- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
طه الشريف يكتب: خُدّام الصهيونية مستنفِرون جهدهم قبل انهيارها
طه الشريف يكتب: خُدّام الصهيونية مستنفِرون جهدهم قبل انهيارها
- 4 مايو 2024, 9:23:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فمن لأمة الإسلام بعد انهيار الجدار الكاذب للقوميات؟!
المتابع بدقة لحالة الإستنفار التي أطلقها خُدّام الصهيونية في العالم الغربي وأذيالهم في منطقتنا من أنظمة حكم وحكومات وأجهزة إستخبارات ووسائل اعلام، كل هؤلاء قد استنفروا قوتهم لمواجهة حالة الإنهيار لمشروع الصهيونية في قلب المنطقة العربية"إسرائيل" كرأس حربة لتركيع العالم الموازي صاحب الثروات البشرية والطبيعية والقيم المستقاة من الإسلام -لا العروبة- تلك القيم التي ينزعجون منها ولا يألون جهداً في محاولات هدمها والقضاء عليها.
وإنك لتعجب أشد العجب فأي فكرة تلك التي تحقق ذلك النجاح حتى يصير كل هؤلاء خُدّاماً في محراب عقيدة باطلة وغاية فاسدة؟! فلم أجد سوى الشيطان بذاته يقف خلفها أجل الشيطان وليس سواه!، من يمسك بقياد هؤلاء ويُسخِّرهم من خلال مشروع الماسونية لتهيئة الأرض من أجل استقبال رأس الفتنة الذي أوشك على الخروج "المسيخ الدجال"!، وأدواتهم في تحقيق رسالتهم: هدم الإسلام وشيوع الفاحشة والإنقلاب على الفطرة السليمة وإرساء بعض المبادىء الخادعة مثل "الإخوّة الإنسانية" التي يرفعونها فوق إخّوة الدين وينحّون العوائق التي قد تعيق تلك الإخّوة وفي مقدمتها الإسلام! وهذه هي أهم المعالم التي تقوم عليها الماسونية.
وقد أطلّت الماسونية برأسها في صورة الديانة الإبراهيمية ومجمع الديانات والذي خطط لإقامته بمدينة دبي، حتى فطن لها شيخ الأزهر وأعلن عداءه لها وبراءته منها وأصدرت المشيخة بيانات التحذير منها رغم المغريات الكبيرة والضغوط التي مورست عليه!.
ونستطيع القول أن الإحتلال الإسرائيلي التي هرعت إليه القوى الغربية من أجل انقاذه هو كعبة الصهيونية الحامية بالقوة المسلحة لمشروعها في قلب المنطقة العربية وأن الماسونية هي الحامية بالإنحرافات الفكرية عن الفطرة السليمة، وجميعهم يخدّمون الشيطان ويجهزون لمجىء الدجال ويبذلون جهدهم في كل ما يملكون من مال وقوة وعتاد لحماية الصهيونية وكعبتها، والسؤال الذي يحتاج منّا إلى الإجابة عليه وهو عنوان مقالنا: من لأمّة الإسلام بعد انهيار الجدار الكاذب للقوميات؟!
حينما نتابع ما يقدمه خُدّام الصهيونية لنجدتها على اختلافهم واختلاف الجهد المبذول، وحينما نمعن النظر في أمّة الإسلام ومقدار الضعف الذي أصاب مناعتها والتفكيك الذي حدث للجيوش الحامية لها، نجد لزاماً علينا أن نضع أيدينا على الأسباب الرئيسية التي أوصلت الأمّة إلى ما هي عليه من الهوان والضعف وهي:
1- صيحات القومية التي فتّت لُحْمة الأمة الإسلامية بعد القضاء على خلافتها بمعاول القوميات التي بثت الكراهية في قلوب المسلمين تجاه خليفتهم بالأكاذيب والأباطيل، وصاغت مفاهيم التحرر الوطني وفك التبعية عن دار الخلافة، مع بروز أقزام يبنون أصنام التعصب لأجناسهم وأعراقهم كما فعل تنظيم الإتحاد والترقي في تركيا(مسقط رأس الخليفة)، وكما فعل جمال عبدالناصر وحسنين هيكل في مصر مع صنم القومية العربية للعرب وحدهم دون الكرد والترك، وكما أقام مؤسسوا البعث أفكار قوميتهم في بعض البلدان العربية، ففي سوريا حمل كلا من ميشيل عفلق وصلاح البيطار لواء القومية، وفي العراق حمل لواءها فؤاد الركابي وأحمد حسن البكر وصدام حسين، وفي الأردن كان لها محمدأكرم الحمصي، وتصدر لها في اليمن قاسم سلام سعيد، وكان لهؤلاء النصيب الوافر في حشد الجموع المُغيبة تحت دعوات التحرر الوطني وفك الإرتباط مع حاضنة الخلافة في اسطنبول.
2- حكومات اتحاد العشار والقبائل في القطر الواحد الطامعة في الحكم كما طمعت من القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة الرسول"ص"! وكذلك جنرالات الجيوش النظامية ممن تتوافر فيهم أطماع الثروة والسلطة وتنعدم داخلهم أي علاقة بالإسلام وأمة المسلمين وقد تربى غالبيتهم على خدمة الصهيونية ورفعة الماسونية، وكان لهم الدور الرئيس في عزل الأقطار التي يحكمونها وفي جر الجيوش وافتعال المعارك للحفاظ على الحدود المزعومة التي خُطت بأنامل "سايكس بيكو".
3- بعض المثقفين العرب بكتاباتهم ومؤلفاتهم وظهورهم في قنوات التلفاز وبرامج التوك شو التي كان لها الدور الخطير في تزييف الوعي لدى الجماهير المُغفّلة!، فيخرج هؤلاء المنظّرون للقومية عربية كانت أو غير عربية بحسب العرق والجنس، يعلون قدرها حتى يقول قائلهم: لأن يحكمني مسيحي من بلدي العربي خيرٌ لي من أن يحكمني تركي أو ماليزي مسلم بإسم الخلافة! وهكذا كان لهم قصب السبق في خداع المشاهدين والمستمعين ممن ضعف انتماءهم لأمتهم التي لا يسمعون ولا يقرأن عنها إلا كل ما يحملهم على البغضاء والكراهية.
وانهار جدار القوميات وطأطأ مريدوها رأسهم حينما اجتاحت الجيوش الغربية والأمريكية بغداد، واعتدى على طرابلس الليبية، وقصفت السوادن واستبيحت سوريا وقُسّمت اليمن ووقفت العروبة حاسرة الرأس عارية القدمين، واختبرت الجامعة العربية في غير موضع فكانت في الفشل والهوان مضرباً للأمثال ومساراً للتندر والسخرية، وأصبح العرب ممن كانوا يفاخرون بقوميتهم مفعولاً به دوما في نوازلهم وأحزانهم بل لم يستطيعوا الذود عن مقدساتهم وحرماتهم، ولا يضعون أقدامهم إلا حيث يشير إليهم السيد القابع هناك في البيت الأبيض!، وانزوى المثقفون والمنظِّرون بل وافتضح أمر غالبيتهم ممن ظهرت حقيقتهم أمام الجماهير المخدوعة بهم ولم يبقى للإسلام ورفعته واستنهاض الأمة من غفلتها سوى هؤلاء المحاصرون في غزة!.