مأمون الشناوي يكتب : الحفار وسد النهضة ليه لا؟؟

profile
مأمون الشناوي كاتب وشاعر
  • clock 30 مايو 2021, 6:49:23 ص
  • eye 1301
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أتاني { والدي } في المنام يسألني  :

هل جاء [ النشامي ] بالنيل - ياولدي  - من مَنابعه مَحمولاً علي أعناقهم ، وقد فكوا أسره وحطموا أصفاده وقطعوا اليد التي امتدت تحاول حبسه !!.

أم أنهم مازالوا يناورون ويلتفون حَوّله ، ويُضيّقون الخناق علي عدوّهم وعدوّه ، حتي يستسلم ويُسلم النيل ويُطلق سراحه ويحل قيوده ، بعدما راوده شيطانه الرجيم من الإنس والجِنّ أن يتحكم في مَساره وتدفق مياهه ؛ فأنشأ هذا السد اللعين في غيبة من الزمان وغفلة منكم !!.

مالكم - ياولدي  - تتقاعسون هكذا ، وتتباطأون هكذا ، والأمر جَلل والحدث جدّ خطير !!.

أوليس هذا جيشكم الذي ما استعصي عليه ( خط بارليف ) الذي قيل أنه أخطر من خط ( ماجينو ) ، ولا ( قناة السويس ) أصعب مانع مائي في التاريخ ، ولا ( الساتر الترابي ) الذي أجمعوا علي أنه يحتاج إلى قنبلة ذرية لإزالته أو فتح ثغرة فيه ، فاذا بالنشامي يدهشون العالم ويتخطون كل ذلك ، وفي ست ساعات كانوا جاثمين فوق أنفاس الصهاينة ، يقتنصون من بين أنيابهم سيناء الحبيبة !!.

أوليس النيل - ياولدي  - أهم من كل الأرض ؛ إذ يعادل الحياة ذاتها !!.

مالكم - ياولدي  - ، هل أُعقمت نساء مصر أن يلدن الرجال والعظماء ، أليس فيكم رياض وإبراهيم الرفاعي و الشاذلي  والجمسي وعبد العاطي وسيد نصير !!.

أعيدوا علي أسماع الدنيا كلها - ياولدي  - حدوتة ( الحَفّار ) الذي فجرته مخابراتكم في داكار ، أعيدوا عليهم أسطورة ( إيلات ) السفينة والميناء ، أعيدوا علي الأسماع معارك رأس العش والمزرعة الصينية ، وأخيراً تأديب المتوحشين من ارهابيّ ( داعش ) الذين ذبحوا أبناءنا علي شاطئ ( درنة ) الليبية بمائة طائرة دكت عروش أوهامهم وخبالات ذقونهم المُزيّفة !!. 

كان ( والدي ) غاضباً علي غير عادته الهادئة الحكيمة الساكنة سكون الصالحين الواصلين ، وصَوّته الذي ما ارتفع إلا بالتسبيح والتهجد همهماتٍ رصينة رتيبة ، سمعته صاخباً يتردد صداه في المدي البعيد !!.

تركني علي وعدٍ أن أرد علي تساؤلاته في الليلة التالية ، ولكم أتمنى أن أقول له مايُثلج صدره ، وأن أؤكد له أننا عازمون علي اقتناص حقنا في جريان نهرنا الخالد مهما كلفنا الأمر ، وأننا سوف نشرب الماء صفواً عندما نرده ، حتي لو شرب عدونا كَدراً وطينا !!.

التعليقات (0)