- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كاتب إسرائيلى: مصر لا تهمها حماس حقاً.. ولا خوف من عملية رفح
كاتب إسرائيلى: مصر لا تهمها حماس حقاً.. ولا خوف من عملية رفح
- 19 فبراير 2024, 5:04:32 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: إيال زيسر عن "إسرائيل اليوم"
لأول مرة منذ سنوات عديدة انطلقت إسرائيل إلى حرب بهدف الانتصار فيها وهزيمة العدو، وليس فقط ضربه في محاولة لردعه وكسب هدوء مؤقت حتى الجولة التالية.
لأول مرة أيضاً تقترب إسرائيل من تحقيق أهدافها بكاملها: إبادة القدرات العسكرية لحماس وتقويض حكمها.
غزة ستبقى تطرح علينا تحدي الإرهاب في شكل خلايا مخربين ومنفذي عمليات أفراد – الغزيون يرضعون كراهية إسرائيل من لحظة ولادتهم – لكن حماس، كقوة عسكرية وسلطوية منظمة ستكف عن الوجود.
في شمال القطاع وخان يونس، هزمت القوات المقاتلة لحماس وشتتت في كل صوب مخلفة وراءها فراغاً وفوضى، ولم يتبقَ لدى السنوار الا مدينة رفح ومحيطها، معقله الأخير في القطاع، الذي هو الآن أيضاً على بؤرة الاستهداف.
مع السيطرة على مجال رفح وعلى الجانب الغزي من الحدود مع مصر، يوجد القطاع كله عمليا تحت سيطرة أمنية إسرائيلية - حتى وإن كانت حماس، كأيديولوجيا حرب وقتل وكخلايا إرهاب، ستواصل على ما يبدو الوجود والتمتع بتأييد غزيين كثيرين.
كما هو متوقع، قبل لحظة من إيقاع إسرائيل الهزيمة بحماس – في أرجاء العالم، بما في ذلك في أوساط أصدقائنا، يصعد صوت صرخة في دعوة لوقف الزخم الإسرائيلي قبل لحظة من النصر وللامتناع عن العمل في رفح، وذلك منح حماس حبل النجاة.
كان يمكن توفير معضلة رفح، بخاصة تجاه المصريين والأمريكيين لو كان الجيش الإسرائيلي بدأ حملته العسكرية بهجوم على جنوب القطاع، فسيطر على رفح وعلى الحدود – وفي واقع الأمر على مسار التهريب من مصر – وفقط بعد ذلك صعد شمالاً إلى باقي معاقل حماس في غزة.
لكن عندما انطلقنا من الحرب، يبدو أن الزعامة السياسية والعسكرية في إسرائيل افترضت بأن تحت تصرفنا نافذة زمنية ضيقة قبل أن يفرض علينا وقف نار، ولهذا فقد سعت لأن تضرب بقوة حماس في معاقلها في مدينة غزة. ويبدو أنها لم تصدق إعلاناتها في أننا هذه المرة سنسير حتى النهاية.
غير أن إسرائيل حظيت بساعة رحمة، وأصدقاؤها في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة يمنحونها حرية عمل كاملة ويمنعون كل محاولة لفرض وقف نار عليها قبل الأوان وهكذا حان أيضاً دور رفح.
العملية القريبة للجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس تبعث صرخات نجدة. بعضها يأتي ممن يرفضون مجرد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أعدائها، وعلى أي حال يعارضون كل خطوة لنا في غزة، حتى وإن كانت محدودة. لكن المهم هو المخاوف التي يعبرون عنها في القاهرة وفي واشنطن، مخاوف يمكن تبديدها بحوار بناء مع مصر ومع الولايات المتحدة.
مصر لا تهمها حماس حقاً. العكس هو الصحيح – من اللحظة التي سيطرت فيها منظمة الإرهاب على القطاع، ناشدت إسرائيل عبثاً أن تبدي نحوها يداً من حديد.
أما حماس – وكذا الحركة الشقيقة لها، الإخوان المسلمين في مصر- فإنها تهديد للقاهرة، وبالتالي لا مجال للافتراض بأن هذه ستذرف دمعة إذا ما قوضنا حكمها في غزة.
لكن السلطات المصرية لا تريد لاجئين فلسطينيين على أراضيها، وهي تسعى لأن تتأكد من ألا تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى فرار لا يمكن التحكم به للغزيين إلى أراضيهم.
تسعى إدارة بايدن لأن تبدو منصتة لمعاناة السكان المدنيين في القطاع في نظر مؤيديها من الجانب اليساري من الخارطة السياسية في الولايات المتحدة، ولهذا فهي تسعى لأن تتأكد من أن عملية إسرائيلية لن تؤدي إلى حجم واسع من المصابين، ما سيشجع الانتقاد من البيت الداخلي وفي وسائل الإعلام الأمريكية.
هذه مسائل يمكن حلها بسهولة، كما أسلفنا. لكن يخيل أن المشكلة ليست في مصر وفي الولايات المتحدة بل بالذات عندنا.
نبغي الأمل في ألا يكون أحد مذعوراً من العملية المرتقبة في رفح والتي معناها النصر وتحقيق أهداف الحرب.
العملية ستلزم إسرائيل بأن تتصدى لمسألة اليوم التالي وللقرارات القاسية الناشئة عنها، قرارات تمتنع عن اتخاذها حالياً.
لا مجال للخوف من عملية في رفح، وهموم واشنطن والقاهرة يمكن معالجتها. المهم ألا نتوقف قبل خمس دقائق من الساعة 12:00.