تكبير الخط تصغير الخط

مثلت جنين من بواكير الثورات الفلسطينية نموذجاً متعاظماً للفعل الثوري والمد المقاوم في شتى المراحل ومختلف المواجهات ولعل ارتباط هذه المنطقة بالقسام ابتداء يعبر عن هذه الحالة النضالية المبكرة والمحتضنة للثوار، والقسام في تاريخ جنين ليس استثناءً بل أصل وصورة متكررة.

وموقع جنين ومخيمها يعتبر في مراحل المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ساهم في حضورها الوازن في انتفاضات الشعب الفلسطيني بشكل وازن وحيث أن جنين كأنما هي جنين في خاصرة المحتل، الرخوة شوكة ومن هنا أسمى العدوان الاحتلالي عدوانه الأخير (منزل وحديقة) باعتبار أن جنين كأنما هي الحديقة الخلفية لبيت عنكوبتهم المتهاوي.

اليوم #جنين تعيد الاعتبار إلى برنامج المقاومة في الضفة الغربية وتثبت أن نموذج غزة قابل للقياس في الضفة وأن مرحلية الاندحار الاحتلالي عن غزة يمكن أن نرقب سيناريو قريب لها في الضفة وتحديداً في شمالها كمرحلة أولى.

والنموذج الذي تقدمه جنين اليوم ولادة متجددة لتاريخها الوضاء، حيث أنها الأسبق إلى نموذج وحدة الميدان والذي تجسد في شتى مراحل نضالها ولعل صورة السور الواقي 2002 ماثلة أمامنا متجسدة بألوانها الفصائلية الزاهية، بل وتقدمت خطوة للأمام بعدم إعلان كتيبة مسئولية عن فعل مقاوم في (منزل وحديقة) إلى بإدراج كافة الفصائل في الإعلان في الشراكة الميدانية.

كما أظهرت جنين تفوقاً على ذاتها في فهم عقلية الاحتلال وسبل مواجهته عسكرياً فكانت الكمائن التي ستشهد تطوراً لافتاً في مواجهات الميدان مع المحتل سواء في جنين أو غيرها ولعل أسلوب الكمائن كان من بواكير مؤشرات هزيمة الاحتلال في غزة.

كما أدرجت مع الكمائن حرب المجموعات والزمر المتناثرة والتي خلقت نقاط اشتباك متعددة أرهقت المحتل. كما أنها أفشلت الاحتلال في نقطة تفوقه التكنولوجيا بتحرر رجال المقاومة من الجوالات وقدرتهم على إطفاء عين الاحتلال.

والمخيم بشكل خاص والمخيمات والتي أفضل تسميتها الأولى معسكرات اللاجئين مثلت أيقونة مقاومة.

‏تحية الفداء والوفاء لمخيم  ‎#جنين ومقاومته الباسلة والذي يقدم نموذجا متجددا في البطولة والشجاعة وفضل السبق ل ‎#المخيمات_الفلسطينية في الضفة وغزة والشتات والتي مثلت على مدار عمر ثورتنا المجبدة براميل بارود وخزان ثورة و وقود ملحمة و ولادة الأبطال الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر