محمد أمقران عبدلي يكتب: الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الساخن : بين مطرقة الجمهوريين و سندان الديمقراطيين. لا تغيير في الأفق

profile
  • clock 6 نوفمبر 2024, 3:58:51 م
  • eye 254
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب وكامالا هاريس

محمد أمقران عبدلي 
مدير مكتب شمال إفريقيا 

كما كتبت في مقال سابق ، و كما كان مرتقبا لدى العديد من مراكز الاستشراف ،أسفرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن عودة الملياردير دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لعهدة أخرى .
الانتخاب كسلوك عقابي : انتزع المرشح الجمهوري العديد من الأصوات في ولايات محورية في العملية الانتخابية ،معروفة بميولاتها للديمقراطيين ،مما يشكل عقابا على إدارة الرئيس بايدن التي ارتكبت هفوات عديدة و أخطاء فادحة داخليا و خارجيا ،خاصة الدعم اللامشروط للكيان الصهيوني و دعم القمع و إبادة غزة . على مستوى الأداءالسياسي غابت العقلانية و الواقعية التي تميز السياسة الأمريكية. 
عودة ترامب و العجرفة كسلوك سياسي  ترامب معروف بعجرفته ،يمثل صورة عن مانعرفه عن الإنسان الأبيض في السنوات الأولى لاستعمار أمريكا ،و شخصيته تميل أكثر لما نراه في أفلام الويسترن، عجرفة، حب للسيطرة ،عدم إكتراث بالحلفاء من أوربا خاصة و إحتقار للافارقة ،الذين وصفهم سابقا ،أي دول أفريقيا ب " حفرة فضلات" ، عودة السلطوية للإدارة الأمريكية، ماهي إلا صورة مصغرة لما تتميز به العلاقات الدولية حاليا .
عودة التطبيع و التضييق على المقاومة: سوف تتميز عهدة ترامب ،بمحاولة نفض الغبار على ملف التطبيع و توسيع شبكة المطبعين ،بطريقة أكثر عنجهية ، و سوف تستفيد إدارة ترامب كثيرا من الصمت العربي و الإسلامي بوضعه في قالب التطبيع في حلته الجديدة .لن يغيب على ترامب و إدارته حجم الدعم الغربي و داخل بلاده للقضية الفلسطينية و لغزة بصورة خاصة ،و تصويت المواطنين من أصول عربية و المسلمين لصالحه عقابا لبايدن . من المرجح و بكل تحفظ أن يتوجه ترامب للتخفيف من حدة العمل و الانتقام الصهيوني الأعمى و إظهار العمل الإنساني و المساعدات كحسن نية من الولايات المتحدة الأمريكية لحل الازمة ، بعيدا عن حل الدولتين ،بل عملا لتقوية و إظهار السلطة الوطنية الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني و للمشروع الوطني الفلسطيني ،مما سيزيد الامر تعقيدا . 
روسيا الحليف اللدود!؟ 
لا يخفى على ترامب ،ثقل الحرب الروسية الأوكرانية على ميزان القوى في المنطقة و داخل حلف الناتو ،و بالتالي سوف يسعى لحل الازمة و محاولة إيقاف الحرب ،خدمة للاستقرار على حدود الناتو الاستراتيجية و للتفرغ ،لإيران و المقاومة في فلسطين و لبنان . هذا المسعى إن تحقق سوف يخلق نوعا من الانفراج بين روسيا ،الصين ،كوريا من  و الولايات المتحدة الأمريكية. 
منظومة الأمم المتحدة : سوف تحاول إدارة ترامب الجديدة محاولة رد الاعتبار لأمريكا المتسلطة داخل منظومة الأمم المتحدة و داخل مجلس الأمن خاصة ،من المستبعد أن يغادر ترامب أو يتسبب في مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمات إنسانية أو ثقافية ،بل المرجح أن تساهم الولايات المتحدة الأمريكية في مساعدة هذه المنظمات و المؤسسات خدمة للبريق الأمريكي و تلميعا لصورة الولايات المتحدة الأمريكية كأرض للحرية و السلام و تغطية للمجازر في غزة و القمع و العنف المتزايد على الجبهات السبع .
لايمكن التكهن بتغيير شامل في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الثوابت متفق عليها بين قطبي السياسة الأمريكية الديمقراطيون و الجمهوريون، تغييرات مرتقبة في الأداءات على المستوى الداخلي و الخارجي بما يصون و يحفظ الدور الريادي للولايات المتحدة الأمريكية في العالم ،مع بروز معتبر لأصحاب رؤوس الأموال المؤثرين مثل ايلان ماسك . و هذه ميزة من ميزات المركب الصناعي و العسكري الأمريكي.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)