- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عبدالعزيز عاشور يكتب.. تحذير لمن يهمه الأمر
عبدالعزيز عاشور يكتب.. تحذير لمن يهمه الأمر
- 24 أبريل 2021, 3:46:48 م
- 894
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من شرفة عزلى كنت أستمع مرغما الى الصوت الزاعق لخطيب الجمعة فى المسجد القريب ..
والذى ظل يصرخ طوال ما يزيد على النصف ساعة رغم تحديد وزارة الاوقاف لمدة الخطبة والصلاة بأقل من ذلك بكثير ..
ليس هذا هو المثير فى الأمر فقد اعتدنا رفع الكثير من الشيوخ لأصواتهم اعتقادا منهم بأنهم بفعلهم هذا إنما يصيبون السنة الشريفة ..
وإنما المثير بل والخطير والذى لا بد من التصدى له من الجهات المسئولة ان كنا صادقين فى توصيل مفاهيم الدين للعامة بشكل صحيح ..
فى غمار صراخ الرجل قال :
قال رسول الله صلوات الله عليه : «عُرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أُسّسَ الإسلام؛ شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان من ترك واحدة منهن فهو كافر بالله حلال الدم لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً».
وفضلا عن أن هذا حديث ضعيف وفي سنده عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف، لم يوثّقه أحد إلا ابن حبّان،
ومعروف عن ابن حبّان أنّه متساهلٌ في التوثيق .
أما عن متن رواية الحديث فهو لا يعتد به مطلقا ففضلا عن أنه يعارض روايات حديث أخرى أصح سندا الا أنه فى الأصل يخالف كتاب الله سبحانه الذى لم يذكر فيه فى آية واحدة ان من أتى ذلك يصبح حلال الدم ..
وفى الوقت الذى يقوم فيه بعض الشيوخ بإلقاء هذه الترهات على أسماع العامة ومنهم الصبية وصغار السن من الشباب نتساءل من أين يأتى العنف ونتعجب كيف تنتشر هذه المفاهيم بين المسلمين ..
ويذكرنى ما سمعته من شيخ المسجد بما سبق ان سمعته على قناة تليفزيونية مصرية فى العام ٢٠١٨ على لسان شيخ ازهرى على ما أذكر كان اسمه د . عبدالحميد الأطرش والذى قال فى مداخلته ان المفطر فى نهار رمضان كافر حلال الدم ..
وحين راجعه المذيع فيما قاله منبها اياه وسائلا يعنى يتقتل يا مولانا ؟
كررها على سمعه وأسماعنا : كافر حلال الدم ..
المفطر فى رمضان كافر حلال الدم ..
هكذا يقول رجل أزهرى يضع عمامة الأزهر على رأسه ..
هل أدركتم ما كنا نقصده من قولنا بأن الشباب الصغار الذين يفجرون أنفسهم فيمن يخالفونهم هم فى الأصل ضحايا لمثل هذا الشيخ وأقرانه ..
وضحايا لمجتمع يصمت على الإنفاق من ماله الشحيح على تنشئة مثل هؤلاء وتعليمهم هذا العوار الفكرى على نفقة الدولة ..
الى متى سيتم السماح بنشر مثل هذا الغثاء على منابر المساجد التى تقع تحت إشراف الدولة وينفق عليها من مال الشعب وعلى أسماع البسطاء الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالبحث وتعلم صحيح الدين فيصبحون رغما عنهم قنابل موقوتة يمكن أن يفجرها كل من يريد متى أراد ؟؟
هل نفيق قبل فوات الأوات ؟
وهل نجد أذنا صاغية لمثل هذه التحذيرات ؟
الى الله المشتكى ..
واليه نبرأ مما يقول هؤلاء ..
ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد ..
ولعلهم يحذرون