تكبير الخط تصغير الخط

وردت ثلاث عبارت تبعث جميعها على القلق في CNN و BBC ،  و سأذكرهم كما وردوا بلغتهم الأصلية وسأعلق عليهما ، وهم :
- US says it seeking safe passage for civilians .
- US seeking safe passage for Gazans .
- US , Israel & Egypt discudsing safe passage        for Gazans .
وتدور العبارات الثلاث حول الحديث عن ممر آمن للمدنيين . وعندما أرادوا أن يكونوا أكثر تحديدا ووضوحا قالوا : " ممر آمن للغزاويين " .
و مرحب طبعا كل الترحيب بأشقائنا الغزاويين والفلسطينيين خاصة ، والعرب عامة ، في أي مكان في مصر ، و لكن الخطير هنا انه لو كان المقصود خروجهم عبر معبر رفح " كممر آمن " ، فتلك دعوة خبيثة لتفريغ غزة - وذلك كخطوة أولى ، و من ثم باقي فلسطين كخطوة تالية فيما بعد - من أهلها و من ثم تصفية القضية الفلسطينية ذاتها ، و تشييعها إلى مثواها الأخير ، ليتطابق الزعم الصهيوني بعدئذ ، و منذ وعد بلفور في 1917 ، بأن فلسطين وطن بلا شعب يحق استيطانها ، أو توطينها لشعب بلا وطن - والذين أصبحوا فيما بعد ب "الإسرائيليين "!
كل العالم ، و حتى الفلسطينيون ، و كذا الغزاويون أنفسهم ، يدعون الآن إلى فتح المعابر - و بما فيهم معبر رفح - لدخول المساعدات الأنسانية عبر تلك المعابر وليس خروج الغزاوين منها . فكيف تحول الأمر بعدئذ الى البحث عن ممر آمن لخروج المدنيين أو الغزاويين ، وبغير رغبتهم ؟!
ثمزكيف تتفاوض ، أو تتباحث كل من مصر والولايات المتحدة و إسرائيل ، من غير أن يكون هناك في هذا الاجتماع ، أو المباحثات ، ممثل عن فلسطين ، أو حتى الغزاويين أصحاب الشأن ؟!
أم أنه قد تم دعوتهم لهذا الاجتماع ، و لما اتضح لهم خبث هذا المقصد رفضوا الاشتراك فيه . و مع ذلك فقد تمت تلك المباحثات في ظل عدم وجود ممثل لهم ؛ وكأن لسان حال من اشتركوا في تلك المباحثات المؤامرة يقول : " بكم أو بدونكم  سنتباحث حول ممر آمن لخروج أهل غزة من غزة ؟!
و من ثم فالسؤال التالي الذي يفرض نفسه هنا هو ؛ إذا رفض أصحاب الشأن الاشتراك في تلك المهزلة ، فكيف قبلت مصر ذلك ؟
و لكن عند الحديث عن دخول المساعدات الأنسانية عبر معبر رفح يذكر الجانب المصري - وحسب ال BBC الانجليزية - أن معبر رفح صار خارج الخدمة نتيجة للقصف الإسرائيلي ؛ طب و في حال التفكير في خروج المدنيين هل سيكون عاد إلى الخدمة ؟
و الأهم من ذلك هل يستغل النظام ، أو السيسي ، الأزمة الحالية لتكريس بقاءه ، وبعد أن أجمع جل الشعب تقريبا على رحيله من خلال التداول السلمي السلس للسلطة وعبر انتخابات رئاسية تعدددية حقيقية ؟!
وهل تكربس بقاءه ، و رغما عن الشعب ، يلقى دعما أمريكيا  بطلب ، أو تذكية من دولة الكيان ؟!