- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: 7 أكتوبر الكاشفة مرة أخرى
مجدي الحداد يكتب: 7 أكتوبر الكاشفة مرة أخرى
- 17 أبريل 2024, 9:54:51 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت تداعيات 7 اكتوبر أن كل المؤسسات الدولية - وبما في ذلك محكمة العدل الدولية - تخدم وبشكل أساسي المصالح الغربية، وأحيانا تكون غطاء وداعم لها، وحتى مشرعن لشتى أنواع العدوان والاستغلال الاستعماري الغربي والعنصري الغير المسبوق، للأمم والشعوب الأخرى، والذي قد يكون حينا بالأصالة و أحيانا بالوكالة، وذلك من خلال أنظمة قزمية فاسدة متخلفة عميلة.
وقد تكون بعض المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية - مرة أخرى - هي مجرد ظاهرة شكلية ونظرية فقط وليست عملية - إلا فقط لخدمة الأهداف الغربية - وكذا ستار أخلاقي فقط لسياسات غير أخلاقية وغير إنسانية يمارسها الغرب على الأمم المستضعفة خاصة، على مدار الساعة.
إذن فقد أوجد، أو بالأحرى اختلق الغرب مثل تلك المؤسسات، وغيرها، ممن يتدسر برداء حقوق الإنسان والحرية والديموقراطية والتعددية، والمنافحة حتى عن حقوق المرأة والأقليات حول العالم، إلا فقط كنوع من التوازن الإيجابي الموجه للآخرين -إللي همه احنا يعني- والمقصود به بطبيعة الحال، هو امتصاص الغضب الشعبي والأممي للأمم المقهورة جراء السياسات، والممارسات الاستعمارية، والتي لا تزال تمارس، وبكل شراسة غير مسبوقة وغير معهودة من قبل، ضد ههاتيك الأمم والشعوب غير المنتمية للعالم الغربي، وذلك بدون التحرك خطوة واحدة نحو تحقيق حتى ما أصدرته إحداها من أحكام، كحكم محكمة العدل الدولية مثلا بشأن فك حصار التجويع عن سكان قطاع غزة، وفتح جميع المعابر البرية لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وعدم قصف المستشفيات والمنظمات الانسانية في غزة - كالأنروا - والمقصود به في المحصلة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لكل سكان القطاع، وهو القرار الذي لم ينفذ ولم يحترم من قبل دولة الكيان وداعيمها وحلفائها حتى اللحظة، وكقرار أخر لأحد هذه المؤسسات، وهو مجلس الأمن الأخير بوقف إطلاق النار الصهيوني في غزة في أخر اسبوعين من رمضان، والذي لم ينفذ أيضا، ولم تلتزم به دولة الكيان ، وأيدتها ، بل ودعمتها في ذلك الولايات المتحدة ذاتها ، وسائر حلفاء دولة الكيان الأخرين من مجموعة الدول السبع الكبرى على وجه الخصوص ــ والذين اجتمعوا مؤخرا فقط لبحث اتخاذ موقف موحد ، ليس ضد العدوان الصهيوين المستمر في غزة خاصة ، ودول وشعوب المنطقة بصفة عامة ، ولكن من أجل رد إيران على العدوان الصهيوني على قنصليتها بدمشق في الأيام الماضية .. هكذا يبحثوا فيما يجب أن يتخذوه إزاء رد فعل إيران وليس ضد فعل دولة الكيان الذي كان سببا ، ونتيجة طبيعية وحتى فطرية ــ من منطلق حق الدفاع عن النفس ، و حتى الدفاع عن الوجود ــ على فعل العدوان الصهيوني!
لقد صار العالم إذن، والآن، وباختصار، في وضع أسوأ مما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية ، والتي اندلعت في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. وليس من المستغرب إذن والحال هذه، وعندما تدرك الأمم والشعوب المهضومة حقوقها انه لم يعد لديها ما تخسره، أو تخشى عليه، أن تتمنى اشتعال حرب عالمية ثالثة، ومهما كانت أخطارها وتداعياتها المدمرة، طالما ستخلصها من هذا الوضع الظالم والمظلم غير المسبوق في كل التاريخ الإنساني، وفي كل دولة من دول العالم الغير الغربي تقريبا.