عصام أبو بكر يكتب: هل يكون ضرب اليمن بداية حرب إقليمية؟

profile
عصام أبوبكر كاتب مصري
  • clock 19 ديسمبر 2024, 1:36:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، وصرح المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الهجوم جاء بعد ما قال الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا بالستيا انطلق من اليمن وكان متوجها إلي إسرائيل وأن الهدف من الضربة الجوية تقويض البنية التحتية العسكرية للحوثيين.

فيما أعلن وزير الحرب الإسرائيلي أنه صادق على خطة لضرب عشرات المواقع الاستراتيجية التابعة للحوثيين في اليمن، مشيرا أن الخطه معدة من قبل ولا علاقة لها بالصاروخ الباليستي الذي انطلق من اليمن وضرب إسرائيل، ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بشأن الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي في اليمن

وقالت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيون) إن سلسلة الغارات طالت محطتي كهرباء "حزيز" و"ذهبان" في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى مواقع في محافظة الحديدة، وأشارت التقارير إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء هذه الهجمات علي منشآت تكرير النفط في ميناء المدينة المطلة على البحر الأحمر وتحدثت عن معاونة القوات الأمريكية والبريطانية واستخدام طائرات اف ٣٥ في الهجوم الذي وقع على اليمن وأن الطائرات انطلقت من قاعدة النقب عبر البحر الأحمر.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية: "إننا قصفنا هدفين عسكريين للعدو في يافا بصاروخين بالستيين ردا علي الهجوم الإسرائيلي علي اليمن"، فيما وصفت إيران الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومنشآت للطاقة تابعة للحوثيين في اليمن بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.

وجاء هذا الهجوم ردا علي ما قاله الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخًا بالستيا أطلق من اليمن. وقد سقطت شظايا جراء اعتراض هذا الصاروخ في تل أبيب ما تسبّب ببعض الأضرار، لكن قناعتي الشخصية ان المجال الجوي الإسرائيلي تحت أعين الرقابة ولو ذبابة قررت التحليق ستستنفر الدفاعات الجوية بدون حرب فما بالكم بالحرب والتهديدات المستمرة من حزب الله ومن الحوثيين والعراق فاعتقادي أنه تم السماح للصاروخ الباليستي للحوثيين بالوصول للمجال الجوي لتل أبيب ولم يتم اعتراضه حتي يتخذ حجه لضرب الحوثيين باعتبارهم يشكلون تهديدا لأمن إسرائيل وتكون خطوة نحو توجية ضربة موجعة لليمن والحجة التهديدات من قبل الحوثيين.

وقد صرح وزير الطاقة الإسرائيلية أن إيران جلبت الدمار لغزة ولبنان وسوريا والآن تجلبة لليمن فيما يبدو أن هذا التصريح تمهيدا لضرب إيران بإعتبارها السبب الأول في كل الهجمات التي تشن علي إسرائيل فيما قد تزيد الضربه الإسرائيلية من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات كما تساعد علي توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة ولبنان والاحداث في سوريا بما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.

فربما قررت أمريكا وحليفتها إسرائيل ومعها السعودية إنهاء موضوع الحوثيين بالتعاون مع الطيران العسكري الإسرائيلي لإنهاء الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر، فحرب اليمن قد تكون بداية لحرب إقليمية تترأسها إسرائيل وامريكا والدول الغربية ومعها بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية التي لم تستطع حسم معركتها مع الحوثيين منذ 5 سنوات ولكنها الآن تريد حسم المعركة للسيطرة علي البحرالأحمر وإزالة تهديد الحوثيين وسيكون البحر الأحمر من نصيب المتحالفين.

لا اعتقد ان ضربة اليمن هذه ستكون نهائية وربما سيكون هناك ضربات أخرى ولكن حسب اعتقادي هذا النوع من الضربات السريعة الموجعة ستكون نموذجا مصغرا وسيناريو لما سيحدث في العراق مستقبلا وبعدها إيران وكما حدث في لبنان وسوريا من قبل  ولكن بشكل اطول وأقسى وأكثر تدميرا وضررا للبنى التحتية والاتصالات والكهرباء والجسور والمطار مثلما حدث لبيروت والميناء والضاحية الجنوبية ومقرات حزب الله وبيوتهم وبيوت عائلاتهم ومقراتهم في الجنوب وأيضا كما حدث في سوريا من تنفيذ ما يقرب من ٣٥٠ ضربة جوية أدت لتدمير كافة مقدرات الجيش السورى عقب سقوط نظام بشار الأسد .

كما يريد نتنياهو تدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمه العربية ، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه " الممر الاقتصادي " وذلك بتوجية ضربات قوية لليمن وتأميم البحر الاحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودو للهيمنة على البحر الاحمر وهذا لن يتم إلا بمزيد من التدمير في اليمن.

حرب اسرائيل ضد إيران لم تبدا بعد والبداية الحقيقية ستكون بإنهاء النظام الإيراني وما يحدث مجرد ضرب أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران، حيث بدأت بضرب حماس في غزة وبعدها حزب الله في لبنان وإسقاط النظام السورى الداعم الأول لإيران في المنطقة والأن تقوم بضرب الحوثيين في اليمن في سلسلة ممتدة من الحروب قد تنتهي بضرب إيران ، فاسرائيل في انتظار عودة ترامب للقضاء علي إيران .

ضرب إيران مسألة طويلة قد تمتد لسنوات وستكون بعد تجريدها من كل مصادر الدعم والقوي الدولية وبعد انتهاء اذرعها إقليميا ،فضرب ايران مسألة شبه أكيدة وإن تم لن يكون اسرائيليا فقط، وانما تحالفات قوى عظمى على رأسهم امريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومعها بعض الدول العربيه وعلي رأسهم السعودية، فردع إيران هو جزء من تقليل هيمنة روسيا وبوتين ومسحها من خارطة التأثير في الشرق الاوسط وإعادة ترتيب العالم من جديد .

ورغم تضحية إيران بحزب الله وحماس لإنقاذ نفسها من هجوم إسرائيلي أمريكي أكيد فلا أعتقد أنها بمأمن من مهاجمة إمريكا وإسرائيل لها ولن يكتفي نتنياهو دون مهاجمتها و ضرب المفاعل النووي الايراني ولكن توقيته مرتبط بنهاية موضوع غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا، ثم بعدها سيفرغ لمهاجمة إيران رأس الأخطبوط بعد أن يكون قام بتكسير أذرعها في المنطقة.

إيران لن يكون لها مكان على خارطة الشرق الأوسط الجديد من جميع النواحي ولكن الاختلاف في التوقيت، ولا اعتقد انه قريبا وقد يستغرق وقتا قد يمتد لسنوات ولكن في الوقت الحالي ما تقوم به إسرائيل وحليفتها أمريكا هو تكسير أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ولكن إنهاء النظام الإيراني وضرب المفاعل النووي ليس حاليا، فضرب ايران سيكون في توقيت اخر وبصورة مفاجئه وبعد ترتيب وضع غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق وسوريا واليمن والتطبيع مع السعودية. وستكون حرب إقليمية تترأسها إسرائيل وامريكا والدول الغربيه ومعها بعض الدول العربية وعلي رأسها السعودية.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)