تكبير الخط تصغير الخط

ترجمة: د.محمد الصاوي 

عندما دعا الناتو السويد وفنلندا للانضمام إلى التحالف العسكري في يونيو ، أشاد قادته بـ "القرار التاريخي" الذي أظهر تصميمهم الجماعي على مواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا. لكن خطة التوسع لم تذهب إلى أي مكان ، حيث رفضت تركيا السماح للسويد بالانضمام ما لم تفعل المزيد لقمع الجماعات المحظورة في تركيا ، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني . مع استمرار النزاع ، فإنه يعقد جهود تشكيل جبهة موحدة ضد موسكو.

1. ماذا تريد تركيا؟

وتطالب السويد بتسليم المسلحين الأكراد المشتبه بهم ومخططي الانقلاب المزعومين المطلوبين لتركيا ووقف مؤيدي الحركات الكردية في السويد عن إظهار ولاءاتهم بشكل علني. تخلت تركيا عن معارضتها لدعوة السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو بعد موافقتهما على التعاون مع أنقرة في مكافحة الإرهاب ، والتعامل بسرعة مع طلبات التسليم المعلقة والتأكيد على أنها لن تمنع صادرات الأسلحة إلى تركيا. بعد أيام ، أوضحت تركيا أنها لن تصدق على عضويتها إذا لم يفوا بتلك الوعود.

2. ماذا حدث بعد ذلك؟

في ديسمبر ، حكمت المحكمة العليا في السويد ضد تسليم رجل اتهمته تركيا بالتورط في محاولة انقلاب عام 2016 ضد الرئيس رجب طيب أردوغان. ووصفت تركيا قرار المحكمة بأنه "تطور سلبي للغاية". في يناير ، اندلعت التوترات من جديد بعد أن عرض المتظاهرون في ستوكهولم دمية مقلوبة لأردوغان. تبع ذلك حرق نسخة مترجمة من المصحف قرب السفارة التركية ، الأمر الذي أثار موجة غضب في تركيا ودول إسلامية أخرى. ثم أعلن أردوغان أن تركيا لن تدعم انضمام السويد إلى الناتو. أصرت السويد على أنها بذلت كل ما في وسعها لاحترام اتفاق يونيو ، لكن تركيا تقول إنها فشلت. قوانين السويد بشأن حرية التعبير تجعل من الصعب على الحكومة خنق التعبير العلني عن دعم الاستقلال الكردي.

3. ما هي مشكلة تركيا مع الأكراد؟

الأكراد هم شعب هندو-أوروبي ، حوالي 30 مليون شخص ، وواحد من أكبر الجماعات العرقية في العالم بدون دولة خاصة بهم. وطنهم مقسم بين تركيا وسوريا والعراق وإيران. حارب حزب العمال الكردستاني القوات التركية بشكل متقطع منذ منتصف الثمانينيات في سعيه إلى منطقة حكم ذاتي للأكراد داخل تركيا. تركز تركيا بشكل خاص على وحدات حماية الشعب  ، وهي ميليشيا كردية في سوريا كان لها دور فعال في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك. تنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب على أنها تهديد أمني بسبب علاقاتها مع الأكراد الانفصاليين في تركيا.

4. لماذا تشارك السويد؟

لطالما سعت السويد إلى تعزيز حقوق الإنسان واحترام الأقليات في الخارج ، وقد أدى ترحيب البلاد باللاجئين إلى جعلها موطنًا لما يصل إلى 100،000 كردي. وبعضهم أعضاء في المعارضة التركية . تميل السويد إلى الانحياز إلى الدول الأوروبية الأخرى في الطريقة التي تتعامل بها مع المطالب الكردية لتقرير المصير وكانت أول دولة بعد تركيا تصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية ، في عام 1984. . "

5. ما أهمية النزاع؟

تجري السويد وفنلندا تدريبات عسكرية مع الناتو وتتشاركان المعلومات الاستخباراتية معه بشكل متزايد. ومع ذلك ، لم ينضموا إلى الحلف في وقت سابق لأسباب تاريخية. يمكن القول إن انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف سيجعل من الأسهل تحقيق الاستقرار في المنطقة المحيطة ببحر البلطيق والدفاع عن أعضاء الناتو ، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. غالبًا ما يُنظر إلى هذه الدول على أنها أهداف محتملة للعدوان الروسي. ومن شأن إدراج فنلندا والسويد أن يضيف إلى الناتو جيشين متطورين ومجهزين تجهيزًا جيدًا تتوافق معداتهما بالفعل مع المعدات التي يستخدمها الحلف. وسوف يضاعف طول حدود الناتو مع روسيا ، والتي تشكل الآن 6٪ فقط من محيط أراضي روسيا ، وتمكن الحلف من تحسين مراقبته للجناح الغربي للبلاد.

6. ما هي فرص التوصل إلى حل؟

من الصعب رؤية مخرج من المأزق في الوقت الحالي. يواجه أردوغان انتخابات رئاسية وبرلمانية في مايو ، وقد يؤدي الحفاظ على موقف متشدد ضد السويد إلى تعزيز دعمه في الأوساط القومية. تفي بلدان الشمال الأوروبي بمعايير الناتو وتتماشى تشريعاتها المتعلقة بالإرهاب ومعاملة الأكراد مع تلك الخاصة بأعضاء الحلف. حثت الولايات المتحدة ، أقوى دولة في التحالف ، تركيا مرارًا على التصديق على طلباتها.

7. أين يترك هذا فنلندا؟

في مأزق. فتح وزير خارجية فنلندا الباب أمام احتمال فصل طلبها في الناتو عن تطبيق السويد بعد تعليقات أردوغان الأخيرة. لكن الانضمام إلى الحلف بدون السويد من المحتمل أن يخاطر بطرق الإمداد الفنلندية وقدرة الناتو على توفير ضمانات أمنية. وسيستلزم ذلك أيضًا التراجع عن بعض التعاون العسكري الذي طورته الدولتان على مر السنين. إنهم حلفاء مقربون وكانوا يصرون دائمًا على تنسيق عملية الانضمام إلى الناتو. لا يزال الموقف الرسمي هو أنهم سيدخلون الناتو في وقت واحد.