تكبير الخط تصغير الخط

"وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ"

اليمن وأبطاله الشجعان، استوقفوني في دفاعهم البطولي عن فلسطين الحبيبة، وبدون أي مصلحة. بالرغم من بعد المسافة، إلا أن الحوثيين كانوا بالمرصاد للاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة، وضربوا السفن الداعمة لما يُدعى إسرائيل في مضيق باب المندب.

شاهدت عن قرب عبر مجموعات على تطبيق واتساب المساندة لفلسطين، ومجموعاتكم ومجموعتي التي أنشأتها، كتاب "نهاية إسرائيل الإرهابية"، تصدر انضمام اليمنيين واشتعال حميتهم وحربهم الفعلية للدفاع عن فلسطين. انبهرت بذلك، وصارت بيني وبينهم العديد من الحوارات، وأسفرت عن قولهم إن واجبهم الديني والوطني هو المساهمة في الدفاع عن فلسطين المقدسة.

وعندما جلست بنفسي وحيدًا متأملًا، استحضرت في ذهني قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: "۞ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ" (سورة الشورى: 27). وصدق الله العظيم.

فشاءت الأقدار، حيث لم يكن لليمن نصيب في امتلاك البترول والثروة المادية الكبيرة مقارنة بدول الخليج الأخرى، فقامت أغنى دول الخليج بالتطبيع مع العدو الصهيوني. لكن اليمن امتلك الإيمان والجهاد ليُدافع عن فلسطين بضراوة. وهنا تنجلي حكمة قول الله تبارك وتعالى في معركة تحرير فلسطين المقدسة، فالدول الأقل مالًا هي الأكثر دفاعًا عن فلسطين، بحيث لا يصبح الجميع أغنياء حتى لا يبغوا في الأرض ويظلموا غيرهم.

ويطل علينا شجاعة العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية، وهو ما له الأثر العظيم على الشعب الفلسطيني، في إرضاء صدور الفلسطينيين، ويُشفى غليلهم نوعًا ما في الانتقام من العدو الإسرائيلي.

جدير بالذكر أن جماعة الحوثي في اليمن، المعروفة بقربها من إيران، تسيطر على إدارة الدولة في اليمن منذ عام 2015، حيث هاجمت العاصمة صنعاء وحاصرت القصر الجمهوري ووضعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور في الإقامة الجبرية، قبل أن ينجح في الفرار إلى المملكة العربية السعودية، مما دفع السعودية إلى قيادة عملية عسكرية مع 10 دول عربية أخرى ضد الحوثيين.

وأطلقت جماعة الحوثي عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ردًا على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عقب عملية "طوفان الأقصى" المجيدة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.

الآن، الفلسطينيون ومعركتهم الجبارة لاستعادة أرضهم ما زالوا يقاتلون بشجاعة، وأعوانهم من اليمن بإمكانات عسكرية قليلة وعزيمة جبارة. وتحية ذهبية مرة أخرى لشعب اليمن الأبطال وقيادتهم من الحوثيين.. والنصر قريب إن شاء الله.
 

* عمرو الكاشف - مصر : مؤلف كتاب “نهاية إسرائيل الإرهابية”