- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: فرص نجاح اللاجئين في افشال مؤامرة تصفية قضيتهم
عماد عفانة يكتب: فرص نجاح اللاجئين في افشال مؤامرة تصفية قضيتهم
- 15 يناير 2022, 11:10:01 ص
- 485
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ندخل في عام 2022 وغالبية اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين معرضين للتهجير يومياً، فيما بقيتهم يواجهون قسوة في النجاة من ظروف معيشية وسياسية تلقي عليهم يومياً بتهديدات مميتة، وفي داخل فلسطين المحتلة يعاني اللاجئون وعموم الفلسطينيين من سياسات القتل وجرائم الآلة الحربية والمنظومة العسكرية الصهيونية، بجانب المعاناة المعيشية المتزايدة.
ويعيش أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين المتبقين داخل سوريا فقراً مدقعاً، بموازاة 80% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ونسبة مماثلة في قطاع غزة، وينهار قطاع الخدمات الصحية، ويستعصي الوصول للعلاج أو المياه والكهرباء.
رغم صعوبة رصد وقياس المتغيرات المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين خصوصا خلال فترة إدارة دونالد ترامب، جعلها فعلا موضعا لتغييرات إقليمية خصوصا لتغييرات مستمرة، يمكن تلمس ملامحها في العام 2021، وإن كانت لا تحمل تحولات في الاتجاه الاستراتيجي المهدد لوجودهم وحقوقهم.
إذ تضافرت عدة عوامل في مواصلة إنتاج ومفاقمة التهديدات في هذا الاتجاه رغم التغيرات الظاهرية للسياسات الخارجية والدولية الموجهة تجاه اللاجئين الفلسطينيين، ورحيل إدارة دونالد ترامب، والتراجع الظاهر في الهجمة الأمريكية المعلنة لتصفية قضية اللاجئين والروافع الحاملة لها، بما في ذلك تصفية وكالة "الأونروا"، فجملة المشاريع والبرامج والخطوات السياسية التي أطلقت دوليا وإقليميا، لا زالت تفعل فعلها، وتمضي في تطوراتها، دون رد فعل ملائم على مستوى إنتاج السياسات المضادة التي تتكفل بحماية اللاجئين وحقوقهم، أو الأدوات اللازمة لحمل هذه السياسات.
إلا أن هناك فرص إيجابية تساعد جموع اللاجئين على افشال مؤامرة تصفية قضيتهم:
1- هناك وعي متزايد بالاستهداف الشامل الذي يتعرض له الفلسطينيون، يتكون بفعل التصعيد الاحتلالي وهجمة حلفائه على الحقوق الفلسطينية، وكذلك وعي بقدرة الفلسطينيين على النضال الجماعي للحفاظ على حقوقهم والدفاع عن أنفسهم، وهو ما أبرزته هبة أيار التي انطلقت ضد محاولات تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وجمعت الفلسطينيين تحت هذا العنوان، وانتجت في مواجهتها لاحتلال عناوين عدة تتعلق بجرائم الاحتلال في كل موضع للوجود الفلسطيني.
2- الفعل الجماهيري الفلسطيني خلال الهبة الأخيرة وفي محطات اخرى من المواجهة بين الفلسطينيين ومنظومة الاحتلال، نهضت به مجموعة كبيرة من الكتل والبؤر الفلسطينية الناشطة، وقوى وفصائل ومنظمات حقوقية وأدوات اعلامية، بما يظهر وجود شبكة فلسطينية كبيرة منخرطة في الفعل الوطني وان كانت يعوزها الاتصال والتخطيط والبناء المشترك للأهداف، بما يخدم استعادة ربط الفعل والممارسة السياسية والنضالية بالإرادة الشعبية، وقدرته على اقتراح أهداف وطنية شاملة.
3- المعاناة اليومية لعموم اللاجئين في المخيمات وخارجها تعزز وعيهم بخطورة وضعهم، وافتقادهم أدوات الفعل، وبخطورة الوضع الفلسطيني وتأزمه، وانسداد افق الممارسات السياسية القائمة وانفصال معظمها عن هموم اللاجئين ومعاناتهم، وعلى ما يثيره هذا المشهد من إحباط وبحث عن مخارج فردية، فإنه أيضا كفيل بخلق مسارات فعل تنقلب على أشكال الاخضاع والولاءات وأدوات تعطيل الفعل والتهميش.
4- لا يحتاج الفلسطينيون ومجتمع اللاجئين والمعنيون بحقوقه لإعادة اكتشاف أدوات الفعل والتأثير، فهناك من التجارب النضالية الجماعية التي يختزنها هذا المجتمع ما يسعفه، وهناك مساحة بالفعل للبناء على هذه التجارب واستعادة حضورها وتطويرها بما يلائم التعقيد المتزايد للمواجهة بالعموم وللظروف التي يواجهها اللاجئ الفلسطيني بشكل خاص.
تقدير موقف بعنوان: اللجوء الفلسطيني 2022: فشل السياسة والبحث عن البدائل