- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
مؤرخ فلسطيني: دولة الاحتلال توظف التوراة لتكريس احتلالها لفلسطين
مؤرخ فلسطيني: دولة الاحتلال توظف التوراة لتكريس احتلالها لفلسطين
- 16 أبريل 2024, 6:44:27 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اتهم ضرغام فارس، المؤرخ والمختص في تاريخ فلسطين الدولة العبرية بتوظيف التوراة كأداة حرب ضد الشعب الفلسطيني سعيا منها لتزوير التاريخ لمواصلة الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتكريس الاحتلال من منظور توراتي.
وقال فارس في حديثه: "في سياق توظيف الدولة العبرية للتوراة لتكريس الاحتلال ومحاولة جر الشعب الفلسطيني إلى مربع الصراع الديني تكرر مؤخرا استخدام الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال لأسماء وروايات توراتية وابتكارهم لمصطلحات وتطويرهم لمفاهيم ذات أصل توراتي وتوظيفها جميعًا لتسويغ الأهداف العنصرية والجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "ما دعا اليه الحاخام إليعزر ميلاميد مؤخرا حول اجتثاث سلاسلة العماليق في غزة ومحوهم، وذلك بناء على اعتقاده بأن اليهود المحتلين هم سلالة يعقوب بن اسحق بن ابراهيم وأن سكان غزة هم العماليق وفقًا للنص التوراتي التي تذكرهم عدة مرات، هو لتبرير جرائمهم امام العالم بغطاء ديني".
واستعرض فارس هذه النصوص والاسفار التوراتية التي "تحرض على قتل العماليق بأمر رباني".
وتابع المؤرخ الفلسطيني: "ان قتل النساء والأطفال فهو حسب التوراة مباح وواجب بأمر رباني بل وتكرر عدة مرات ومنها فيما يخص العماليق".
وأضاف: "إذا قمنا بوضع التوراة في سياقها الديني والتاريخي الصحيح والفهم العلمي لتاريخ فلسطين، وبعد التحرر من تأثير التوظيف الصهيوني للتوراة، يصبح من السهل علينا إعادة تركيب الصورة التاريخية لفلسطين منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا، بحيث نعرف أن الشعب الفلسطيني اليوم هو امتداد لكل ما شهدته فلسطين من حضارات وأحداث وأننا شعب اختلط بشعوب وحضارات أخرى مثل باقي الشعوب".
واعتبر أن التوراة هي جزء من الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني، وكل ما على أرض فلسطين من موروث ثقافي سواءً كان ملموسًا أو غير ملموس هو ملك الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الموروث الديني؛ لأن الشعب الفلسطيني هو امتداد للسكان الأصليين منذ العصور الحجرية والذين اختلطوا بعدة شعوب وعدة حضارات من خلال الاحتلالات المتتالية والتنقل والتجارة.
وأشار الفارس الى أن ظهور الديانة اليهودية في أرض كنعان هو تطور محلي وليس خارجي، فالشعب الفلسطيني على مر العصور هو الشعب الوثني الذي اعتنق الديانة اليهودية ثم المسيحية والإسلام فالشعب الفلسطيني لم يكن بدون ديانة ينتظر الفتوحات الإسلامية.
وقال: "حين نتحدث عن اليهود الذين جلبتهم الحركة الصهيونية من مختلف أنحاء العالم، فنحن نتحدث عن غرباء احتلوا فلسطين ولا يربطهم بها أي رابط تاريخي أو عرقي وإنما هو رابط ديني يعطيهم الحق بالسياحة الدينية وليس الاحتلال".
وأضاف أن "الديانة اليهودية انتشرت في مختلف أنحاء العالم مثل كل الديانات، كما حصل عندما اعتنقت مملكة حِمْيَر الديانة اليهودية عام 384 م. والتي خاضت صراعا مع المسيحيين وانتهت على يد ملك اثيوبيا عام 525 م. كما اعتنقت مملكة الخزر الديانة اليهودية خلال النصف الأول من القرن التاسع، وانتهت هذه المملكة على يد روس كييف في حوالي 965-969 م".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني شعب متعدد الديانات، وهذا التعدد يمكن أن يكون مصدر قوة أو مصدر ضعف له كونه ما زال تحت الاحتلال وصاحب قضية تحرر وطني، خاصة وان الاحتلال يعمل جاهدا لتوجيه الصراع معه نحو الصراع الديني لما له من عواقب سلبية على الشعب الفلسطيني داخليًا وخارجيًا.