- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
ماذا تحمل أجندة الزيارات الإسرائيلية الأمنية للمغرب؟
ماذا تحمل أجندة الزيارات الإسرائيلية الأمنية للمغرب؟
- 16 يوليو 2022, 3:44:32 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تستعد المغرب لاستقبال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، الأسبوع المقبل، وذلك بعد أيام على مشاركة مراقبين عسكريين إسرائيليين في مناورة عسكرية بالمغرب، وصفها السفير الإسرائيلي في الرباط دافيد غوفرين بأنها خطوة لتعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين.
ولا تعتبر هذه المناورة الوجه الأول للتعاون ما بين المغرب و"إسرائيل"، بعد توقيع اتفاقية التطبيع بين الجانبين في العام 2020، بل مر عامان على أشكال من التعاون العسكري والاقتصادي وغيرها.
زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي للمغرب تثير التساؤل بشأن هدف "إسرائيل" من التمدد في العمق المغربي وفتح أبواب الشراكة كافة.
تمرير التطبيع في الشمال الأفريقي عبر المغرب
بحسب مركز "موشيه دايان للأبحاث الشرق الأوسطية والأفريقية"، فإنَّ التطبيع في الفكر الإسرائيلي هو "عقيدة تمدّد"، تقوم به "إسرائيل" في المنطقة عن قناعة مطلقة، ولها أطماع كبيرة من وراء ذلك.
ويشكل المغرب بالنسبة إلى "إسرائيل" بوابة لاختراق دول المغرب العربي، وتثبيتاً لحضورها في تلك المساحة من الوطن العربي، بعد أن مررت صفقات في بقاع مختلفة داخله عبر الإمارات والبحرين والسودان، وفق مركز "موشيه دايان".
ويحوّل التمادي المغربي في التطبيع النظام في تلك البلد إلى نظام وظيفي تستخدمه "إسرائيل" لتحقيق أغراضها في المنطقة، ربما أولى هذه الأغراض تتمثّل ببناء قواعد لها في المغرب، ثم التغلغل أكثر في الدول المجاورة.
ويبقى الطموح الكبير بالنسبة إلى "إسرائيل" هو الوصول إلى منطقة غرب الصحراء، وجر دولها إلى التطبيع معه، حتى يتسنى لها الاستفادة من مواردها الغنية التي تعد محل أطماع الدول الكبرى، وإقامة مشاريع اقتصادية واستثمارية، نظراً إلى العديد من الفرص التي يوفرها قطاع الاستثمار هناك، وهو ما سيمكنها من مزاحمة الدول الكبرى، كفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة.
"إسرائيل" أقرب إلى الجزائر
دوافع التقارب ما بين "إسرائيل" والمغرب لا تقتصر على الأخير، فهو مرتبط بالجزائر كذلك، التي تعتبرها "إسرائيل" خطراً على أمنها القومي.
ولطالما عبّرت الحكومة الإسرائيلية عبر وسطاء أميركيين عن قلقها الشديد من تزايد قوة البحرية الجزائرية التي باتت تشكل خطراً على "إسرائيل"، خصوصاً مع تمسك الجزائر بالموقف العدائي من "إسرائيل" التي تحتاج لضمان أمن تجارتها البحرية.
ويمر ما بين 60% و70% من إجمالي التجارة الخارجية الإسرائيلية، المقدر قيمتها بنحو 80 مليار دولار، عبر مضيق جبل طارق وممرات بحرية لا تبعد عن بعض القواعد البحرية الجزائرية سوى بنحو 100 ميل بحري.
وصدر، في الآونة الأخيرة، عدة دراسات عن المؤسسات الإسرائيلية، خصوصاً "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" (INSS) وغيره، تشير إلى متابعة حثيثة لما يجري في المغرب العربي، بقصد مراقبة الجزائر، إذ يعتبرها الإسرائيليون الدولة المحورية في المغرب العربي، وهي بتراثها الثوري تشكل مانعاً من تعميق التغلغل الإسرائيلي في تلك المنطقة.
وأعرب يائير لابيد، الذي كان وزير الخارجية الإسرائيلي سابقاً، عن "هواجس إزاء الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة وتقاربها مع إيران، والحملة التي قادتها ضد قبول إسرائيل عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي".
بناءً على ذلك، تسعى "إسرائيل" إلى استنزاف الجزائر عبر خلق صراعات جانبية قد تصل إلى المواجهة العسكرية مع جارتها المغرب، وتغذية التهديدات الأمنية الإقليمية للجزائر من منطقة الساحل والجنوب، فيما يتمثل المحور الآخر بمحاولة اختراق النظام السياسي الجزائري، وخصوصاً الجيش والأجهزة الأمنية.
وسهلت "إسرائيل" على المغرب حصوله على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، وأكّدت صحيفة "ليكسبريسيون" حينها أنّ ذلك سيرسخ الحضور الإسرائيلي عند الحدود الغربية للجزائر.
قاعدة عسكرية في منطقة إستراتيجية
ذكرت تقارير صحافية مختلفة، من بينها تقرير لصحيفة "الإسبانيول" المقربة من دوائر اتخاذ القرار في إسبانيا، أنّ المغرب وقّع مع "إسرائيل" على اتفاق لبناء قاعدةٍ عسكريةٍ في منطقة أَفْسُو جنوب مدينة مليلية.
هذا النهج الجديد الَّذي مضى به المغرب، بحسب الصحيفة، أصبح مصدر قلق لمدريد، التي لا تنظر بعين الارتياح إلى عملية التحديث العسكري التي تنفتح آفاقها في المغرب لصالح "إسرائيل"، وقد زاد من هذا القلق ما ذكرته بعض التقارير الصحافية التي قالت إنّ المغرب بصدد نصب وسائل دفاعٍ جويٍ إسرائيلية تدعى "باراك إم إكس" قرب مدينتي سبتة ومليلية.
ولعل ما يخيف إسبانيا التي ظل مسؤولوها يتابعون بصمت تطور العلاقات المغربية الإسرائيلية، هو إمكانية حدوث تغير في موازين القوى في المنطقة، فإسبانيا باتت تتخوف من أن يتحول المغرب إلى قوة إقليمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ من شأن الاتفاقيات الأمنية بين الرباط و"تل أبيب" أن تفرض توازن قوى جديد يحتل فيه المغرب وضعية مختلفة.
وبموجب الاتفاق الأمني والعسكري المغربي الإسرائيلي، يمكن للرباط الحصول على معدات أمنية إسرائيلية عالية التقنية، إضافة إلى التعاون في التخطيط العلمياتي وفي مجالات البحث والتطوير التكنولوجي العسكري والحصول على معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، شمل الاتفاق المغربي الإسرائيلي صفقات أسلحة بمئات ملايين الدولارات، تلتزم من خلالها "إسرائيل" بتزويد المغرب بأسلحة حربية متطوّرة، وتشمل ترسانة تلك الأسلحة، طائرات من دون طيار، ورادارات شركة "إلتا" المتخصصة في الخدمات الدفاعية، إلى جانب نظام "سكاي لوكْ" المضاد للطائرات المُسيّرة، وكذا تطوير وتحسين مقاتلات "إف-5" الجوية المغربية.
وتسعى "إسرائيل" لفرض حضورها العسكري بإنشاء القواعد في هذه المنطقة الهامة استراتيجياً ليس لدواعٍ أمنية فقط، بل لدواعٍ تجارية، ويعتبر موقع سبتة الجغرافي مهماً جداً من ناحية التجارة والحركة التجارية، نظراً إلى موقعها الإستراتيجي في مضيق جبل طارق، الذي يصل مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، ويُعتبر طريقاً تجارياً هاماً يربط أفريقيا بأوروبا.