- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
طبول "مسيرة الأعلام" تقرع في القدس..كيف سيكون شكل المواجهة؟
طبول "مسيرة الأعلام" تقرع في القدس..كيف سيكون شكل المواجهة؟
- 18 مايو 2023, 5:58:06 ص
- 481
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صبيحة "مسيرة الأعلام" الاستيطانية التي تنظم اليوم الخميس، في القدس، ويتقدمها سبعة وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، استنفر الاحتلال أكثر من ثلاثة آلاف شرطي إسرائيلي، وسط دعوات منظمات "الهيكل" المزعوم وجماعات استيطانية إلى أكبر اقتحام للأقصى.
بالمقابل صدرت بيانات من "حراك الشباب الشعبي" في القدس و"شباب منطقة الطور" بالدعوة لرفع الرايات والأعلام الفلسطينية في كل مكان على أسطح المنازل، وفي المدارس وعلى السيارات، لجعل الخميس يوماً للعلم الفلسطيني.
مسيرة الأعلام تعكس أزمة الاحتلال
ولفت المختص في شؤون القدس، زياد إبحيص، أن إصرار الاحتلال على "مسيرة الأعلام" هو استعراض أزمة أكثر مما هو استعراض قوة، معتبراً أن محاولته استعراض سيادته المزعومة على القدس؛ من خلال إدخال مسيرة الأعلام من "باب العامود"، بعشرات آلاف المستوطنين يحملون الأعلام القماشية، يؤكد أنه غريب عن هذه المدينة وأنه لا يملكها.
وتساءل إبحيص في حديثه لـ"قدس برس" أي دولة هذه التي تستنفر كل إمكانياتها الأمنية والعسكرية والسياسية، لكي تدخل مسيرة لمواطنيها المزعومين في عاصمتها المزعومة؟.
وأضاف، "نحن أمام تكريس للأزمة الصهيونية في السيادة على القدس، وفي الوقت ذاته تمثل هذه المسيرة بالنسبة للاحتلال حالة من الرمزية والوعد بتغيير هوية هذه المدينة، وحسم كل قضية فلسطين من بوابة القدس".
وشدد على أن الحسم مستحيل، وبات واضحا من مجريات معركة الحسم التي بدأها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب بقرار اعترافه بالقدس عاصمة للاحتلال في السابع من كانون أول/ديسمبر 2017.
وبين أنه، منذ ذلك التاريخ فالمعركة لم تحسم، وتأكد للاحتلال أن الفلسطينيين قادرون على الدفاع عن مدينة القدس، بالحراك الشعبي، وبالعمليات الفدائية، وتدخّل المقاومة، وبالتفاعل الخارجي، ووحدة الساحات، ودخول الضفة الغربية على خط المقاومة.
وحول إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية واسعة، أكد ابحيص، "ما يهمنا ويشغلنا هو كيف نفشل هذه المسيرة، ونمنعها من دخول البلدة القديمة؟، وهذا يتطلب زخماً شعبياً كبيراً، أو عملية كبرى، أو الدخول في مواجهة مع المقاومة في غزة، أو من خلال السيناريوهات الثلاثة مجتمعة".
وأردف: المهم إفشال أهداف المسيرة، بحيث تكون محفوفة بنوع من المواجهة المستمرة، وحضور الأعلام الفلسطينية وعنصر الاشتباك.
قواعد الاشتباك
بدوره أكد الخبير بالشؤون الأمنية والعسكرية رامي أبو زبيدة، أن القدس ومنذ معركة "سيف القدس" (2021) باتت أبرز محددات سلوك وفعل المقاومة، وبالتالي فإن أي استفزاز أو محاولة للخروج عن قواعد الاشتباك التي حددتها المقاومة، سيواجه برد واضح كالذي شهدناه في معركة "سيف القدس".
وشدد على أن المقاومة في غزة، هي للكل الفلسطيني من البحر إلى النهر، في ظل توسع رقعة المواجهة وتمددها في الضفة الغربية.
وحول قرار اتخاذ إجراءات لأكبر إخلاء ينفذه الاحتلال تزامنا مع مسرة الأعلام، أشار أبو زبيدة إلى أن الاحتلال يستخلص العبر من المواجهات السابقة، والتي "مكنت المقاومة من شل الكيان الصهيوني عبر صواريخها، التي تفاجئ الصديق قبل العدو".
وتابع: "لاتزال مشاهد هروب المستوطنين وقياداتهم، واختباؤهم في الملاجئ حاضرة، وهي تشكل دعما معنويا للفلسطينيين، وهزيمة نفسية للمستوطنين".
ونوه إلى أن تطور قدرات المقاومة عبر الصواريخ الموجهة، وشبكة الأنفاق المعقدة التي تتسع يوما بعد يوم، ستجعل أي تواجد لجنود الاحتلال في مرمى المقاومة المباشر، لذلك فهو يسعى للتخفيف من تكاليف أي مواجهة قادمة مع المقاومة، عبر إخلاء محيط القطاع بشكل خاص
مسيرة الأعلام وتاريخ مواجهتها
وبدأت مواجهة "مسيرة الأعلام" عام 2012، و في عام 2014 تمكن "حراك الشباب الشعبي" من إجبار الاحتلال على حرف المسيرة عن ساحة "باب العامود" أحد أبواب البلدة القديمة، وفي عام 2015 اندلعت مواجهات، ووقعت إصابات في صفوف المستوطنين، وكذلك في صفوف المرابطين المقدسيين.
وفي 2021 فرقت صواريخ المقاومة مسيرة الأعلام في معركة "سيف القدس"، بينما كانت أعلام فلسطين تحف مسيرة الأعلام من كل الجهات عام 2022، وكان هناك أكثر من ألفي علم فلسطيني منتشر في كل مكان في القدس، بينما حلق العلم الفلسطيني في سماء القدس بواسطة طائرة من دون طيار، وحينها تم منع "مسيرة الأعلام "من تحقيق أهدافها، في فرض هوية الاحتلال في مساحة ليست له.