- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
عزات جمال يكتب: هل بات ضم الضفة مسألة وقت؟
عزات جمال يكتب: هل بات ضم الضفة مسألة وقت؟
- 25 يناير 2023, 9:57:43 ص
- 401
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يخفى على المتابع أن الإتلاف الحكومي الحالي للحكومة الفاشية الصهيونية، ما كان ليرى النور لولا الموافقة على مقترحات الأحزاب اليمينية المتطرفة، والتي كان في مقدمتها تغيير جذري للواقع في الضفة الغربية بالذات، ولمحاولة الوقوف على أبرز التهديدات المتوقعة، يجب أولا التذكير بمنطلقات هذه الأحزاب.
حيث أن أحزاب "المنعة اليهودية" بقيادة بن غفير و "الصهيونية الدينية" بقيادة سموتريتش تمثل التيار اليميني القومي المتطرف، وهم يؤمنون بضرورة التوجه نحو حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني في كل القضايا والملفات، عبر القوة والإجراءات العملية على الأرض دون النظر لردود أفعال العالم.
وقد نجح الحزبين في انتزاع عدد من الوزارات والمناصب التي ستسمح لهم بالتوجه نحو تنفيذ ما أطلقوه من شعارات وتوجهات خلال الفترة الماضية ولعل أبرز ما يشير لذلك التالي :-
١- الاتفاق على الاعتراف بكل البؤر الاستيطانية "غير القانونية" في الضفة.
٢_ تكليف الوزير "سموتريتش" بجانب وزارة المالية، بمسؤولية الإشراف على الاستيطان في الضفة ومنح التراخيص لإنشاء مستوطنات جديدة، والمصادقة على هدم البيوت الفلسطينية.
٣_ حصول الصهيونية الدينية على وزارة الهجرة والاستيعاب سيمكنها من توجيه المستوطنين الجدد نحو الضفة الغربية لزيادة أعدادهم.
٤_ موافقة الإتلاف الحكومي على توجهات بن غفير التي ينوي فيها تعديل قانون الشرطة.
٥_ اعلان بن غفير نيته تمرير قانون المصادقة على قرارات هدم المنازل الفلسطينية في مناطق "ج" أو ما يعرف بمنطقة "C" والتي تمثل ما يزيد على ثلث مساحة الضفة، بجانب ما تمثله من أهمية حيوية، وهذا مشروع ينوي عبره الاحتلال التوجه نحو مصادرة الأرض وضمها للمستوطنات.
٦_ مطالبة الأحزاب اليمينية بتعيين "الحاكم العسكري" لجيش الاحتلال في الضفة أو ما يطلق عليه "منسق أعمال الحكومة في المناطق" وهذا سيزيد من سيطرتها في الضفة.
كل ذلك وغيره يشير لتوجه حقيقي بالمضي نحو تنفيذ عملية الضم للضفة الغربية وفق ما تؤمن به هذه الأحزاب، في ظل انشغال السلطة الفلسطينية في ملاحقة النشطاء وطلاب الجامعات، في محاولة لوأد حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة.
على أحزابنا وفصائلنا المختلفة أن يكونوا على قدر من المسؤولية التاريخية، وليعلنوا عن توجهاتهم القادمة لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد وجودنا، وليجرموا بشكل واضح وصريح كل محاولات ملاحقة المقاومين واختطافهم في سجون الأجهزة الأمنية، مثل ما يجري حاليا بحق المطاردين المختطفين مصعب اشتية وعميد طبيلة والعديد من النشطاء الآخرين.
شعبنا الفلسطيني قادر على كسر إرادة الاحتلال وكل أحزابه المتطرفة، والدفاع عن أرضه ووطنه بكل ما يملك، وهو في كل يوم يقدم التضحيات الجسام في هذه المسيرة المقدسة، لكنه في حاجة لكل جهد لدعمه وإسناد صموده لا طعنه في الظهر والتضييق عليه من أبناء جلدته!
كما أن أمتنا العربية والإسلامية وكل محب لفلسطين وقضيتها العادلة، يستطيع أن يكون له دور فعال في التصدي لهذا العدوان المعلن على أرضنا وشعبنا، والفوز بشرف الدفاع عن هذه الأرض المباركة والتصدي لمشروع الاحتلال الفاشي الإجرامي، وتثبيت صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه.