- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : وماذا يعني قطع شريان حياة ؟!
مجدي الحداد يكتب : وماذا يعني قطع شريان حياة ؟!
- 1 يوليو 2021, 12:09:43 م
- 876
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إذا نظرت إلى الأرض من مكان مرتفع كالطائرة مثلا ستجد أن الأنهار تشقها شقا كالشرايين - سبحان الله - تماما الإنسان ، وحتى الحيوان والنبات والحشرات - سواء الضارة منها أوالنافعة - وكلها في الحقيقة نافعة ؛ فالخالق سبحانه وتعال لم يخلق شيئا عبثا - حاش لله .
وتلك الشرايين هي إذن من تمد أي أرض بالحياة ، سواء كان ذلك فوقها أو تحتها . ولكن ، وكما نوهنا عاليه ؛ هي الحياة التي تعم كل كائن حي ؛ والتي هي ضرورية و لازمة ومتلازمة ومتزامنة ومتماهية مع حياة الإنسان ذاته ..!
فهل يقدم عاقل على قطع شريانه ..؟!
فحتى ولو قطع - وليعاذ بالله - شريانه فالحياة لن تتوقف عليه . وستستمر الحياة به أو بدونه .
ولكن قطع شريان الحياة الذي تراه من الجو يخالف كما يختلف هنا عن مفهوم الانتحار البشري بطبيعة الحال . لإنك ؛ مرة أخرى ؛ عندما تقطع شريانك أنت - وليعاذ بالله - فهذا يسمى أنتحار ، إما عندما تقتل شريان غيرك وتعيش أنت فهذا يسمى قتل مع سبق الإصرار والترصد ..!
ولكن مفهوم القتل ، وبناء على ما تقدم ، وسواء كان فرديا Individual أو جماعيا Massacare ، أو Genocide وعلى مدى خطورته في الحالتين ، إلا إنه لن يقتل أنواع الحيويات ، أو المخلوقات الأخرى . وعندئذ فقد تستمر الحياة ذاتها مع كائنات حية أخرى حتى ولو كان الإنسان ذاته ليس من ضمنها .
لكن عندما تقطع شريان الحياة ذاك الذي يمد ويدعم دورة الحياة ذاتها والتنوع البيولجي بمعناه الواسع ، و والتي تحفظ كما تضمن بحول الله ومشيئته سبحانه وتعال بقاء الإنسان وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فأنت قمت عندئذ بما هو أكثر من القتل الفردي Individual والقتل الجماعي Massacare معا .
ومن هنا ؛ ربما يمكن أن نفهم حكمت الله سبحانه وتعال ، وعدله المطلق - وكذا رحمته سبحانه وتعال التي وسعت كل شيء - من الحساب العسير الذي سوف يتعرض له مثلا من قتل نفس واحدة فقط بغير نفس أو فسادا في الأرض و حيث يعد ، وكما شبهه القرآن الكريم ، كأنه قتل الناس جميعا .
فما بالنا إذن بمن قتل أكثر من نفس ، أو ألف أو ألفين فسادا واستكبارا في الأرض ..؟!
سيقتص الرحمن سبحانه وتعال منهم قطعا ، و بقدر كل نفس قتلت أو وئدت أو حتى أذيت ؛ وذلك ربما من خلال تكرار موت وحياة من فعل ذلك بعدد مرات ما قتل فسادا في الأرض - وحيث يخبرنا القرآن الكريم أن من يعذب سيقول لخازن جهنم - أعاذنا الله منها جميعا وما يقرب إليها من قول أو عمل - " يا مالك قليقضي علينا ربك " .