- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
عبدلي محند أمقران يكتب: من أجل ميثاق وطني للتطوع (2) حتمية التكوين و الاستشراف الاجتماعي
عبدلي محند أمقران يكتب: من أجل ميثاق وطني للتطوع (2) حتمية التكوين و الاستشراف الاجتماعي
- 12 أبريل 2023, 8:28:47 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعزائي القراء ، كنت قد استرسلت في الجزء الأول من مقالي الذي اعتبره صرخة و نداء ملحا للمجتمع المدني الجزائري و السلطات الرسمية للمضي قدما للتأسيس لميثاق وطني للتطوع ، يصون حقوق المتطوع و يثمن دوره في المجتمع .إن حادثة وفاة المتطوع مرواني عبد المجيد دحسا بالسيارة على الطريق السيار و هو يؤدي مهمته النبيلة في شهر رمضان يجب أن تكون حدثا مفصليا في التوجه بالتفكير الوطني نحو التاسيس لهذا الميثاق . خاصة و ان الكثير من الجمعيات و المنظمات الوطنية تستنجد بالعشرات من المتطوعين للمشاركة في حملاتها التضامنية او التحسيسية دون الانتباه لضرورة التكوين الجيد للمتطوع و حمايته و تأمينه و تثمين دوره ، رغم أن هذه المنظمات الوطنية تتوفر على كل الامكانيات لتثمين دور المتطوعين و حماية أرواحهم الا أن غياب المقاربة العقلانية ، الشفافية في التسيير و اللاحكامة هي مؤشرات تدل على عطب عميق في منظومة تسيير الفعل التطوعي في الجزائر
إن التكوين الموجه لفرق المتطوعين لا يجب أن يكون نمطيا مملا بل تفاعليا مرتبطا بالمتطوع و بالسياق و خاصة في حالات التكوينات الموجهة للمتطوعين أثناء الأزمات لا يجب أن تكون شبيهة بتكوينات موجهة لفرق تطوعية في مراحل تتميز بالهدوء الإجتماعي
تبرز لنا تجربة الكورونا في الجزائر،إقبالا على فعل التطوع ، وإن كان في ظاهره فعلا حميدا ،يبرز الطاقات الكامنة في أقساط الشباب ،إلا أنه يبقى عموما لاعقلانيا و يبرز قصر النظر لفعل التطوع داخل منظمات المجتمع المدني خاصة بغياب التكوين على فعل التطوع الفعال و نفس الحالة نلاحظ أثناء حملات التحسيس خاصة ضعف التواصل بين المتطوع و المواطن المستهدف،و أيضا أثناء شهر رمضان من خلال حملات التطوع التي لم تخرج من إطارها الخيري المحدودو لم ترقى إلى فعل التطوع الواعي ، مثلا : التعامل مع مخلفات الإفطار الجماعي و آثارها على البيئة، مراعاة شروط الصحة
الاستشراف الإجتماعي :يأتي فعل الاستشراف الاجتماعي كمغذ لنظام التطوع عن طريق كمية المعلومات المستقلة من المجتمع لفهم سياق هذا الأخير في جوانبه المتعدده، لتحديد أولويات التدخل التطوعي و شروطه و ماهية التكوينات الموجهة للفرق التطوعية المتدخلة
أدعوك عزيزي القاريء للأخذ بعين الإعتبار أنني أستخدم مفهوم الفريق و ليس المجموعة على إعتبار أن التكوين يصقل تجارب الأفراد المتطوعين و يقربها تماشيا مع الوضع السائد و طبيعة الجماهير المستهدفة و التكوينات المبرمجة
مثل هذا الاستشراف الاجتماعي، لا تقوم به منظمات المجتمع المدني الجزائري و لا تهتم به و يمكنني الجزم بأن الكثير من الجمعيات و المنظمات الوطنية لا تسمع به ، انه لخلل عميق يرمي بظلاله على العلاقات المتشنجة بين المواطنين و الهيئات الرسمية ،سواءا أكانت جماعات محلية أو مؤسسات مركزية
إن الإستشراف الإجتماعي هو بمثابة خزان التجارب و الملاحظات الميدانية و الفهم الدقيق للتفاعلات و التطورات و الطلبات الإجتماعية التي بموجبها يمكن تصميم التكوينات الفعالة ،لفرق المتطوعين و الوقوف على مختلف الإختلالات لتقويمها و تصحيحها بما يتناسب و الطلب الإجتماعي من جهة و أهداف المنظمة أو المؤسسة الرسمية من جهة أخرى و هذا يسمح بنقل تجربة التطوع إلى مستوى متقدم من حيث الأداء و التأثير. يتبع