- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عميد آثار القاهرة الأسبق يستغيث : سنفقد آثارنا أثراً تلو الآخر
عميد آثار القاهرة الأسبق يستغيث : سنفقد آثارنا أثراً تلو الآخر
- 25 يونيو 2021, 2:06:04 ص
- 768
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشر الدكتور محمد حمزة الحداد أستاذ العمارة الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة وعميد كلية الآثار الأسبق ومستشار رئيس جامعة القاهرة السابق، صورة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وقال عنها هذه الصورة التقطت اليوم الثلاثاء الموافق 22يونيه ٢٠٢١م وهي دليل مادي على أن مصر في طريقها لتفقد؛ آثرًا من أقدم وأهم آثارها الإسلامية، وهو قناطر أحمد بن طولون في البساتين جنوب القاهرة المعروفة باسم مجري الإمام أو بئر أم السلطان.
والقناطر تؤرخ بعام 259 هـ 872 م، وتُعد من أعظم الأعمال والمآثر العمرانية والمعمارية لابن طولون مؤسس ثاني دولة مستقلة عن الخلافة العباسية في مصر 254 - 292 هـ ونُسجت حول هذه القناطر القصص والأساطير التي روها البلوي وابن دقماق والمقريزي وغيرهم كما درسها في العصر الحديث علماء أجلاء مثل كازانو فا، وكريزول، وهوتكير، وفييث وزكي محمد حسن في رسالته للدكتوراة عن الدولة الطولونية بالفرنسية من السوربون عام 1933م.
وتُعد رسالة زكي حسن أهم دراسة عنها حتى الآن، وكذا فريد شافعي والدكتور محمد حمزة الحداد في رسالته للماجستير عن قرافة القاهرة عام 1987م؛ وقد أنفق عليها ابن طولون 140 ألف دينار وفي رواية 40 ألف دينار، واعتبرت من عجائب الأبنية حتى نُسب بنائها إلى الجن وقيلت فيها الأشعار.
وكانت تمتد من البساتين حيث يوجد برج المأخذ وتنتهي عند قبر القاضي بكار "قبل هدمه للآسف" وكان موضعه أمام مشهد آل طباطبا "280هجرية وليس334هجرية كما آثبتنا" الذي تم هدمه بحجة فكه مؤخرًا قبل افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية.
وتعرضت القناطر للإهمال والتعديات فترة طويلة وعندما أقيم الطريق الدائري الذي ركب فوق بعض أجزائها واليوم تشهد المنطقة إقامة كوبري ضمن المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة للتنمية السياحية المستدامة وهو جهد مشكور وانجاز كبير لا ينكره أحد.
ونبهنا كثيرًا ومرارًا وتكرارًا وفي مناسبات وبرامج كثيرة بأن ذلك لا يكون على حساب آثار مصر وتراثها عامة والآثار المصرية الإسلامية خاصة "فالآثار ليست ملكًا لأحد وإنما هي ملك للشعب المصري العظيم بمسلميه ومسيحييه فقط" فلابد في هذه الحالة من التنسيق بين الجهات المعنية وبين وزارة الآثار والمجلس الأعلى للآثار وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية لإيجاد الحلول البديلة وهي كثيرة وبالتالي نحافظ على آثارنا وفي نفس الوقت ننفذ المشروعات القومية التي سوف تنعكس نتائجها الإيجابية بدرجه كبيرة وهائلة على السياحة والآثار والتراث والناتج القومي بطبيعة الحال.
أما لو استمر الأمر بدون تنسيق فسوف نفقد آثارنا المصرية الإسلامية أثرًا تلو الآخر وهو ما يشهد عليه ما حدث في العقود الخمسة الأخيرة فبعد مسلسل الإهمال والتعديات فوجئنا بمسلسل جديد من الهدم والشطب كما هو الحال في الحمام العثماني بقنا ومئذنة الحلبي بإدفينا ومشهد آل طباطبا والمحطة الملكية بكفر الشيخ والطابية المعروفة بطابية فتح بأسوان
واليوم فوجئنا بهدم أجزاء من قناطر ابن طولون؛ فهل ستهدم القناطر كلها، وعلى قيادات وزارة الآثار ممثلة في السيد الوزير والسيد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والسيد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس والسادة مديرو ومفتشو الآثار الإسلامية بالمنطقة تحمل المسئولية الكاملة في الحفاظ على آثار مصر وحمايتها وفقا للقانون والدستور؛
ومن لن يستطع القيام بمسئولياته خير قيام عليه آن يقدم استقالته أو تتم إقالته؛ والتاريخ لا يرحم أحدًا من المقصرين أو المهملين أو من لم يقوموا بواجبهم و مسئولياتهم.