- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
لعزلها وإحكام السيطرة عليها.. خطط لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بالقدس
لعزلها وإحكام السيطرة عليها.. خطط لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بالقدس
- 16 ديسمبر 2022, 7:04:03 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تمهيدًا لعزل مدينة القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني وإحاطتها بحزام استيطاني، وصولًا لإحكام السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليها، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مخططات لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، وأبراج عالية تصل إلى 35 طابقًا في المدينة المقدسة.
وقررت لجنة "التخطيط والبناء اللوائية" الإسرائيلية إيداع خطط لبناء 1250 وحدة استيطانية في مستوطنة "جيلو" جنوبي القدس، تتضمن بناء خمسة أبراج من 25-35 طابقًا، إلى جانب بناء يصل إلى 9 طوابق، ليصبح المجموع 750 وحدة استيطانية، بدلًا من 178 وحدة في 6 مبان سكنية، سيتم إخلاؤها للمشروع.
وتنص الخطة- وفق صحيفة "كول هاعير" الإسرائيلية- على أنه "من بين جميع الشقق، سيتم تخصيص حوالي 150 شقة ضمن الشقق الصغيرة، وتقترح تحسين المساحة العامة وتخصيص مساحة تبلغ حوالي 1.6 دونم لصالح الجمع بين مناطق السكن والأنشطة المتنوعة لصالح جميع سكان الحي".
وأشارت إلى انه تمت أيضًا الموافقة على خطة للإيداع تشمل 500 وحدة استيطانية، سيتم بناؤها في ثلاثة أبراج من 20-30 طابقًا إلى جانب البناء السفلي حتى 12 طابقًا، حيث يوجد حاليًا 5 وحدات من 4-5 طوابق في المجمع، مع 116 وحدة، والتي سيتم إخلاؤها للمشروع الجديد".
وفي السياق، أعلنت بلدية الاحتلال عن مخطط لبناء 8500 وحدة في "تلبيوت" على أنقاض أراضي حي الطالبية غربي القدس.
وأشارت إلى أنه" سيتم بناء موقف عام تحت الأرض يحتوي على 600 موقف للسيارات تحت طريق الشارع الجديد، وبالقرب من موقف السيارات، سيمر الخط الأزرق والبنفسجي للقطار الخفيف، مما سيتيح سهولة الوصول من منطقة تلبيوت إلى جميع أنحاء المدينة دون الحاجة إلى سيارة خاصة".
وبينت أن المجمع يغطي مساحة حوالى 94 دونمًا، فضلًا عن إنشاء مناطق تجارية، الأعمال والمباني العامة في نطاق حوالى 250 ألف متر مربع، لافتة إلى أنه وفقًا للخطة، سيتم الانتهاء من الأعمال في يونيو 2025.
وتشمل الخطة 1.3 مليون متر مربع للاستخدامات التجارية والتوظيفية، مع التركيز على الصناعة كثيفة المعرفة، والمباني العامة، والثقافة، والمساحات المفتوحة، إلى جانب بناء 8500 وحدة استيطانية.
أسرلة القدس
المختص في شؤون الاستيطان بسام بحر يقول إن حكومة الاحتلال تستهدف كل شيء في مدينة القدس "البشر، الشجر والحجر"، وتُسابق الزمن من أجل أسرلة المدينة، عبر إقرار مزيد من المشاريع الاستيطانية والتهويدية فيها، والبدء بتنفيذها.
ويوضح بحر في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة لبناء أكبر عدد ممكن من الوحدات الاستيطانية في المدينة المحتلة، وصولًا لتهويدها بشكل كامل، وخاصة المسجد الأقصى، عن طريق حزام استيطاني سيُقام في منطقة ما تسمى بـ"الحوض المقدس".
وأقر الاحتلال في الفترة الأخيرة عدة مشاريع سواء في محيط القدس، أو داخلها في بلدة جبل المكبر وحي الشيخ جراح، و"تلبيوت"، وبلدة أبو ديس عبر ترحيل عائلات مقدسية من تلك المنطقة المنوي إقامة حي استيطاني فيها.
وبحسب بحر، فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي سيتم تشكيلها هي حكومة استيطانية تقوم على تهويد الأرض الفلسطينية بشكل كامل، وجلب مزيد من المستوطنين إلى مدينة القدس، لخلق واقع أسوأ مما هو موجود يقوم على حرمان المقدسي من البناء في أي بقعة داخل المدينة، والعمل على ترحيله.
وتسعى سلطات الاحتلال، من خلال مشاريعها وإجراءاتها العنصرية، لزيادة الضغط على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، في استهداف واضح للمدينة المقدسة، والعمل على تفريغها عن طريق خلق واقع ديمغرافي جديد داخلها.
ويبين بحر أن هذا الواقع الديمغرافي الجديد، يقوم على الاستيطان وإقامة وحدات استيطانية في كل المستوطنات الموجودة بالقدس، ومصادرة الأراضي، والعمل على شق طرق جديدة ضمن مخطط جديد تم الإعلان عنه، يتضمن شق شارع جديد في مستوطنة "معاليه أدوميم"، وصولًا لمنطقة الشيخ جراح، وغيرها من المناطق.
حزام استيطاني
ويضيف أن" الاحتلال يُنفذ ثورة استيطانية من أجل إقامة أكبر حزام استيطاني يُحيط بالقدس، وبناء أكبر عدد من الوحدات والأحياء الاستيطانية داخل المدينة المقدسة، وتوسعة المستوطنات المُقامة، تمهيدًا لترحيل المقدسيين عن طريق التضييق عليهم بكافة الوسائل".
ويلفت إلى أن الاحتلال يُنفذ مشاريع تهويدية مختلفة في القدس، منها ما يتعلق بالبناء الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، وأخرى تتعلق بعمليات هدم المنازل وتهجير السكان، وشق طرق وشوارع جديدة، لخدمة المستوطنين والمستوطنات المحيطة بالمدينة.
ويستغل الاحتلال-وفقًا للمختص في شؤون الاستيطان- كل الظروف الإقليمية والعالمية الراهنة، وتطبيع بعض الدول العربية معه، وأيضًا فرصة وجود اليمين المتطرف في سدة الحكم، من أجل تسارع عمليات التهويد والاستيطان وتنفيذها على أرض الواقع في مدينة القدس.
ويؤكد أن كل ما يجري في القدس اليوم، يهدف للوصول إلى النقطة الأساسية، وهي المسجد الأقصى، وإحاطته بالحزام الاستيطاني من كافة الجهات.
ولم تتوقف حكومة الاحتلال عن مخططاتها، بل كُشف النقاب عن عطاءات لبناء 1380 وحدة استيطانية في أربع مستوطنات بالقدس، هي "بسغات زئيف"، "أرمون هنتسيف"، "التلة الفرنسية"، و"تلبيوت الشرقية".
وقالت وسائل إعلام عبرية إن شركة "دان" العقارية الإسرائيلية فازت في الأشهر الأخيرة، بعطاءات لبناء 600 وحدة استيطانية في مستوطنة "بسغات زئيف" على أراضي بيت حنينا، و240 في مستوطنة "أرمون هنتسيف" على أراضي جبل المكبر، و380 وحدة في مستوطنة "التلة الفرنسية"، و160 في مستوطنة "تلبيوت الشرقية".
وذكرت أن الشركة ذاتها حصلت على مناقصات لبناء وحدات غربي القدس، بينها مجمع سكني يضم 400 وحدة في حي "القطمون"، و268 وحدة في حي "هولي لاند".