشيط الساحل الشمالي لسيناء في البحر المتوسط، بداية من شرق رفح المصرية المتاخمة لشواطئ قطاع غزة، حتى غرب مدينة العريش. واستنفرت قوات تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس التي تحد شبه جزيرة سيناء من جهة الغرب، لمنع أي تسلل إلى الوادي، وفُرضت إجراءات تفتيش صارمة على عبور قناة السويس التي تم تقليص حركتها عبر ضفتيها إلى الحد الأدنى.
وانتشرت قوات الجيش والشرطة بمعاونة البدو في المدقات الصحراوية الجنوبية لـ «جبل الحلال» وسط سيناء، لمنع أي تسلل إلى جنوبها، حيث استنفرت القوات والقبائل لإحكام السيطرة على الحدود الجنوبية لشمال سيناء ووسطها. أما الحدود الشرقية لرفح المتاخمة لقطاع غزة، فكثف الجيش استطلاعها بطائرات من دون طيار لمنع أي تسلل عبرها. وقد تعاونت حركة حماس بالتنسيق مع الجيش المصري تأمين الحدود من جهة غزة، لقطع الطريق على تسلل إرهابيين إلى القطاع فراراً من القصف المُركز، وتعهدت قيادات حركة حماس بالاستنفار على الحدود الغربية للقطاع مع سيناء وإحكام إغلاقها. وقد أدانت الحركة في بيان رسمي الهجوم الإرهابي الذي استهدف الجيش المصري معلنة تضامنها مع مصر الشقيقة في مواجهة الإرهاب،
لماذا هذا التوقيت؟
جاءت العملية الإرهابية اليوم لتطرح تساؤلات حول دلالة توقيتها، وهل هو ثأر من تلك الجماعات لنجاح الجيش في تمشيط بؤر الإرهاب في سيناء في الشهور الأخيرة أم مجرد تشنجات الهزيمة من بعض فلول تلك الجماعات لتحقيق ولو كسب معنوي على دماء شهداء الجيش المصري؟
الباحث في الإسلام السياسي عمرو عبد المنعم قال في تصريحات خاصة لموقع 180 تحقيقات، إن الهجوم هو الأكثر دموية منذ فترة كبيرة، ويؤكد فشل قدرة التنظيمات الإرهابية في صناعة أهداف جديدة في رمضان والعيد في سيناء، بعد تطويق القوات المسلحة لهم وتعاون القبائل مع الدولة وتصفية العديد من البؤر الإرهابية والإجرامية والسيطرة علي بيت المؤونة والرصد، وأضاف في تصريحاته أن الهجوم كان قريبا من منطقة القناة مما يعني أن التنظيمات الإرهابية تأثرت بضربات الأخيرة داخل عمق سيناء فقد كانت الهجمات السابقة تحدث في شمال شرق سيناء، أو شمال وسط سيناء، الاقتراب من قناة السويس يثير أسئلة عن التسلل إلي الحواضن القريبة من سيناء.
وأشار عبد المنعم إلى أن العدد الكبير يدل علي وجود عنصر إنغماسي أو سيارة مفخخة بدأت بالهجوم وهي نفس طريقة العمليات في السنوات السابقة مع عناصر متمرسة في عمليات الهجوم علي الأكمنة والدوريات الثابتة والمتحركة، كما أن هناك مطاردة حالياً لجميع العناصر التي غادرت المكان وهناك محاولات لسيطرة من أكثر من جهة لمعرفة أبعاد العملية.
من جانبه قال الدكتور صبرة القاسمي الباحث في الجماعات الإسلامية إن العملية نفذتها خلايا نائمة أو ما يمكن أن نطلق عليهم فلول الإرهاب أو تحديدا انتقال استراتيجية الذئاب المنفردة الفردية إلى استراتيجية خلايا الذئاب المنفردة، لكن الدولة منتبهة لفلول الإرهاب جيدا وتتعامل معها باستراتيجية ناجحة. وأضاف في تصريخات خاصة لموقع 180 تحقيقات، أن العملية أثر ها ضعيف على مرفق قناة السويس لأن الهدف منها مجرد شو إعلامي لإحراج مصر في الخارج وهو أمر مستبعد لان مصر رائدة في مواجهة الإرهاب وذات خبرة كبيرة محلية وعالمية. كما أشار إلى أن العملية تهدف للتأثير سلبا على الاقتصاد المصري، وقال إن الإرهابيين انتقلوا من استراتيجية السيطرة على الأرض والأرض المحروقة إلى استراتيجية العمليات النوعية بسبب المواجهة القوية الناجحة من الدولة المصرية، وتابع العملية وراءها أيادي خارجية وخضعت لتخطيط صامت لمدة أشهر.