- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
عبدلي محند أمقران يكتب: أحمد أومري : ملحمة البطولة ووجع النسيان
عبدلي محند أمقران يكتب: أحمد أومري : ملحمة البطولة ووجع النسيان
- 4 نوفمبر 2024, 9:27:55 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ونحن في شهر الشهداء،وجب علينا تذكر من سبقونا وكانوا سببا في حريتنا. إنها ليست عبثية و لا شعبوية و لكن أضعف الإيمان بالقضية الوطنية و المشروع النوفمبري التحرري أن نتذكر أبطال عرف عليهم البأس و الرجولة و الشهامة، والسعي للانعتاق من براثن المستدمر الفرنسي و أذنابه ، أعظم مايمكن فعله و نحن في زمن التفاهة و الضياع أن نتذكر رجالنا و نساءنا ،نثمن نظالاتهم و نكف عن استهلاك كل قمامة تأتينا من وراء البحار . أنذل و أحقر مايمكن فعله هو رمي ذكراهم و بطولتهم في دهاليز النسيان.
أحمد أومري واحد من هؤلاء الذين خذلناهم كثيرا بنسياننا و جهلنا.
المستدمر الفرنسي ،نعت أمثال أحمد أومري و أرزقي البشير ،بلصوص الشرف ،و لكم تحسرت على واقعنا الاعلامي المزيف ،أن ينعت بدوره أحمد أومري بلص الشرف و هذه هي الطامة الكبرى ،أن ينعتك من كنت سببا في حريته بلص الشرف و هي ترجمة حرفية للوصف الفرنسي "بوندي دونور ".
أحمد أومري، شخصية كتب لها أن تنصدم مبكرا بواقع الاستدمار ،في وقت كان من الصعب على قيادة حزب الشعب الجزائري أن تتوجه بجدية للتأسيس للعمل المسلح.
وطنية أحمد أومري عولجت بالصدمة و العنصرية التي قوبل بها ،في التجنيد الإجباري أو في المعاملات اليومية ، ولهذا لم يكن لص شرف كما يدعي اعلام المستدمر في ذلك الوقت ، ولم يكن كذلك لص شرف حسب جهل و سذاجة من كان سببا في حريتهم و استقلالهم ،و أقصد هنا الجزائريين من إعلام كسول و أشباه كتاب سذج متملقون لفرنسا و أذنابها.
لقد حظيت بمقابلة ابنته السيدة او النا ذهبية ،كما يحلو لسكان قرية آيت بوادو ،في حضن جبال جرجرة مناداتها ،فرحت كثيرا بزيارتنا لها ،و دعت لنا بالخير، في تلك الجبال الوعرة من منطقة القبائل المناضلة ،رأى أحمد أومري نور الحياة ،وسط زحام القهر الاستدماري،و بؤس الحياة في الجبل.
تواصل النا ذهبية ،سرد قصة والدها ،معترفة أن والدها ضحية طيبته وثقته و لعل أكبر خطأ أن تثق في بني جلدتك بإفراط ،هذه الثقة هي التي أودت بحياته.
تواصل النا ذهبية سرد ،حكاية والدها ، نعم لقد مات بعد مسيرة حافلة بالسعي و التمرد على الوضع ، قتلوه و أظهروه وصوروه ليشيعوا بين سكان القبائل أن بطلهم قد قضي عليه . لم يكن لصا و لكن صاحب قضية ، كان له أتباع ، كان يشتري أسلحة بكميات معتبرة ، أتباعه و تحركاته غير معروفة ،هيكلة جماعاته غير معروفة ،كيف تمكن من فعل كل هذا في فترة قصيرة ؟ قتل غدرا ووشاية و عمره ست و ثلاثون ربيعا.
لقد سبق أحمد أومري بتجربته و حنكته حزب الشعب ،و المنظمة السرية و جبهة التحرير الوطني و حركات التحرر في أمريكا الجنوبية.
رغم قلة الشهادات،و تخوف البعض من إثارة جراح و أحقاد الماضي ،و تخاذل البعض ،تبقى قلة تسعى لنفض الغبار عن تجربة أحمد أومري ،أسد جرجرة ،في وقت كان فيه الكثير ضباعا.
مالم تلتفت الدولة بمؤسساتها في إطار حفظ ذاكرة و تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية بإعادة الاعتبار لأمثال أحمد أومري و حفظ و تثمين نظالهم و تجربتهم فلن يكون هناك تواصل بين الأجيال ولا تثمين للذاكرة الثورية الجزائرية.
تخليد ذكرى أحمد أومري واجب وطني على الدولة و على المجتمع ،ووضعه في زمرة أبطال المقاومة الشعبية ضرورة وطنية.