خلافات في الخطاب الأمريكي تعقّد المحادثات

عراقجي: برنامج تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض تحت أي ظرف.. ما القادم؟

profile
  • clock 16 أبريل 2025, 4:09:33 م
  • eye 472
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عراقجي

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن برنامج بلاده لتخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض تحت أي ظرف، مشيراً إلى أن إيران "مستعدة لبناء الثقة والشفافية، لكن تخصيب اليورانيوم مسألة محسومة ومقبولة دولياً"، وذلك خلال تصريحات أدلى بها عقب اجتماع لمجلس الوزراء في طهران.

جاءت هذه التصريحات في وقت حرج، قبيل جولة جديدة من المحادثات المقررة يوم السبت في سلطنة عُمان، بين عراقجي والمبعوث الأمريكي ريتشارد ويتكوف، في ما يُعد أرفع مستوى من الحوار بين الطرفين منذ انسحاب إدارة ترامب م الاتفاق النووي في 2018.

 

عودة العقوبات الأمريكية وسط سياسة "الضغط الأقصى"

 

منذ عودته إلى السلطة في يناير، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حزمة واسعة من العقوبات على إيران، ضمن سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها خلال ولايته الأولى. وفي مارس الماضي، وجه ترامب رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يدعوه فيها إلى التفاوض، محذراً في الوقت ذاته من إمكانية اللجوء للعمل العسكري في حال فشل المساعي الدبلوماسية.

خلافات في الخطاب الأمريكي تعقّد المحادثات

وفي خطوة اعتبرتها طهران "متناقضة"، دعا المبعوث الأمريكي ويتكوف يوم الثلاثاء إيران إلى "وقف وإنهاء" برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل، رغم أن تصريحاته السابقة كانت تقتصر على دعوة طهران للعودة إلى الحد الأعلى للتخصيب (3.67%) الذي نص عليه الاتفاق النووي لعام 2015.

وردّ عراقجي قائلاً:

"نستنكر هذه التصريحات المتضاربة من الإدارة الأمريكية، وسنكتشف المواقف الحقيقية خلال جلسة التفاوض القادمة".

وأضاف أن إيران تأمل في مناقشة الإطار العام لاتفاق محتمل، لكنها بحاجة إلى مواقف أمريكية بنّاءة وواضحة، محذراً من أن استمرار التناقضات سيؤدي إلى عرقلة الحوار.

المرشد الإيراني: المحادثات قد تنجح أو تفشل

في أول تعليق له على مسار التفاوض، حذّر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من الإفراط في التفاؤل، قائلاً:

"المفاوضات تسير بشكل جيد في مراحلها الأولى، لكنها قد لا تؤدي إلى نتائج نهائية".

يُذكر أن خامنئي لا يزال يعتبر التخصيب "حقاً سيادياً غير قابل للمساومة"، وهو موقف يحظى بتأييد واسع داخل النخبة السياسية الإيرانية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأمريكية.

  • موقف دولي مترقّب وسط تصاعد المواجهة

في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة تصعيد ضغوطها، أعلنت الاتحاد الأوروبي مؤخراً فرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين في السجون بسبب ما وصف بسياسة "أخذ الرهائن"، كما شددت دول غربية على ضرورة الحد من قدرات إيران النووية والعسكرية.

في المقابل، تُصرّ طهران على أن برنامجها النووي سلمي تماماً، وأنها لن تتخلى عن حقوقها التقنية والعلمية، خاصة بعد أن تجاهلت واشنطن الاتفاق النووي السابق وخرقته بشكل أحادي.

ما القادم؟

تُعتبر الجولة المقبلة من المحادثات في عُمان اختباراً حاسماً لمسار التسوية، في وقت يزداد فيه التوتر الإقليمي والدولي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني وإمكانية اندلاع مواجهة جديدة.

في ظل هذا التصعيد، يترقب المجتمع الدولي نتائج اللقاء المرتقب لمعرفة ما إذا كانت التهديدات ستتحول إلى حلول دبلوماسية، أو إلى أزمة جديدة تُضاف إلى سلسلة التوترات في المنطقة.

التعليقات (0)