طارق مهني يكتب : المثلي الجديد أم العربى الجديد..؟

profile
طارق مهني كاتب صحفي
  • clock 11 ديسمبر 2021, 6:21:55 م
  • eye 2309
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فى فيلم "البداية" لمخرج الواقعية صلاح أبو سيف مشهد عبقرى للفنان جميل راتب "نبيه بيه " اثناء محاولته تشويه صورة الفنان أحمد زكى"عادل" فى الفيلم .

فلم يجد فى ادبياته مايمكن تشويهه أمام العامة إلا استغلال جهلهم بالسياسة والثقافة والدين ليخبرهم أنه ديمقراطى فيعلو صوت الفنان حمدى احمدى"سليم" صارخا متعجبا بلغته الريفية " ديمووقرااااطى " ..

وأردا بذلك الفنان جميل راتب ان يستغل سذاجتهم وعدم وعيهم بمفردات السياسة او الثقافة وميولهم الدينيه ليقنعهم بكلمة ديمقراطى انه على غير الملة يعنى غير مسلم ..

هكذا فعل بالظبط احد مسؤلي التحرير بقناة العربى واحد كتاب المقالات بصحيفة " العربى الجديد" حينما اراد ان يكتب مقالا بعنوان : "حقوق المثليين" في الإسلام

مستنكرا فيه الهجوم على المثلية الجنسية او اللوطية ومحاولا اقناع القارئ انها مباحة فى الاسلام وان الاسلام منح المثليين واللوطيين حقوق فى ممارسة ابشع فعل يقشعر منه جسد اي سوي مستدلا بالآيات القرآنية والاحاديث.

لن اخوض فيما كتب وما قال فقد اصابنى الغثيان بمجرد قراءة السطور الاولى له لكن مهنتى الصحفية اجبرتنى على اتمامه غصباً.

لا ادرى كيف اعلق على كاتب المقال والذى يعمل فى مقر العربى بالدوحة وعلى بعد كيلو مترات قليلة من اللاعب محمد ابو تريكة الذى اقام الدنيا واقعدها بكلماته عن المثلية الجنسية والتى احتضنها المجتمع العربى والاسلامى بل كل من فيه صفات الرجولة سواء مسلم او مسيحيى او يهودى فى شتى بقاع الارض احتضنها بحب وشوق وكانها نقطة بيضاء فى بئر "مازوت اسود" تريد الدول الغربية صبغ بلادنا وثقافتنا به..

لن انتقد المقال او افنده شرعيا فأي  طالب بالصف الاعدادى الأزهرى يمكنه أن يفعل ذلك وبكل بساطة.

واتسائل ماذا لو طلب منكم احد الكتاب فى العربي الجديد ان يكتب فى مجال الاقتصاد او الكرة او الفن مثلا .. الن تطلبو منه اولا سيرته الذاتية أو مؤهلاته العلمية أوخبراته التعليمية والثقافية التى تؤهله لان يبدى رأيه فى اي من هذه المجالات ..

فلماذا الدين عندكم هو المتروك "سداح مداح" يلوغ فيه كل من شاء ويستشهد فيه بايات الطلاق على الربا او ايات المواريث على ايات الزنا

لا يمكن ان يكون هذا المقال مر دون المرور على مصحح لغوى وعلى رئيس التحرير وعلى "الديسك" ..

بل اكاد أرى الورقة التى كتب فيها المقال وهى تمر بجوار هؤلاء الفضلاء الذين يعملون فى هذا الكيان الصحفى الكبير وانا اعرفهم شخصيا واعلم علمهم وادبهم ودينهم وثقافتهم واصولهم الطيبه.

فلماذا قناتكم او جريدتكم فى العربى الجديد تهتم بوجود مصحح لغوى او مراجع ذى خبرة فى الصحافة ولا يوجد بها على الاقل مراجع شرعى طلما هناك استشهاد بايات القرآن الكريم والاحدايث النبوية الشريفة ..

فلا يمكن ان يكتب احد عندكم مقال عن الاقتصاد مثلا إلا ويمر على قسم الاقتصاد ليبدي رايه فيه ويصوبه ويخطأه ان وجد خطأ..

يستشهد الكاتب حسب قوله - بان لوطية قوم لوط تختلف عن مثلية هذه الايام ففى عهد قوم لوط كانو يغتصبون بعضهم واما مثلية اليوم او المثلية الجديدة "من وجة نظر الكاتب" فهى تتم بالتراضى وهم من كفل الاسلام حقوقهم - . ولا أدرى من أين جاء بهذا الهراء والكذب البواح والافتراء على شرع الله جهارا نهرا

وكالعادة فى هؤلاء هو البحث عن ما يجتمع عليه الناس من خير فيبحث بكل جهده عن مخالفة الجميع بامر شاذ وعنوان شاذ ليجذب القراء ويقتات من وراء هذا, ثم يؤلف ما يوافق هذا الشذوذ مستدلا باي "هجص" حتى يملئ الصفحة وحتى يتخطى مقاله ال600 كلمة ليصلح كمقال للنشر .

وفى الحقيقة لايمكن لاحد ان يدافع عن شيئ الا وفى نفسه شيئ منه فإن من يفعل المنكر لا يتناهى عنه ..

ولن اوجه الكلام له لكنى اوجه الكلام لمن حوله ومن يعملون معه ومن يفتحون لامثاله هذا المساحات الرحبة فى الكتابة والتى حرم منها من هو احق منه فى هذا المنصات الاعلامية التى فتحت باسم "العربي الجديد" الباحث عن الحق الرافض للظلم المتمتع بالحرية فى نور الحقيقة والبعيد عن التبعية والرقيب فى ظلام الكذب والافتراء ..

اقول لهم تناهو عن فعل ذلك وإن فعلتموه, حتى لا تصيبكم اللعنة فى قوله تعالى "«لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون»

ودعونى اسأل كاتب المقال كما سئل محمد صلاح من قبل .. مااذا لوجاءك لوطي أو مثلي كما تقول واراد أن يفعل فعلته السوداء معك ..؟ 

هل ترد كما رد اللاعب محمد صلاح مبتسما وتقول : "ما بامارسش المثلية واللوطية لأنها مش حاجة كبيرة بالنسبة لي عشان أعملها، نفسي على طول مش بتروح لها" بالله عليك اخبرنى بناءا على مقالك ماذا سترد .

أم ستقول له طالما الإسلام كفل حقوق المثليين فافعل ماتشاء ..!

ولا يخفى على احد ان كاتب المقال كان مذيع " التوك شو" الرئيسى لقناة وطن المعارضة والتى تبث من اسطنبول والتابعة لاكبر تيار سياسي اسلامى مصرى معارض ..

والان هو فى قناة العربي وصحيفة العربى الجديد الكيان الذى يعد ضمن وسائل الاعلام والصحافة الداعمة للشباب العربى والنخب العربية المخاطبة للمناضلين والمثقفين ..

فيا أيها القائمون على هذا الصرح الاعلامى والصحفي هل هذا هو العربي الجديد الذي تنشدون صناعته والذى تقومون بذلك افكاره .. هل تنشدون عربي جديد ام مثلي جديد على رأي الكاتب .

ماذا تركتم اذا لشذاذ الافكار من الداعشيين والمتطرفين الذين يؤلون الايات والاحاديث وفق هواهم ليبررو قناعاتهم الاجرامية .

انتم بذلك تصنعون متطرفيين وداعشيين جدد على الطرف الاخرى شذاذ الافكار من مدعي الثقافة والنضال الذين يستخمون الدين ايضا حسب اهوائهم وحسب ميولهم ليلوو عنق الايات والاحاديث ليخبرونا ان للمثليين حقوق فى الاسلام ..اليس هذا إرهاب فكرى ..؟

وبالتاكيد وجد الكاتب امثاله من المتطرفيين وشواذ الافكار ضالتهم ليكيلو له الاعجابات والليكات وهم لا يختلفون بذلك كثيرا عن دور الفنان حمدى احمد"سليم " فى فيلم البداية ومن معه. الذى اول كلمة ديمقراطى على انه خارج من الملة .

ولا ادرى كيف قبل الدكتور عزمى بشارة الذى لاطالما استمتعنا بكتاباته الثورية والسياسية ان تبث هذه السموم على صحيفته.

لن اقول للكاتب او من وافق على مثل هذا المقال اترضاه لابنك اترضاه لنفسك .ولكن ابحث فى القاموس عن معنى الرجولة .


حق الرد مكفول 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)