- ℃ 11 تركيا
- 3 ديسمبر 2024
كمال يونس يكتب: العلاقات التركية المصرية.. وماذا بعد؟! (1)
كمال يونس يكتب: العلاقات التركية المصرية.. وماذا بعد؟! (1)
- 11 سبتمبر 2024, 3:18:57 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترتبط العلاقات التركية المصرية منذ القدم برباط وثيق؛ حيث كانت مصر جزءا من الخلافة العثمانية.. وكان حاكم مصر يعين من قبل الخليفة العثماني.
وقد ظلت هذه العلاقة جيدة حتى عام 2013 عندما أطاح وزير الدفاع المصري وقتها عبدالفتاح السيسي بالرئيس المنتخب محمد مرسي -رحمه الله تعالى- ووصف وقتها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية التركية ما حدث بأنه "انقلاب".. حيث كانت تركيا في مقدمة الدول الرافضة للإطاحة بالرئيس المنتخب على يد الجيش، ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك- عزل الدكتور محمد مرسي بأنه انقلاب غير مقبول.
وخرجت الأمور وقتها من مجرد تبادل تصريحات إلى تحرك دبلوماسي أكبر؛ إذ استدعت تركيا سفيرها في القاهرة في أغسطس 2013 عقب أحداث فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وردت القاهرة بتحرك مواز بسحب سفيرها في تركيا.
واشتعل الجدال والتراشق بالألفاظ والعبارات المسيئة لتركيا، وخاصة من قبل الإعلام المصري الذي استخدم أشد وأبشع العبارات ضد تركيا وضد الرئيس أردوغان، ولاسيما بعد أن تحولت تركيا قبلة للمعارضين المصريين. وأعلنت تركيا عن ترحيبها لاستقبال قيادات جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت قد أعلنتها حكومة السيسي حركة إرهابية.
وظل هذا الوضع كما هو حتى عام 2019، عندما اتخذ قرارا تطبيع العلاقات بين البلدين فأزال موقع وزارة الخارجية التركية مصطلح "الانقلاب" واستخدم بدلا منه عبارة "بعد انتهاء حكم الرئيس مرسي في 3 يوليو 2013" حيث جري عودة تنفيذ التمثيل الدبلوماسي في عاصمتي البلدين على مستوى القائم بالأعمال في نوفمبر 2013.
وخلال عملية التطبيع بين البلدين، أصبحت تركيا ترفض السماح بالأنشطة والدعاية المناهضة للرئيس المصري السيسي من المعارضين المقيمين في تركيا، مما أدى إلى رحيل العديد منهم من تركيا.
حتى حدث أول لقاء بين الرئيسين التركي أردوغان والمصري السيسي، برعاية أمير قطر خلال افتتاح كأس العالم 2022. ثم تبع ذلك زيارة للرئيس أردوغان للقاهرة في فبراير 2024 وبدعوة من النظام المصري. وذلك بعد مشاركة مصر في إرسال مساعدات إلى تركيا عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير 2023 وذهاب وزير الخارجية المصري السابق سامح شكري إلى تركيا لفحص الأماكن المتضررة وتنسيق المساعدات الإنسانية.
يشار أيضا إلى الأحداث التي طرأت على المنطقة بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، التي أوجبت على البلدين التقارب والإسراع بالتطبيع الكامل نظرا لما يحدث في المنطقة من أحداث خطيرة.
وبعد اثني عشر عاما، وبعد شد وجذب بين البلدين، قام الرئيس السيسي بزيارته الرسمية الأولى إلى تركيا وتم استقباله استقبالا رسميا. كما تم تدشين أول اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين والذي كان قد تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي.
ووفقا لوكالة أنباء الأناضول، تم توقيع 20 اتفاقية بين البلدين في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والتعليم والثقافة والتجارة، حيث إنه يستهدف زيادة حجم التجارة بينهما من 10 مليارات دولار، إلى 15مليار دولار خلال المرحلة الأولى لأول مره بين البلدين بعد قطيعة دامت 11 عاما!
لكن ماذا بعد عودة تطبيع العلاقات بين البلدين، خاصة أن هناك عدة ملفات شائكة محل اختلاف بينهما؟!
هذا ما سنتحدث عنه في المقال القادم إن شاء الله تعالى.