- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : ما أشبه اليوم بالبارحة
مجدي الحداد يكتب : ما أشبه اليوم بالبارحة
- 21 مايو 2021, 10:26:50 ص
- 867
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أرى أن إجتماع باريس بين حكام كل من مصر والسودان واثيوبيا والأردن ــ والأخيرة ربما فقط للتمويه على الموضوع الرئيسي وهو سد النهضة ؛
" قال يعني همه هينحازوا لأصحاب الحقوق وأصحاب الأرض الحقيقيون ؛ الفلسطينيون ، وإن إجتماع باريس الغرض منه وجود حلول لإنهاء الصراع العربي الصهيوني في الشرق الأوسط "
اللهم إلا إذا كان المقصود هو إنهاء الصراع لصالح الكيان ..! ــ وما يحمله في طياته من ظلم وأجحاف شديدين لدولتي المصب ،
قد ساهم فيهما وبشكل أساسي حاكمي كل من مصر والسودان ، وذلك بتوقيعهما على إتفاقية المباديء ،
وحيث كان أخطر بنودها الملغمة اعتبار نهر النيل نهرا عابرا للحدود وليس نهرا دوليا ، وما يترتب على ذلك من نتائج وتكيفات قانونية تختلف من حالة لأخرى ــ
ولقد سبق أن بين العديد من المختصين أوجه الإختلاف بهذا الشأن ، وسأضع بعض الروابط المرجعية في نهاية المقال بهذا الصدد *.
واجتماع باريس هذا يكاد يشبه عندي ذلك الإجتماع الذي سبق التوقيع على معاهدة فرساي بضواحي باريس أيضا في عام 1919 ؛ أي بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى ــ 1914 : 1918 ــ بعام واحد .
ونظرا لما كانت تحمله أيضا معاهدة فرساي من بنود وشروط ملغومة و ملغمة ، ومجحفة ، للدول المهزومة في الحرب ،
وعلى الرغم كذلك من أنه قد أُريد وقصد منها تحقيق السلام والأمن الدوليين ــ حتى ولو لم يكن هذا السلام قد أُسس على مبادىء عادلة ،
وكما سنرى لاحقا ــ بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى ، وعلى الرغم كذلك من إنه قد أُنشأت عصبة الأمم ــ وذلك كمرحلة مبكرة وسابقة على إنشاء المنظمة الدولية لهيئة الأمم المتحدة ــ
بعدئذ لتحقيق ذلك السلام المنشود ، إلا أن كل ذلك لم يمنع من شنوب لحرب العالمية الثانية ، والتي كانت أسوأ في نتائجها من الأولى ..!
إذن ، وبما إنها قد أُسست على قواعد مجحفة وغير عادلة حتى من وجهة نظر من سيأتي ذكرهم من رموز بدول الحلفاء ،
فقد كانت معاهدة فرساي في حقيقة الأمر هي الشرارة الأولى ــ والغير خفية بالمناسبة ــ للحرب العالمية الثانية .
" وكان الإقتصادي البريطاني كينز أحد أعضاء الوفد البريطاني في مؤتمر السلام ذاك قد وصفها ب " سلام قرطاجي " ،
إشارة إلى تدمير الرومان قرطاجة كليا ؛ فلقد حققوا إذن السلام ولكن على أنقاض دولة أخرى والتي هي قرطاجة " (1)
" كما انتقدها أيضا المارشال الفرنسي ؛ فرديناند فوش ؛ القائد الأعلى لجيوش الحلفاء ، ووصفها بقوله : " هذا ليس سلاما ، إنه فقط هدنة لمدة عشرين عاما .
ما اعتبر حقا نبؤة غير مسبوقة " (2) ، حيث اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939 بالضبط ، وكانت المعاهدة ،
وكما أسلفنا ، قد وقعت بضواحي باريس عام 1919 ــ وكانت المفاوضات نفسها تجري في العالصمة الفرنسية ،
وحتى في وزارة الخارجية الفرنسية ــ أي بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى بنحو عام واحد ..!
وها نحن اليوم نرى حكاما لم تفوضهم حتى شعوبهم على الأقل في توقيع إتفاقية المبادىء ــ بدليل إنهم لم يعرضوا تلك الإتفاقية في إستفتاء شعبي عام ملزمة نتائجه ،
وكما ينص الدسور ذاته " بتاع لجنة الخمسين إياها " ، وحيث صار جل هؤلاء الخمسين هاربين ، وفي منفى إختياري الآن ، خارج مصر ،
ومنهم الصديق مُسعد أبو فجر ــ وإن كنت قد أسميتها ، ولا مؤاخذة ؛ " لجنة المعرصين " ..! ــ ولم يعرض حتى هؤلاء الحكام الإتفاقية على برلمانات " سلق البيض " ،
و باعتبار أعضاءها يعني نواب الشعب ، لأخذ موافقتهم ، ومع ذلك يفرض هؤلاء الحكام فرضا إتفاقية الموت على شعوبهم ،
ويمنعوهم في ذات الوقت من الإعتراض السلمي على تلك الإتفاقية من خلال المظاهرات السلمية ، أو حتى الندوات العلمية الجماهيرية ، والتي كان يسمح بها مبارك على فساده ولصوصيته ..!
إذن فلقاء باريس الذي جمع كل من مصر والسودان واثيوبيا ، لا يختلف كثيرا من حيث الموضوع
ولكنه يختلف قطعا في الشكل ــ سواء من أن طبيعة الحكام ذاتهم ، أوما يمثلونه حقيقة بالنسبة لشعوبهم و دولهم ،
وذلك باعتبار أن تلك الدول كانت مستعمرات سابقة للدولة التي يعقدون الآن فيها مؤامراتهم على شعوبهم ،
ربما بوصفهم وكلاء ما بعد مرحلة الإستعمار ..! ــ عن مؤتمر فرساي ، لكن هل يكون ذلك بمثابة شرارة أولى أخرى لحرب عالمية ثالثة ..؟!
ربما ..!
لماذا ..؟!
لأنه ليس هناك أغبى ممن يرفض أن يتعلم أبدا من دروس وعبر التاريخ ، ليس فقط من دول العالم الثالث ، ولكن أيضا من دول العالم الأول ..!
ولكن هل يعود ذلك لجينات وراثية لا يمكن التحكم ولا تغيرها أو تحويرها ، لتتفق في نهاية المطاف مع الخير العام والسلام والأمن الدوليين الحقيقيين ،
والذين تحفهما وترعاهما كل من العدل و العدالة والرحمة والتآخي الإنساني الحقيق معا ، وحتى باعتبار إننا نسبح معا في الفضاء جميعا من خلال كوكب واحد يسمى الأرض ..!
https://gate.ahram.org.eg/News/2429654.aspx*
1 – وكيبيديا الموسوعة الإلكترونية الحرة https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8% .A9_%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%8A
2 – مصدر سابق .