- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: انتشار فلسطيني واسع... وتوظيف مفقود
عماد توفيق عفانة يكتب: انتشار فلسطيني واسع... وتوظيف مفقود
- 5 يونيو 2023, 8:55:57 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تشير خارطة توزيع الفلسطينيين حول العالم بعد مرور 75عاما على النكبة، الذين يبلغ تعدادهم في إحصائيات غير رسمية تأخذ الحد الأدنى من الأرقام، انهم يبلغوا أكثر من 16 مليون و300 ألف فلسطيني، لا يزال غالبيتهم مشردين خارج فلسطين.
عمل العدو الصهيوني على توظيف ترسانته العسكرية الغربية الباطشة للحؤول دون عودتهم لديارهم التي أخرجوا منها على وقع القتل والمجازر.
وعلى الرغم من ذلك فإن تعداد الشعب الفلسطيني الذي بقي متجذراً فوق أرضه، يبلغ أكثر من تعداد المغتصبين الصهاينة، رغم كل ما يتوفر لهم من أشكال التحفيز للاستيطان في فلسطين والاستيلاء على أراضي أهلها.
تظهر ارقام توزع الفلسطينيون على خارطة العالم، بوضوح نتائج السياسات المسلطة عليهم من الأنظمة الساعية لاستمرار نكبتهم وتشردهم، من حصار وتجويع وتمييز ممنهج، وفرض الحياة عليهم في مخيمات غير قابلة للحياة، لصنع بيئة طاردة لدفع المزيد منهم نحو المنافي والشتات البعيد عن حدود فلسطين التاريخية.
فقد دفعت سياسات البيئة الطاردة التي اتبعتها الأنظمة العربية، الى خروج مئات آلاف الفلسطينيين من دول الطوق، ومن حدود العودة إلى الشتات البعيد، حيث تشكلت هناك مجتمعات فلسطينية جديدة في ظروف وعوامل مغايرة، أظهروا فيها حيوية متزايدة في الدفاع عن حقوقهم وقضيتهم وتمسكهم بحق العودة لأرضهم، رغم صعوبة الظروف التي تحيط بهم.
المعطيات التي توفرها مصادر متعددة حول اعداد الفلسطينيين، يخلف تضارب في الأرقام والمعطيات، نظراً لاستناد كثير منها إلى التقديرات، وليس إلى الإحصاءات الدقيقة، الأمر الذي يحتاج جهدا فلسطينيا رسمياً ومؤسسياً ومجتمعياً للتغلب عليه، لجهة انتاج خارطة أكثر دقة للوجود الفلسطيني في شتى انحاء العالم.
فان الأرقام تشير الى ان الشتات الفلسطيني يمتد إلى مختلف قارات العالم، حيث تسجل الارقم وجود فلسطيني في الدول الآسيوية غير العربية، بين ماليزيا والصين والهند وباكستان، بجانب أعداد أكبر من غير المسجلين.
كما أن هناك عشرات آلاف الفلسطينيين في أستراليا، ونيوزلندا ومواقع أخرى، وأعداد أخرى متفرقة في الدول الأفريقية غير العربية، وجالية ممتدة في العديد من دول أوروبا الشرقية.
75عام على النكبة لم تزيد الفلسطينيين الا تشبثاً بفلسطين بحدودها التاريخية، فما زال الشعب الفلسطيني يواجه موجات لم تنقطع من محاولات الطرد والتهجير، ولم تزيده هذه الموجات والمحاولات لطرده الا تجذراً في أرض فلسطين، التي تشهد انتشار أكثر من سبعة ملايين فيها، يخوضون مواجهة يومية مع الاحتلال ومنظومته الاستعمارية.
أما في دول الطوق على تخوم فلسطين المحتلة، فما زال ملايين اللاجئين الفلسطينيين يقبعون في مخيمات قديمة مهترئة، لا تليق بشعب مناضل ينتظر العودة الى بلاده الغناء وبيوته العامرة.
فما زالت تلك المخيمات على حدود العودة رغم كل ما شهدته من تطور وتوسع افقي ورأسي، أحد علامات الظلم والإجحاف والاستهداف، ما حولها الى معازل تعج بالتنكيل والتمييز والتجويع، بحيث باتت لا تصلح لأي نوع من الحياة.
فمن لهذا الشتات الغني في مختلف قارات العالم، بكل ما يملك من طاقات وقدرات وكفاءات ومقدرات..!!
نحو أكثر من ثمانية ملايين لاجئ في الملاجئ والمخيمات والشتات، يملكون مجالا حيويا بشريا وانسانيا يجعل هذا العدد يتضاعف لأضعاف، لكنهم لا يجدون من يرفع راية لتوحيد جهودهم وتوجيهها ونظمها في إطار خارطة طريق تجعل من العالم الغربي جحيما على العدو وداعميه في قلب عواصمهم ومدنهم.
يملك الشعب الفلسطيني من الحقيقة وقوة الحجة، ووسائل وتقنيات بشرية وتكنلوجية، كفيلة بإقناع ودفع الشعوب الغربية الى ممارسة الضغط على حكوماتهم لتحمل المسؤولية التي تقع عليهم بتآمرهم على تشريد الشعب الفلسطيني واستمرار معاناته ولجوئه وتشريده.
ربما باتت مؤتمرات الفلسطينيين في أوروبا تمثل بداية الصحوة لاستثمار عوامل القوة الديموغرافية اللامحدودة للشعب الفلسطيني، لذلك ربما نشهد محاولات لنقل هذه التجربة الناجحة الى مختلف قارات العالم التي تشهد وجوداً فلسطينياً لافتا وثريا بالطاقات والقدرات، قد يتطور لناحية تشكيل مظلة جامعة للوجود الفلسطيني في المنافي والشتات، مظلة جدية وقوية قادرة وأكثر تمثيلا لمطالب وحقوق الشعب الفلسطيني وأكثر قدرة على تحقيقها.