عملاق القراء..الشيخ محمد الليثي

profile
مصطفي إبراهيم رئيس التحرير التنفيذي لموقع 180 تحقيقات ورئيس تحرير موقع 180ترك
  • clock 10 مايو 2021, 3:55:53 م
  • eye 2383
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يمتلك مدرسة متفردة في التلاوة وأسلوب مميز في الأداء الراقي رغم تميزه كان يستطيع تقليد كبار القراء في نفس الآية حفظه والده القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره

الشيخ محمد الليثي. (1949 - 5 مارس 2006) قارئ قرآن مصري ويعد أحد أعلام هذا المجال البارزين،

 من مواليد قرية النخاس بمحافظة الشرقية، وهو من بني ليث من قبيلة بني كنانة.

عُرف العلم القرآنى الشيخ محمد الليثى قارئ كتاب الله بصوته المميز الشجى العذب المعبر الذى تتوق النفس لسماعه كل لحظة فهو ليس مجرد قارئ يرتل او يخرج ثوتا من فمه لكنه عندما يقرأ يحلق بنا بصوته الندى فى اأجواء روحانية غيرمسبوقة فلا تكاد تكل ولاتمل من سماعه نظرا لتمتعه بجمال وروعة وحلاوة فى الصوت وعذوبته.

يعد بالفعل من افضل وأشهر قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى واعظمهم على الاطلاق، 

ويرجع إليه الفضل فى تخريج دفعات فى مدرسته المتفردة تتلو كتاب الله على نهجه ومنواله،

 حتى اليوم ويحسب له أنه كان الأوحد على الساحة حتى قبل دخوله الاذاعة والتليفزيون رغم محاربته من كبار قراء السورة فى ذلك الوقت.

الجميل انه أول قارئ خارج الاذاعة والتليفزيون كانت شركات الكاسيت تتهافت على طباعة مايقرأه على أشرطة واسطوانات وبيعها بأغلى سعر فى ، 

وليس هذا تقليلا من شأن مشايخنا العظام امثال محمد رفعت ومصطفى اسماعيل ومحمود البنا والمنشاوى وعبدالباسط والطبلاوى والحصرى وغيرهم،

 إلا أن الليثى كان له نكهة خاصة ومازال ميزته عن كل هؤلاء جعلته مسموعا حتى اليوم فلا يخلو موبايل على سبيل المثال من تصدرالليثى لغلافه الخارجى.

سيرته

نشأ وترعرع في بيت القران فوالده محمد أبو العلا كان محفظ القران الوحيد في القرية، قرية النخاس،

 فحفظ ابنه القرآن وهو ابن الثالثة من عمره فمن الله عليه بحفظ القران كاملا وهو ابن السادسة من عمرة وتعلم الشيخ محمد الليثى الصغير من والدة فن التلاوة وكذلك تعلم القراءات على أيدي كبار المقرئين آنذاك وبدأ يقرأ في المناسبات المختلفة داخل القرية وهو ابن الخامسة عشر من عمره.فذاع صيته في القرى المجاورة وبدأ يعرف الشيخ محمد الليثى داخل محافظة الشرقية وبهر الناس بحلاوة صوته وطول نفسه آنذاك، وكان الناس في حالة دهشة واستغراب من ذلك الفتى الذي يستطيع أن يقلد أكبر القراء جميعهم في آيه واحدة مثل عبد الباسط عبد الصمد و مصطفى إسماعيل و محمد رفعت و كامل يوسف البهتيمي و السعيد عبد الصمد الزناتي فذاعت شهرته خارج المحافظة وعالميا.

دخوله الإذاعة المصرية

دخل الإذاعة المصرية عام 1984 وعرفته مصر كلها بصوته المميز القوى حتى لقب بعملاق القراء في مصر انذاك واصبح القارئ الأول في محافظة الشرقية والمحافظات المجاورة واحيا العديد والعديد من الحفلات على الهواء مباشرة من أكبر مساجد مصر كمسجد الحسين والسيدة زينب والنور بالعباسية والإمام الشافعي والكثير من مساجد مصر.

زياراته العالمية

سافر الي العديد من بلدان العالم مثل إيران و الهند و باكستان و جنوب أفريقيا و ألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان زيارته قبل الأخيرة إلى إيران عام 2000 م وبعد أن رجع من إيران شعر بالتعب فبادر إلى أداء العمرة وعندما رجع كانت في انتظاره دعوة لقراءة القرآن الكريم في عدة مدن لبنانية ولمدة عشرة أيام. وفي خلال الزيارة اشتد عليه المرض فقطع زيارته للبنان عائدا إلى مصر.

ثم أجرى العديد من الفحوصات الطبية، كما أجرى العديد من العمليات الجراحية فى الحنجرة، لكن حالته الصحية ازدادت تدهوراً، 

وظل نحو ست سنوات ملازماً للفراش، وتوقف عن القراءة فى المناسبات، لكنه ظل صابراً محتسباً راضياً بقضاء ربه.

وفاته

عندما اشتد عليه المرض، وقبل وفاته بعشرين يوماً، طلب من ابنه «محمد» أن يصطحبه إلى المسجد الحسينى بالقاهرة، 

وعندما وصَلا أَمَّ الولدُ أباه فى الصلاة، ثم جلس الأب، وطلب من ابنه أن يقرأ سورة «يس»،

 وأثناء القراءة أخذ يتأمل (رحمه الله) جنبات المسجد الذى أسمعَ من خلاله العالمَ كله القرآن بصوته العذب الشجىّ، ثم بكى، وتوجّه إلى المحراب،

 ودعا ربه قائلاً: «اللهم اغفر لى، وأحسن خاتمتى»، ثم عاد الأب وابنه إلى القرية، وفى يوم الأحد 5 مارس 2006،

 فاضت الروح الزكية إلى بارئها، تاركاً تراثاً من التسجيلات والحفلات حازت رضا الجميع، بل زاد عدد جمهوره بشكل لا ينكره أحد، حتى بعد وفاته ممن لم يعاصروه.

التعليقات (0)