- ℃ 11 تركيا
- 23 ديسمبر 2024
فورين أفيرز: إسرائيل مستعدة للضغط على إيران عسكريا.. وواشنطن ستسمح بالردع
فورين أفيرز: إسرائيل مستعدة للضغط على إيران عسكريا.. وواشنطن ستسمح بالردع
- 28 فبراير 2023, 6:43:20 ص
- 730
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلّطت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية الضوء على موقف إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من إيران، مشيرة إلى أن تل أبيب تبدو أكثر ميلا إلى الضغط العسكري على طهران، وأن واشنطن أصبحت تميل للردع، بدلا من التفاوض، ما يجعل المجال مفتوحا للعبة تصعيد إسرائيلية خطيرة.
وذكرت المجلة، في تقرير لها، أن إسرائيل طالما عبّرت وبشكل واضح عن استعدادها لممارسة الضغط العسكري لمنع إيران من إكمال مشروعها النووي وصادرات الأسلحة، وفي الفترة الأخيرة المسيرات العسكرية، وزادت شهيتها لمخاطر هذا الضغط في الأشهر الأخيرة.
وأشارت إلى أن غارات الطيران الإسرائيلي استهدفت، في بداية يناير/كانون الثاني الماضي، مواقع تابعة لإيران في مطار دمشق الدولي وعطلته عن العمل مؤقتا، وفي نهاية نفس الشهر استهدفت مسيرات إسرائيلية موقعا عسكريا في مدينة أصفهان الإيرانية.
كما جهزت إسرائيل ردا على أهداف مدنية في الخارج، حيث ردت إيران باستهداف ناقلة شحن تجاري في بحر العرب يملكها رجل أعمال إسرائيلي، حسب المصادر الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي، هاجم الطيران الإسرائيلي اجتماعا مهما للمسؤولين الإيرانيين في ضواحي دمشق؛ ما اعتبرته المجلة "مواصلة لأشكال المواجهات القديمة القائمة على الضرب والرد المضاد ومضى عليها عقود وأطلق عليها "حرب الظل".
وتوقفت الغارات لفترة قصيرة عندما دخلت إيران في محادثات حول ملفها النووي مع الدول الغربية عام 2013، وظلت فترة الهدوء حتى خروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2018.
وإزاء ذلك، واصلت إسرائيل العمليات العسكرية فيما عرفت باسم "حرب بين الحروب"، واستهدفت الميليشيات الإيرانية وشحنات الأسلحة عبر العراق وسوريا وهي في طريقها لجماعات مثل "حزب الله" في لبنان.
وفتحت فترة ترامب المجال لتحركات إسرائيلية أكثر وضوحا وضربت بشكل متزايد الأهداف النووية في داخل إيران نفسها.
ورحب معظم قادة إسرائيل بالعقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترامب على إيران. وتلاشى هذا الموقف المشترك مع وصول إدارة بايدن التي استأنفت الدبلوماسية في محاولة لإحياء الملف النووي.
لكن المواقف تغيرت الآن في الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران؛ ما زاد من مخاوف التصعيد من جديد، إذ لم تتوقف إسرائيل عن هجماتها كما في السابق عند دخول الإدارة الحالية وحلفائها في محادثات مع إيران.
إنذار تصعيد
وفي البداية، كانت أفعال إسرائيل قابلة للاحتواء، وربما مفيدة لتشجيع إيران على العودة لطاولة المفاوضات وزيادة النفوذ الأمريكي فيها، لكنها أصبحت الآن إنذارا بتصعيد خطير، إذ انتهى الوضع الذي تلعب فيه الدبلوماسية دورا، ليس لإدارة "بايدن"، ولكن للدول الأوروبية التي كانت تميل للتعامل مع إيران.
كما لم تعد القيادة الإيرانية مهتمة بالدبلوماسية مع تقدم قدراتها النووية. ومن هنا لم تعد استراتيجية الردع داعمة للدبلوماسية، بل وتحولت استراتيجية الغرب وبشكل متزايد؛ ما يعني أن الاستراتيجية الصدامية الإسرائيلية أصبحت مقبولة.
ولعبت عدة عوامل محلية وجيواستراتيجية في هذا التحول، منها الاحتجاجات الشعبية في إيران منذ سبتمبر/أيلول إلى الحرب الأوكرانية وزيادة التعاون العسكري بين طهران وموسكو، وهي عوامل من الغالب أنها ستزيد من المواجهات بين إيران وإسرائيل، بشكل يزيد من مخاطر انتشار تداعيات النزاع للمنطقة بشكل أوسع، وتعرض ما تبقى من قوات أمريكية في كل من العراق وسوريا لمخاطر عظيمة.
وتراهن واشنطن على بقاء المواجهة في معدلات متدنية بحيث يمكن تجنب مواجهة شاملة أو ثنائية، وترى أن الردع ضروري في غياب الدبلوماسية من أجل منع التقدم الإيراني النووي والعسكري وعرقلته.
ومن غير المعروف متى وكيف سترد إيران؛ لأنها ستتعامل مع الهجمات الإسرائيلية على أنها تهديد للنظام نفسه.
وهنا تشير "فورين أفيرز" إلى أن فشل المحادثات النووية، رغم 18 شهرا من الجهود الدبلوماسية، خلق وضعا جديدا، لم تعد فيه المفاوضات على الطاولة، في وقت وصلت فيه إيران لعتبة إنتاج القنابل النووية بعدما زادت من قدراتها وعمليات تخصيب اليورانيوم.
ولم يعد المجتمع الدولي قادرا على معرفة التطورات في داخل البرنامج النووي؛ بسبب رفع القيود التي فرضتها الاتفاقية النووية وبرامج التفتيش الصارم للمنشآت النووية؛ ما يعني عدم تمكن العالم من معرفة الوقت الذي تقرر فيه إيران تحويل برامجها النووية إلى عسكرية.
وربما احتاجت إيران وقتا لتطوير أسلحة نووية، إلا أن غياب الوضوح في المرحلة الانتقالية، قد يدفع إسرائيل للتفكير بضرب المنشآت النووية وإرجاع الجهود إلى الوراء وأبعد مما فعلته عمليات التخريب والهجمات الإلكترونية.
ولا يعرف إن كان لدى الولايات المتحدة القدرة أو الاستعداد لضبط إسرائيل لو قررت الهجوم.
العلاقة بروسيا
والحرب في أوكرانيا أضافت بعدا جديدا للتصعيد، حيث أكد الدعم العسكري الإيراني لروسيا وإمدادها بالمسيرات القتالية على فكرة أن إيران لاعب معاد.
بل وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأطير الهجمات على إيران بأنها مساعدة إسرائيلية لجهود أوروبا ضد روسيا، رغم أنه نسي الحديث عن تردده في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.
وربما ترددت أمريكا بمساعدة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، ونفت في الماضي أي دور فيها، إلا أنه، وفي ظل المناخ الحالي، باتت فكرة الردع جذابة، خاصة أن أمريكا وحلفاءها يريدون إضعاف القدرة العسكرية الروسية.
ولذا يشير التقرير إلى توقعات مفادها أن "واشنطن ربما لن تعترض على أي هجوم إسرائيلي في العمق الإيراني"، وسط مؤشرات على تزايد التعاون العسكري الأمريكي - الإسرائيلي، وعدم معارضة الولايات المتحدة للهجمات الإسرائيلية، خاصة بعد مناورات عسكرية مشتركة شملت ضرب أهداف عسكرية بعيدة.
ومع تأكيد مسؤولين في إدارة بايدن أن المفاوضات النووية لم تعد أولوية، فالمناورات هي رسالة عن عودة أمريكا للردع كسياسة فعلية.
وعن احتمال التصعيد العسكري، قال السناتور الديمقراطي كريس فان هولين، الذي دعم الدبلوماسية النووية، إن نزاعا جديدا قد يكون "وضعا رهيبا جدا جدا" لكنه "يظل خيارا".
ورغم افتراض واشنطن أن دول التطبيع في الخليج قد ترحب باصطفافها مع إسرائيل، على أساس العداء المشترك لإيران، إلا أن الإمارات لا تبدو متحمسة للضغط العسكري، وتخشى أن تكون هدف الانتقام الإيراني، كما ظهر في الهجمات على المنشآت النفطية في السعودية وقصف أبوظبي بالصواريخ المصنعة إيرانيا.
ومع ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع أمريكا في مجال الدفاع الصاروخي وتشترك معها بالمخاوف من إيران، تركت هذه الدول الباب مفتوحا على مصراعيه للمحادثات مع إيران، وهو ما حدث مع السعودية التي أجرت محادثات معها.
كما استقبل العراق والأردن قمما إقليمية شاركت فيها إيران. ورفعت الإمارات مثل الكويت من مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران بعد 6 سنوات من قطع العلاقات.