- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
فراس الحمداني يكتب: فاطمة قيدار
منذ فترة وأنا أفكر بالكتابة عنها بعد ما لفتت انتباهي كثيرا.. وإليكم الحكاية من البداية.
قبل فترة طويلة جدا، كنت اتصفح عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي في لحظات فراغ قصيرة كنت أقضيها بالتصفح والمطالعة وإذا بمنشور يقول "فاطمة قيدار ستصور اليوم برنامجها بالمكان الفلاني".
كان صاحب المنشور يزف البشرى لمتابعيه بطريقة غريبة تحمل بين طياتها مزيج من الثقة والسعادة.. والأغرب هو الكم الهائل من التعليقات التي تسارعت لتحط رحالها على هذا المنشور! عجيب.. ما الذي يجري؟
أتذكر وقتها أنني كتبت بتهكم تعليقا مفاده" "ومن هي فاطمة قيدار؟".. ولا أخفيكم سرا إنني قد ساورني الشك بأنها قد تكون إحدى الدخيلات على الإعلام في زمن المحتوى الهابط من الفاشنيستات أو التكتوكريات أو اليتوبريات أو الفيسبوكيات أو الانستكراميات أو أو أو إلخ... من اللواتي يقدمن برامج فاشلة مقززة مكللة بالاعتماد على الإغراء والإيحاءات.. وذلك انطلاقا -مما حظي به مؤخرا- الكثير من أصحاب وصاحبات المحتوى الهابط من شهرة ومتابعة وتحديدا" من جمهور الذائقية المتدنية.
لكنني صدمت حين تابعت أكثر من حلقة من حلقات برنامج فاطمة قيدار وهي تتجول بين الناس بملبسها المحتشم ومظهرها المحترم ومحياها المبتسم.
صدمت بالظاهرة الإعلامية التي تمثلت بها طريقة وعفوية وتلقائية فاطمة قيدار في التقديم والتي تستحق بجدارة أن يستحدث خبراء وعلماء الإعلام منها نظرية جديدة ربما حتى تسمى باسمها.
أي نعم إني كنت قد قدمت برنامج "البغدادية والناس" وقدمه قبلي الزملاء علي الخالدي وميناس السهيل ومصطفى الربيعي، وبعض الزملاء الآخرين بذات المسار من التلقائية بين الناس.. ولكني اعترف صدقا وصراحة أن فاطمة قيدار قد تفوقت علينا.. وبلغة الأرقام استطيع أن أجزم بأنها قد حظيت بمحبة غالبية الجمهور باستحقاق.
هنا نتوقف قليلا.. ونتساءل.. أو هل يرضي ذلك.. الدخلاء والدخيلات على الإعلام؟ أو هل يرضيهن هذا النجاح الكبير والشهرة والاحترام الذي تحظى به إعلامية محتشمة تقدم محتوى هادف ورصين بينما هن يفعلن كل شيء "بلا استثناء" من أجل الشهرة ولا يحظين إلا بالسلبي منها ؟!
دون شك إنهن لن يرضين بذلك وسيحاربنها بأسلحتهن المعتادة التي تشبههن بطبيعة الحال.
ولكن.. تبقى فاطمة قيدار شوكة بعيون الحساد وما الهجمة المزيفة التي تعرضت لها إلا محاولة بائسة لم تزدها إلا ثقة واعتزازا لدى جمهورها الذي أوجه له كل التحية والاحترام لموقفه المشرف معها ولذائقيته الرائعة بالمتابعة والاختيار.
وستبقى فاطمة قيدار تلك النخلة العراقية الباسقة الأصيلة التي تساقط حلو التمر مهما رميت بالحجارة.