- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
محمد عبد القدوس : شخصيات في حياتي
محمد عبد القدوس : شخصيات في حياتي
- 25 أبريل 2021, 3:31:15 م
- 753
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(عالم إسلامي شجع أولاده على العمل بالفن)!
أراهن أن عنواني هذا مفاجأة لحضرتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب، وأنت تسألني عن هذا العالم الإسلامي الذي أختار أولاده طريق الفن، فشجعهم على ذلك، وكان سعيداً بهم مع العلم أن أبناءه هؤلاء تأثيرهم كبير جداً في مجال الفن حتى الآن.
وقد التقيت بهذا العالم الجليل في بيته قبل سنوات بعيدة بمصر الجديدة وهو حالياً في رحاب الله.. وتعالى معي لنتعرف عليه عن قرب وأبدأ الموضوع من أوله قائلا:
شهر رمضان ملتقى الدين والفن.. وإلى جانب الصيام والعبادات تجد التليفزيون عندنا، وعند جيراننا من العرب يعطي للفنون بأنواعها اهتماماً خاصاً! وأهل الإيمان والتدين لا يرفضون هذا الأمر، وإنما اعتراضهم يذهب على نقطتين أولها المبالغة في هذا الاهتمام وتحول شهر رمضان إلى موسم للتسلية بدلاً من التقوى! والثانية أنه لا يعقل تقديم خلاعة في رمضان باسم الفن! .
وقد وفقني الله للالتقاء بهذه المناسبة بشخصية جمعت بين الأمرين.. فهو عالم بكل المقاييس، ومحب للفن هوايته الشعر ويحفظ آلاف الأبيات الشعرية، وله نصف دستة من الأبناء خمسة أولاد، يعمل أربعة منهم في الفن والخامس "غاوي"! أما ابنته الوحيدة فهي إنسانة جميلة أسمها "منال" تجمع بين التدين الصحيح وحب الفنون الراقية البعيدة عن الابتذال! .
إنه الشيخ "توفيق العدل" والد آل العدل الذين يعملون في الفن!! وأبوهم الذي قابلته يجمع بين وقار العالم والإنفتاح على الدنيا، فهو لطيف وظريف وفي نفس الوقت تجد في سماته مهابة ووقار! .
سألته في البداية عن طريق التدين، وكيف صار عالماً؟؟ .
أجاب: إحنا تربية فلاحين! نشأت في ريف المنصورة، وبلدتنا هي "كفر عبد المؤمن".. وإذا لاحظت أسم قريتنا فستعلم أن الإيمان بالله طبيعي، وأن غير ذلك هو الشاذ! فالتدين عندنا بالفطرة يزيدها العلم تعمقا.
وفي سنوات صباي كان العديد من أصحابي طلبة في المعاهد الدينية، لكنني سلكت طريق آخر، وأصبحت تاجراً! وبعد فترة انشرحت نفسي للتجارة مع الله وسلكت طريق الدعوة! وبدأت ولم أتعجل كما يفعل بعض الدعاة المحدثين! وأتذكر بكل خير فضيلة الشيخ "سيد سابق" رحمه الله، والداعية العظيم "محمد الغزالي" عليه ألف رحمة، وقد استفدت كثيراً من علمهما الغزير الذين وضعوه في كتب فيها فائدة كبيرة جداً للمسلمين، كما أدين بالفضل لعالم جليل تعلمت منه الكثير وساعدني في هذا الطريق وهو الشيخ "عبدالمنعم سليم"!
واضاف قائلا: نشأت وفي بيتنا مكتبة ضخمة يغلب عليها الطابع الإسلامي، فالقراءة جزء من حياتي، وربيت اولادي على ذلك، ووضعت لهم شعاراً في حياتهم يتعلق بالثقافة خلاصته: "أعرف كل حاجة عن حاجة واحدة، وأعرف حاجة عن كل حاجة"! وارجوك أقرأ هذه الحكمة أكثر من مرة حتى تستوعبها.
قلت له: أنت إنسان متدين، وعالم إسلامي، وتخطب الجمعة ومع ذلك شجعت أولادك على العمل في الفن.
قاطعني: وماله!! والشيخ الغزالي نفسه قال لا تناقض بين هذا وذاك، إلا إذا كان التدين تشددا والفن إنحلالا.
محمد عبدالقدوس
وفي مقالي القادم بإذن الله يحدثني رب الأسرة العالم الجليل عن أولاده الذين يحبون الفن.. فأنتظرني من فضلك.