- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: التحية لدور العلماء في نصرة الأقصى... ولكن!
عماد عفانة يكتب: التحية لدور العلماء في نصرة الأقصى... ولكن!
- 24 مايو 2022, 11:21:16 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أثلج صدري منظر المسيرة العلمائية التي انطلقت ظهر اليوم من مسجد العباس باتجاه وزارة الأوقاف وسط غزة، نصرة للقدس الأقصى، وتأكيدا على عروبتها واسلاميتها، وعلى واجب الشعب والأمة في المحافظة على طهرها وقداستها، والذود عن حياضها في مواجهة محاولات تدنيسه وتقسيمه.
وانشرح ناظري وانا أشاهد كوكبة من علماءنا الأجلاء من مختلف المستويات، من وزارة الأوقاف، ومن رابطة علماء فلسطين، ومن مجلس القضاء الأعلى والمحاكم الشرعية، ومن غيرهم من العلماء الأفاضل وهم يشقون الطريق تحت اشعة الشمس اللاهبة، بعمائمهم البيضاء التي تمثل الدين والشريعة، والحكم بين الناس بما أنزل الله، سواء من خلال مجلس القضاء الأعلى، او من خلال رابطة علماء فلسطين ولجان الإصلاح التابعة لها والمنتشرة على طول قطاع غزة، نصرة لأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، مسرى نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم وموطئ معراجه.
ولكن لابد من همسة في أذن علماءنا الأجلاء، كما في أذن المؤسسات التي ترعى تجمعاتهم.
فيا علماءنا يا ويا وعاظنا ويا خطباؤنا، لستم بحاجة لتذكيركم بأن الوعظ والإرشاد في المساجد لا يكون في المناسبات كشهر رمضان مثلا، ولا يقتصر على خطبة الجمعة مرة في الأسبوع، وإنما هو جهد متواصل، ومسيرة تربوية وتوعوية وارشادية لا تتوقف.
كما لست في موقع توجيهكم وأنتم أهل النصح والتوجيه، ولكن حال مساجدنا الخاوية من الوعظ والإرشاد والتوجيه والتوعية والتعبئة، في وقت أحوج ما نكون فيه لمثل هذا الجهد، لتصليب عود شعبنا واسناد صمودهم، ورفع معنوياتهم، وبث الوعي بمختلف اشكاله في صفوفهم، وإرساء وتثبيت القيم والأخلاق في سلوكهم، إلا ما رحم ربي، هو ما دفعني لتوجيه هذه الرسالة.
جيوش المسلمين كانت قديما تنطلق من المساجد، لأنها كانت تشكل محاضن قوية وقادرة على استقطاب الناس، وبث روح التضحية والفداء في أوصالهم، بعد تربيتهم في المحاريب، لا نتحدث عن تربية نخبوية أو فئوية بل تربية عامة، فكان الجهاد ثقافة، والشهادة فضيلة يتسابق اليها الشباب، والأخلاق والقيم أساس السلوك، والوعي وتحصين الجبهة الداخلية من الاختراق سمة عامة.
كم كنت أتمنى جهدا منظما بهذا الاتجاه من وزارة الأوقاف ومن رابطة علماء فلسطين، كما من كليات التربية الشريعة وأصول الدين في جامعاتنا المنتشرة على طول القطاع وعرضه.
ليس من حدي كطالب علم أن أوجه العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم "من سُئل عن علمٍ فكتمه ألجمه اللهُ بلِجامٍ من نارٍ يومَ القيامةِ".
وها نحن نسألكم هذا العلم الذي حباكم الله بحمله، ونطالبكم بأداء هذه الأمانة في هذا الوقت العصيب الذي أحوج ما يكون شعبنا فيه لمن يشد عوده، ويسند صموده، ويعبئ شبابه، ويبث الوعي في أوصاله، وينشر القيم والفضيلة في صفوفه.
نعلم أن لعلمائنا الأجلاء حفظهم الله جهود في ميادين شتى، ولكننا نطمع بأن يكون لهم جهد مضاعف في هذا الاتجاه، في هذا الوقت الحرج الذي يحياه شعبنا، الذي يواجه مزيداً من التحديات، والذي يتوعده عدونا بمزيد من الجرائم، وتدنيسه أقصاه، وتقسيم مسرى نبيه صلى الله عليه وسلم.