- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : عام ١٩٢٩
مجدي الحداد يكتب : عام ١٩٢٩
- 21 يونيو 2021, 1:56:25 م
- 963
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أقال الملك فؤاد البرلمان نكاية وعندا بالوفد . فتخفى محمد نجيب - وكان وقتها ضابط برتبة صغيرة طبعا ، لكن من الواضح إنه من صغره كان يلعب دورا ما مشبوها أو مشوبا بالعمالة قطعا لجهة ما ، لأنه لا يمكن أن نفترض أن نجيب قد اتخذ هذه الخطوة ، بمبادرة فردية منه ، وليس من خلفه أحد يوجهه أو يحرضه ، وخاصة إنه يتكلم هنا عن تحرك جيش من خلفه . ولا يعني هذا طبعا أن الأخرون ملائكة ، وكما سنرى لاحقا من السياق ...! - تخفى محمد نجيب إذن في زي سفرجي ، وقابل مصطفى النحاس ، وقال له : " أنا ظابط مش سفرجي ، وبقولك إن اللى عمله الملك فؤاد ده من إقالة البرلمان علشان كان للوفد الأغلبية فيه ، احنا ممكن نتدخل كقوات مسلحة ونرجع البرلمان " ..!
فقال له مصطفى النحاس : " لا .. لا .. لا .. الجيش يفضل بره ؛ المكسب من الجيش أقل بكثير جدا من الضرر اللى لو الجيش دخل في السياسة "
انتهى الاقتباس- بقليل من التصرف - من فيديو لعلاء الأسواني .
ماذا إذن يعني هذا ..؟!
هذا يعني إن من حوالي 100 سنة تقريبا ، أي قرن من الزمان ، كنا أكثر تقدما وتفتحا وانفتاحا على العالم وتقبل الرأي والرأي الأخر عمليا وبرلمانيا ، عما نحن عليه الآن . وحيث يفترض العكس تماما ، فمع تقدم الزمان يفترض نظريا تقدم الدول والمجتمعات ، وحيث تتراكم نتائج ومحصلة التجارب والخبرات لتصب في النهاية في مصلحة ورقي كل من الدولة والفرد والمجتمع معا وبالتوزاي وبالتزامن ..!
من 100 سنة لم يكن هناك رقص أمام اللجان ، ولا رشاوي إنتخابية ، ولا كراتين زيت وسكر ظاهرها تحيا مصر وباطنها تصعيد كل عرص وحرفيا موت مصر ، وذلك لأن النظام المدني وليس العسكري هو الذي كان يحكم مصر ..!
فعلى الرغم من إنني لست وفديا ؛ فلا أملك سوى أن أقول - ورغم تحفظي عليه في مواقف أخرى كثيرة - كم كنت بعيد النظر يا دولة رئيس الوزراء ؛ مصطفى النحاس ..!
ومع ذلك فلا يزال العديد من الأغبياء والمنتفعين بفتات الحياة ، وزخارفها ومناصبها ، ولو على حساب حياة دولة وأمة بأسرها ، يكابرون ، ويزايدون ، على مثل تلك الحقائق ، وغيرها ، والواضحة وضوح الشمس في أوج النهار ...!