- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
فعلتها السعودية وتركيا.. فهل عثرت إيران على شركاء في أفريقيا؟
فعلتها السعودية وتركيا.. فهل عثرت إيران على شركاء في أفريقيا؟
- 2 مايو 2023, 2:05:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فشلت إيران في محاولة التغلب على العزلة الغربية الدبلوماسية والاقتصادية عبر إقامة شراكات قوية مع الدول الأفريقية، فنشاطها الدبلوماسي محدود في القارة السمراء وبعض دولها تخشى محاولة طهران تصدير نسختها من "الإسلام السياسي"، وذلك مقابل تحقيق السعودية وتركيا نجاحات في أفريقيا.
تلك القراءة طرحها الكاتب الصحفي الإيراني كوروش زيباري في تحليل لـ"معهد دول الخليج العربية في واشنطن" (AGSIW) وتفرض دول وتكتلات غربية، ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقوبات على إيران بسبب ملفات خلافية أبرزها برنامجها النووي وسياستها الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
في خطابه السنوي بمدينة مشهد (شرق) بمناسبة العام الفارسي الجديد 21 مارس/ آذار الماضي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن "العلاقات القوية مع أفريقيا وأمريكا اللاتينية هي جزء من جدول أعمالنا المحدد، وإن شاء الله سوف نتابع هذه الخطة".
"لكن على الرغم من ميل المسؤولين الإيرانيين إلى تقديم علاقات إيران القوية المفترضة مع الدول الأفريقية كبديل لعلاقاتها المتدهورة مع الاتحاد الأوروبي والافتقار إلى العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، إلا أن إيران فشلت في إقامة شراكات قوية عبر أفريقيا"، وفقا لزيباري.
وتابع: "يتحدث المسؤولون الإيرانيون عن إمكانات أفريقيا غير المستغلة للتجارة. لكن حاليا، لا تزال التجارة الإيرانية الأفريقية هامشية، ووفقا لنادي الأعمال الإيراني الأفريقي، زاد حجم التجارة بين إيران والدول الأفريقية قليلا عن 1.2 مليار دولار بين 21 مارس/ آذار 2022 و19 فبراير/ شباط 2023. وتتوقع طهران أن تتجاوز 2 مليار دولار في 2023".
وأردف أنه "خلال تلك الفترة، كانت الوجهة الأولى لصادرات إيران في أفريقيا هي دولة جنوب إفريقيا، حيث استوردت سلعا من إيران بقيمة 304 ملايين دولار، وصدرت إلى إيران بضائع بـ13.7 مليون دولار. ومع هذه الأرقام المنخفضة، فإن إيران ليست مدرجة حتى بين أكبر 25 شريكا تجاريا لجنوب أفريقيا".
وأضاف أن "إيران فشلت في استمالة أصحاب الثقل الأفارقة الآخرين، وبصمتها في المنطقة تتضاءل بالمقارنة مع جيرانها، إذ تجاوزت تجارة السعودية مع جنوب أفريقيا 4.8 مليار دولار في 2021".
واستطرد: "كما تستحوذ المملكة الآن على 15 مليار دولار من الصفقات الموقعة مع جنوب أفريقيا في 2022 لمتابعة تعاون طويل الأجل في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة والتعدين والسياحة والزراعة.. كما تجاوزت تجارة تركيا مع الدول الأفريقية 34 مليار دولار في 2021، وأطلقت مجالس أعمال مشتركة مع 45 دولة في القارة".
نشاط دبلوماسي محدود
ومتطرقا إلى أسباب ما اعتبره فشلا إيرانيا في أفريقيا، قال زيباري إنه "مع وجود أقل من 20 سفارة إيرانية في أفريقيا، يؤكد الوجود الدبلوماسي المحدود لطهران افتقارها إلى رؤية لتطوير علاقات شاملة في أفريقيا للتعويض عن عزلتها في أماكن أخرى".
وتابع: في المقابل، لدى تركيا سفارات في 44 دولة أفريقية استخدمتها لتنمية نفوذها الاستراتيجي والدبلوماسي في جميع أنحاء القارة".
وأردف: "وبينما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 30 دولة أفريقية منذ توليه السلطة في 2003، لم يزر الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أفريقيا خلال السنوات الثماني التي قضاها في منصبه، وينطبق الشيء نفسه على خليفته إبراهيم رئيسي الذي قضى عامين من رئاسته".
ولفت إلى أنه "في أواخر أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت الحكومة الإيرانية عن خطط لزيارة العديد من الدول الأفريقية التي لم تذكر اسمها في وقت لاحق من العام الجاري، كما تمت دعوة بعض رؤساء الدول والحكومات الأفريقية إلى طهران".
الإسلام السياسي
لكن "غياب طهران الدبلوماسي ليس السبب الوحيد الذي جعلها تنحرف إلى دور لاعب صغير في ثاني أكبر قارة في العالم"، وفقا لزيباري الذي استشهد بالخلافات والعلاقات المتوترة بين إيران وكل من المغرب ومصر.
وأوضح أن "العديد من الحكومات الأفريقية تنظر أيضا إلى إيران (ذات أغلبية شيعية) على أنها جهة فاعلة خبيثة، بسبب جهودها لتصدير نسختها المفضلة من الإسلام السياسي، مما يجعلها تشك في نوايا طهران وتحجم عن تبنيها كشريك موثوق به". وعادة ما تنفي طهران تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وخلص زيباري إلى أن "جهود إيران لتعزيز علاقاتها الخارجية في المناطق الرئيسية، وبينها أفريقيا، لم تحرز تقدما يُذكر، فلم يسفر الالتزام المفترض للنخب الحاكمة بإقامة شراكات مع أفريقيا عن نجاحات ملموسة لإثبات صحة تأكيدها أن إقامة علاقات في القارة ستسمح لإيران بالتغلب على العزلة الدبلوماسية والاقتصادية" .
وشدد على أن "البلدان الأفريقية تتمتع بقدرات وموارد كبيرة تجعلها شركاء اقتصاديين ودبلوماسيين جذابين، ولكن بدون ترجمة نظرية التآزر إلى خارطة طريق مفصلة، لا ينبغي توقع أن تحقق أجندة إيران الخارجية أي اختراق".