-
℃ 11 تركيا
-
9 مارس 2025
عزات جمال يكتب: إقرار واعتراف.. بعد فوات الأوان
عزات جمال يكتب: إقرار واعتراف.. بعد فوات الأوان
-
8 مارس 2025, 11:30:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وفق ما يتسرب من نتائج التحقيقات، لا تزال "اسرائيل" تعيش تحت تأثير الصدمة والذي أنتجته عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، على الرغم من محاولات حكومة اليمين وائتلافها الحاكم التظاهر برباطة الجأش والقوة وتجاوز مرحلة الصدمة نحو المبادرة؛ إلا أن النخب الأمنية والعسكرية الحالية والسابقة تقر وتعترف بالهزيمة وتداعياتها الاستراتيجية الكبرى على الكيان وبعدم تجاوز مرحلة الصدمة، وبأن حركة حماس استطاعت نسج وإدارة عملية خداع وتضليل محكمة، مكنتها من التخطيط والتنفيذ للعبور الكبير دون أن تتسرب معلومة عن نواياها أو استعداداتها!
لقد أخفقت المخابرات العامة للكيان "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية"أمان" في قراءة نوايا قادة حماس الحقيقية، والذين بدورهم حرموا "اسرائيل" وأجهزتها الأمنية من حرية جمع المعلومات الاستخبارية في القطاع المحاصر، وهنا تقر وتعترف أجهزة الأمن"الإسرائيلية" بلسان الحال لا المقال، بنجاعة إجراءات حماس الأمنية ومهنية أجهزة الأمن الفلسطينية التي أنشأتها حركة حماس وفق عقيدة وطنية خلال فترة حكمها للقطاع؛ بل يتأكد مصداقية كتائب القسام ذراع الحركة العسكري والتي أعلنت في العام 2019 بعد نجاحها في إيقاع قوة النخبة "سيرت متكال" في كمين محكم شرق خانيونس في عملية حد السيف الشهيرة، وبأنها وقعت على صيد معلوماتي أمني ثمين لا يقدر بثمن، سيؤدي لتعطيل قدرات الكيان الأمنية في القطاع، وهذا نتيجة عمل دؤوب وسعي مستمر لهزيمة الاحتلال وحرمانه من جمع المعلومات.
وكنتيجة لتراكم الفشل الأمني والاستخباري، استطاعت حماس العمل بحرية واخفاء نواياها الحقيقية واستعداداتها القتالية، ولم ينفع "اسرائيل" يوم العبور الكبير لا تفوقها التقني ولا جيشها الذكي ولا نخبها المختارة وفائض قوتها الضخم؛ فقد أضحت جميعها عالة عليها في ساعة الحقيقة القاسية!
الحقيقة التي تخرج مع غصة تجرع الفشل والعار الأبدي لكل مسؤولي الكيان الذين كانوا في مناصبهم يوم الطوفان؛ إلا "نتنياهو"، فهم جميعاً باتوا يقرون بأن الفشل متراكم، وهو نتيجة سياسات وإجراءات حكومات الاحتلال والتي تشمل الظلم والقهر والحصار للشعب الفلسطيني، والاعتداء على مقدساته وأسراه الأحرار ومصادرة حقوقهم في إشارة ضمنية لسياسات الثنائي الفاشي "بنغفير وسموتريتش".
لقد بذلت حماس على مدار أعوام كل الجهود الممكنة لكسر الحصار عن غزة وحماية المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لأخطر عدوان في تاريخه، والسعي المستمر لتحرير الأسرى الفلسطينيين من معازل الموت المسماة "سجون إسرائيلية" ومنع تهويد الضفة وحارات القدس وأحيائها، لقد عملت حماس على منع كل ذلك بالتصعيد الميداني تارة وبالسياسة تارة أخرى، لم تألو جهد إلا وبذلته؛ إلا أن كل ذلك لم يوقف حكومة اليمين الفاشية في الكيان من المضي في عربداتها وغيها وعدوانها المتصاعد على القضية الوطنية الفلسطينية برمتها، فكان الطوفان الموعد المحتوم، وقدر كل حر ينشد الحرية لشعبه ومقدساته وأرضه ووطنه.
وعلى ذات النهج ووفق تلك السياسة الفاشية تسير حكومة الكيان في عدوانها المستمر على القطاع والضفة والقدس والداخل المحتل؛ بل وعلى دول الإقليم، وهي لم تتعلم الدرس ولم تستفد من التجربة، وتمعن في غيها بحصار وتجويع سكان غزة، وترحيل وهدم البيوت في الضفة، والاستمرار بالعدوان على المسجد الأقصى المبارك والأسرى، ضانة أنها ستحصد نتائج مغايرة لما حصدته فالسابق، إن شهادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لكيان الاحتلال الإسرائيلي عن قوة وإرادة الفلسطيني لهي وسام شرف لكل حر، وهي تثبت صوابية خيار المقاومة والذي عبره فقط تنتزع الشعوب حريتها وتقرر بسواعد رجالها مصيرها، فللحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مدرجةٍ يـُدق!









