عماد عفانة يكتب: قضية تبحث عن قيادة

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 3 فبراير 2022, 2:32:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في القدس …من في القدس الا انت

هذا كان لسان حال القدس ابان معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة بكل شرف وجدارة فصنعت موازين وثبتت حقوق يجتهد العدو في تمييعها والالتفاف عليها في كل حين.

فخيار هذا الجيل الذي وقف داعما لمعركة سيف القدس واضح جدا، وهو مقارعة المحتل جنوده ورجال شرطته، منذ هبات القدس الثلاثة في نيسان من العام الماضي وما تبعها من معركة” سيف القدس”، في أيار من العام الماضي أيضاً.

هذا الجيل المتمرد، جيل ما بعد بعد أوسلو، أثبت أنه عصي على التطويع والتذويب والكي والتقزيم لتجريف وعيه؛ ودمجه في المجتمع والاقتصاد الصهيوني، وإخراجه من دائرة العمل الوطني ومقاومة الاحتلال.

هذا الجيل قالها بوضوح، أنه لا ينتمي لزمن الهزائم ولا للقيادات المهزومة، لأنه علم حقاً أن القيادات المرتجفة لا تصنع لا نصراً ولا حرية.

هذا الجيل يؤكد على تمسكه بثوابت شعبنا الوطنية، وعلى وحدة شعبنا الفلسطيني على طول وعرض جغرافيا فلسطين التاريخية.

هذا الجيل الذي كان حاضراً في هبات باب العامود والأقصى والشيخ جراح، والذي يقارع المحتل بشكل يومي، حتى أنه صنع للثلج” معركة، حيث شهدت البلدة القديمة والعيسوية وشعفاط والطور وسلوان وجبل المكبر ومفرق بيت صفافا، معركة خلفت أكثر من 54 معتقلاً، والعديد من الإصابات بالغاز المدمع والقنابل الصوتية والضرب المبرح، بعد مواجهات واشتباكات بين هؤلاء الشبان وجيش وشرطة العدو.

هذا الجيل هو الذي كان في مقدمة هبات البوابات الألكترونية على بوابات المسجد الأقصى في تموز/2017، ومن بعدها مصلى باب الرحمة في تشرين أول 2018 وشباط /2019، وفي كل المعارك والهبات التي شهدتها مدينة القدس.

معارك القدس كثيرة ولا تتوقف ولن تتوقف حتى التحرير والانعتاق، وسيبقى الفلسطيني مقدسيا كان أو ضفاويا او غزاويا أو من الداخل المحتل يجابه ويحارب ويقاتل على أكثر من جبهة وبطرق ووسائل مختلفة رغم كل حالة الضعف والانكسار الفلسطيني، والعربي والاسلامي؛ ورغم تعمق الأزمات الداخلية، ورغم تسلط القيادات المغرقة في العجر، والتي تعيش على أوهام وعود أمريكية واوروبية غربية، بلهاء على أمل استئناف المفاوضات العبثية مع حكومة الاحتلال التي تقتلنا كل يوم الف مرة ومرة.

إن معركة سيف القدس أثبتت اننا بتوحدنا باستطاعتنا ان نخوض المعارك والاشتباك العسكري والشعبي بمستويات وأشكال تعجز العدو، وأن المقاومة وحدها هي من تستطيع اخراج الشعوب من الخليج إلى المحيط، وهي الوحيدة القادرة على تجييش الجماهير حتى في قلب العواصم الاوروبية والمدن الأمريكية، وأنها وحدها القادرة على إلهاب كل ساحات التواجد الفلسطيني بروح الثورة والثوار لناحية توحدها على هدف التحرير والعودة، حينها لن تحول بينهم وبين التحرير حدود ولا سدود.

وأنه إذا كان خيار شعبنا في القدس واضح بالدرجة التي أوضحناها أعلاه؛ فانه تثور تساؤل عن خيارات المقاومة المسلحة والتي تمتلك أسباب القوة؛ للحيلولة دون الإجهاز على ما تبقى من نتائج معركة سيف القدس بكل ما بذل فيها من تضحيات وبكل ما نزف فيها من دماء وشهداء.

المقاومة أمام هذه التساؤلات الصعبة، والخيارات المعقدة؛ بحاجة إلى الصوت والحضور والقرار الحاسم والقاطع للقيادة التي سجلت قصب السبق في قصف قلب الكيان وضرب تل أبيب واغلاق مطاراته وادخلاه الملاجئ كالفئران للإجابة عنها فعلا لا قولا.

الشعب والأمة باتت بأمس الحاجة إلى قيادة لسان حالها الاجابة ما ترى لا ما تسمع، لناحية تجاوز السقوط في كمين المجلس المركزي المخطوف، والمنظمة الذاوية التي يحاولون اشغال مقاعدها بعرابي الاحتلال.

الحالة الفلسطينية اليوم بحاجة إلى قيادة ابوية، تخلع الانتماءات الفصائلية والحزبية، قيادة توحد الجميع في خنادق المقاومة، ففلسطين لأن فلسطين ليست مشروع رفاهية وغنى، وليست مشروع استثماري لطبقة متعفنة تريد اختطاف القرار وترك الشعب ينساق خلف حاجاته البسيطة وحياته اليومية، بعدما فقد الثقة فيمن يقودونه إلى حتفه.

فعلا وحقا فلسطين وقضيتها العادلة، تبحث عن قيادة لا تسعى خلف دور او منصب، بل قيادة توازي قداسة وطهر وعدالة قضية فلسطين، أعلم يقينا أنها موجودة، لكن ينقصها قليل من الجرأة لتتقدم الصفوف وتقود المسيرة باقتدار.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)