- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مترجم| "الأراضي التوراتية الموعودة".. هكذا يستغل المتطرفون في الضفة الغربية الحرب في غزة
مترجم| "الأراضي التوراتية الموعودة".. هكذا يستغل المتطرفون في الضفة الغربية الحرب في غزة
- 24 نوفمبر 2023, 10:23:39 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تربت تامال سـیكوریل على بطنھا وبداخلھا طفلھا السـادس وتبتسـم، وتقول: "ھذا جزء من المجھود الحربي". وخلفھا مدرسـة خالیة من التلامیذ وبیوت خالیة من سكانھا السابقین. خلف المباني توجد تلال جافة تنحدر حتى وادي الأردن.
قالت سيكوريل: "على مدى آلاف الأجیال، كان علینا دائما أن نناضــــل من أجل تبریر وجودنا... أشــــعر بقوة ھـذا التـاریخ كـل یوم. وتابعت: "لـدینـا كـل الحقوق الكتـابیـة والحقوق التاریخیة والحق الأخلاقي للحفاظ على سلامتنا ھنا".
ھذه الشـــابة البالغة من العمر 35 عاماً، و500 ألف مســـتوطن یھودي آخرین في الضـــفة الغربیة، أصـــبحوا الآن في قلب عاصـــفة متزایدة من العنف والجدل مع دخول الحرب بین إسرائیل وحماس أسبوعھا السابع.
البعض مدفوع بأســــباب دینیة أو قومیة، والبعض الآخر بســــبب انخفاض تكلفة المعیشـــة. إن ما كان یُنظر إلیه ذات یوم على أنه نمط حیاة رائد أصـــبح الآن في كثیر من الأحیان مریحا للغایة: بعض المســــتوطنات القدیمة، التي كانت ذات یوم بؤر اسـتیطانیة بدائیة صـغیرة، أصـبحت الآن راسـخة وثریة، مع حراس أمن عند المدخل وأســوار تعلوھا الكامیرات والأســلاك الشــائكة. وقد ارتفع عدد ســكانھا بنسبة 16٪ في السنوات الخمس الماضیة.
وتقول جماعات حقوق الإنســان الإســرائیلیة إن المســتوطنین، الذین تم تمكینھم بـالفعـل من قبـل الحكومـة الأكثر یمینیـة في تـاریخ إســــرائیـل، اســــتغلوا الصــــراع لتحقیق أجندتھم الخاصـة، وتكثیف الجھود لإجبار الفلسـطینیین على الخروج من منازلھم في الضفة الغربیة.
والخمیس الماضـــي، أدانت الحكومة الفرنســـیة ذلك ووصـــفته بأنه "ســـیاســـة إرھابیة" وحثت السـلطات الإسـرائیلیة على حمایة الفلسـطینیین من "العنف الذي یھدف بوضــوح إلى التھجیر القســري". وقال الرئیس جو بایدن، الحلیف القوي لإســرائیل، الشــھر الماضــي، إن ھجمات المســتوطنین المتطرفین ترقى إلى "صب البنزین" على النیران المشتعلة بالفعل في الشرق الأوسط.
قـد تفســــر مثـل ھـذه الانتقـادات جھود العلاقـات العـامـة الأخیرة التي بـذلھـا المســـتوطنون لتحســـین صـــورتھم. قامت منظمة "ریغافیم"، وھي منظمة غیر حكومیـة مؤیـدة للمســــتوطنین ومعـادیـة عـادة للصــــحفیین الـدولیین، بقیـادة حـافلـة ملیئـة بـالمراســــلین إلى تلال جنوب الخلیـل یوم الخمیس المـاضــــي أثنـاء إلقـاء محاضرة لھم حول الصراع.
إحدى محطـات الجولة كانت زنوتا، وھي قریة كانت صــــحیفـة الغاردیان قد ذكرت فیھا ســــابقًا أن أســــابیع من عنف المســــتوطنین المكثف، بحلول نھایة أكتوبر، أجبرت سـكانھا الفلسـطینیین البالغ عددھم 150 شـخصـا على اتخاذ قرار جماعي على مضض بالمغادرة. وكان المستوطنون المسلحون - بعضھم یرتدي زي جیش الاحتیـاط، وبعضــــھم یغطى وجوھھم - قـد بـدأوا بـاقتحـام منـازلھم لیلاً، وضــــربوا الناس، ودمروا وسرقوا ممتلكاتھم، وأرعبوا الأطفال.
ونفت نعومي خان، المتحدثة باسم ریجافیم، وجود أي حملة لتھجیر الفلسطینیین، وقالت إن سـكان زانوتا السـابقین كانوا "واضـعي الید"، "جنود المشـاة للاسـتقلال الفلســطیني". وبعد أن دفع لھم الاتحاد الأوروبي مقابل العیش في القریة، قرروا ببساطة "المضي قدما" عندما توقفت المدفوعات.
وأضافت: "إســرائیل عاجزة بســبب الضــغوط الدولیة. إن الاتحاد الأوروبي یخلق وضعا لا یمكن حله إلا بالقوة".
وقـال العـدیـد من المســــتوطنین الـذین تحـدثوا إلى الأوبزرفر إنھم یعتقـدون أن ھجمات 7 أكتوبر قد استفزتھم. وكانت حماس قد شـنت ھجوماً على جنوب إسـرائیل، مما أسـفر عن مقتل 1200 إسرائیلي، معظمھم من المدنیین في منازلھم أو في مھرجان.
وادعى یوشـــــاي دامـاري، زعیم المجلس الإقلیمي ھـار الخلیـل، الـذي یـدیر المسـتوطنات عبر منطقة واسـعة من جنوب الضـفة الغربیة، أن ھجمات 7 أكتوبر منحت "العرب الشجاعة والإلھام".
وقال لصـحیفة الأوبزرفر: "الأھم من ذلك كله، أن ھناك شـعوراً قویاً بأن ھذه ھي اللحظة المناسبة لتدمیر حماس وتدمیر نفس الأجندة بین العرب ھنا".
وبعـد مقتـل جنـدي إســــرائیلي عنـد نقطـة تفتیش على الطریق رقم 60 بـالضــــفـة الغربیة، قال إیتامار بن غفیر، وزیر الأمن القومي الإسرائیلي، الأسبوع الماضي، إن إســرائیل بحاجة إلى التعامل مع حماس في الضــفة الغربیة "تماما كما نتعامل مع غزة".
وتقول الســلطات الصــحیة في غزة إنه تم التأكد من مقتل ما لا یقل عن 12,000 شـخص في القصـف الإسـرائیلي والغزو البري - أكثر من 5,000 منھم أطفال. وقد نزح ما لا یقل عن ملیون شخص.
ویقول العدید من المســتوطنین الأكثر تشــددا إنھم یریدون الســلام ولكنھم "على خط المواجھة في الحرب".
وزعمت سـیكوریل أن ھجمات الشـھر الماضـي كانت بمثابة "دعوة للاسـتیقاظ"، وأظھرت "أننا نعیش على كواكب مختلفة".
وقـالـت: "نحن في العـالم الغربي نریـد أن نعیش بـإیمـان وأمـان في العـالم الطبیعي، ومرة تلو الأخرى یظھرون لنا أنھم لا یعتقدون أن للیھود الحق في الوجود".
مثل ھذا الخطاب شـائع في جمیع أنحاء إسـرائیل بعد ھجمات الشـھر الماضـي، لكنه میز منذ فترة طویلة آراء العدید من المستوطنین وأدى إلى اتھامات بالعنصریة.
"لقد ســمعت الكثیر... عن عنف المســتوطنین وھو غریب جدا. عندما أخرج من مسـتوطنتي، أشـعر بالخوف". وقالت أوریت ماركتینجر، البالغة من العمر 24 عاماً من مســــتوطنـة أوتنیئیـل، والتي قُتـل والـدھـا بـالرصــــاص في عـام 2016 على یـد فلســــطیني: "إنھم یعملون معنـا، ونقـدم لھم القھوة، لكنني لا أعرف مـا إذا كـان أحدھم سیقتلني".
وتابعت: "نرید السـلام ونؤمن بالقانون. إنھم یؤمنون بالكراھیة ویقتلوننا لمجرد أننا یھود".
وقُتل ما مجموعه 138 إسـرائیلیا و1012 فلسـطینیا في الضـفة الغربیة في الفترة من عـام 2008 إلى ســــبتمبر من ھـذا العـام، وفقـا للأمم المتحـدة. أفـادت صــــحیفـة ھـآرتس المحلیـة أن أجھزة الأمن الـداخلي الإســــرائیلیـة، منـذ 7 أكتوبر، على علم بـأربع حـالات أطلق فیھـا المســــتوطنون النـار على فلســــطینیین وقتلوھم.
على بعـد كیلومتر واحـد تقریبـاً إلى الجنوب من زنوتـا، یوجـد الخط الـذي تنتھي عنده الضـفة الغربیة - التي احتلتھا إسـرائیل بعد حرب عام 1967 - وتبدأ أراضـي الدولة الیھودیة المعترف بھا دولیاً.
بالنســبة للعدید من المســتوطنین، یعتبر ھذا الترســیم أمرا شــاذًا. ویشــیرون إلى الضـــفة الغربیة باســـم یھودا والســـامرة، وھما مملكتان إســـرائیلیتان قدیمتان. وتستخدم ھذه المصطلحات أیضا إداریًا من قبل الحكومة الإسرائیلیة.
وقـال "دامـاري": "ھـذه ھي الأراضــــي التوراتیـة التي وعـد بھـا الآبـاء منـذ آلاف السنین، وساروا على ھذه الأراضي، والآن جیلي ھو الذي یسیر ھنا".
ویسـخر المسـتوطنون من الرأي السـائد على نطاق واسـع بأن وجودھم لا یشـكل فقط عائقا رئیسـیًا أمام أي تقدم محتمل نحو السـلام، رغم أنه غیر مرجح في ھذه اللحظة الحالیة من الصـــراع، ولكنه أیضـــا مصـــدر لكثیر من العنف الذي یجتاح الأراضي المحتلة.
وكان ھذا العام ھو الأكثر دمویة منذ 15 عاما على الأقل بالنسـبة لسـكان الضـفة الغربیـة، حیـث قُتـل نحو 200 فلســــطیني و26 إســــرائیلیـا، وفقـا لبیـانـات الأمم المتحدة. وفي وقت ســابق من ھذا الشــھر، ألقى بنیامین نتنیاھو، رئیس الوزراء الإســــرائیلي، بـاللوم في أعمـال العنف على "حفنـة صــــغیرة من النـاس بین المستوطنین الذین یأخذون القانون بأیدیھم".
ناتالي ســوبینســكي، أصــلھا من ولایة دیلاویر في الولایات المتحدة، عاشــت في مســــتوطنـة ســــوســــیـا لمـدة 16 عـامـا وتقود خـدمـة الاســــتجـابـة الطبیـة الأولى للمستوطنین.
وقالت ســوبنســكي إنھا كانت مشــغولة للغایة "بالإصــابات العادیة، والإصــابات الإرھابیة" لكنھا اتخذت "اختیار نمط الحیاة" للعیش في الضفة الغربیة المحتلة.
وقالت: "لیسـت ھناك حركة مرور، وھناك الكثیر من مواقف السـیارات". “أخرج للتنزه مع ابنتي في الصباح. ھناك الماعز والرعاة. كل شيء طازج وطبیعي.”
المصدر: الجارديان