- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
محمد الشرقاوي يكتب: المعارضة السياسية بين الوطنية والخيانة العظمى
محمد الشرقاوي يكتب: المعارضة السياسية بين الوطنية والخيانة العظمى
- 16 فبراير 2022, 7:31:24 م
- 51145
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال، فمنذ فترة وأنا ليس لدي رغبة في الكتابة، والسبب هو فُجر المختلفين معي في خصومتهم، وسوء تأويلهم المتعمّد لكل ما أكتب.
أيها الأخوة الكرام، الأنبياء أساء خصومهم تأويل دعواتهم للخير.. وهذا طبع مُتبنّي مدرسة " الفُجر في الخصومة " لذلك علينا قول كلمة الحق حسبة لله وحده ، ولنحافظ على الصراع في إطاره الفكري ولا ننجر للحرب بأدوات أظنها غير أخلاقية، وأنتم تعلمون جيداً أننى لو استخدمتها لنصبتموني قديسا للمعارضة المصرية بالخارج .
ولا أخفي عليكم أيضا لدي رغبه في رد أخير علني علي ما يردده بعض من يفجرون في الخصومة من "أمنجية الدول الأجنبية " موزعي لقب جاسوس علي كل من يخالفهم الرأي.
وأبدأ بمقولة أمي رحمها الله حين وصفت ما يحدث معي فقالت المثل المصري " كلم العايبة تلهيك واللى فيها تجيبه فيك" ذلك المثل ينطبق حرفياً علي المعارضة المصرية بالخارج "العايبة"، ولا أقصد التعميم بالطبع فهناك الكثير من المعارضين شرفاء وهم أصدقاء ولكن يطفوا علي السطح " أبناء العايبة"
وها أنا أبدأ معكم أول مقال في سلسه مقالات أنوي جمعها في كتاب سيكون فيه خلاصة تجربتي كمعارض من الخارج رفض أن يكون خائن لوطنه بتلقي تمويلات مشبوهة واستطاع التفريق بين المعارضة والخيانة.
عزيزي المواطن المخطوف ذهنيا ..
"دعني اطلعك على أصل خلافي مع بعض المعارضين بالخارج"
خلافي بكل صراحة هو عدم إيماني بهم كمعارضة من الأساس ويقيني نابع من تجربتي معهم التي لمست خلالها أن لهم دور غير وطني وما هم إلا مجموعه مرتزقة يأكلون علي موائد الأجهزة الاستخبارية .
ودعني أعيد بعض التعريفات لتتيقن حقيقة ما اقول
ماهي الوطنية؟ ولماذا نعارض؟ الوطنية يا حضرة المخطوف ذهنياً... هي الرغبة في التضحيّة لتعزيز مصلحة الوطن بكل مكوناته، والمعارضة هو اختلاف المواطن على طريقة إدارة وطنه لوجود رؤية لديه يعتقد أنها إصلاحية يسعى لتطبيقها، فيدعو لها جموع الشعب بأدوات قانونية وتمويل ذاتي وتبرعات مؤيديه ومحبيه
، لذلك يجب أن تسألهم بعض الأسئلة، لعلها تكون سببا في تحررك.
أولاً : هل للمعارضة المصرية بالخارج رؤية واضحة وخطة للإصلاح يمكن أن يلتف حولها الشعب المصري؟ إن كانت الإجابة بـ"نعم" فما هي؟ أعتقد أن الشعب يريد أن يعرفها، وإن كانت الإجابة بـ"لا" فمن المسؤول عن غياب الرؤية ولصالح من؟ وهل لعاقل أن يسير وراء معارضة ليس لديها مشروع واضح؟
ثانيا : من هم حُلفاء المعارضة بالخارج الحاليين وماهي النقاط التي أقيم عليها التحالف؟
ثالثا : من يُموّل الأنشطة الإعلامية والسياسية للمعارضة بالخارج، وما هدفه من وراء هذا التمويل؟ وما هو العائد علي مصلحة الشعب المصري؟ وما هى مصلحة الممول من وراء التمويل؟
رابعا : إلى من يُسمّون أنفسهم معارضة سياسية بالخارج، هل أنتم علي استعداد لتقديم إقرار ذمة عن تعاملاتكم المالية لتبرئة ساحتكم أمام الشعب المصري لينتهي هذا الجدل؟ خامسا وسادسا سابعا وثامنا وتاسعا وعاشرا ...إلخ
عزيزي "المخطوف ذهنيا"، عليك أن تبدأ المناقشة مع خاطفيك، وإن لم تستطع "خوفاً علي راتبك " فعليك بإعمال عقلك لتصل إلي الحقيقة..هكذا قال الله عز وجل
أقيم عليكم الحجة بالقرآن
يُعاقب الله الإنسان على تعطيل عقله، والكف عن التفكير السليم لخدمة دينه ومجتمعه، فلا يجوز للإنسان أن يُعطل العقل عن أداء وظيفة التفكير، فالعقل نعمة وهبها الله تعالى للإنسان ليؤدي وظيفة التفكير، وتعطيله عن أداء وظيفته الأولى يعد تعطيلا لنعمة من نعم الله تعالى عن أداء وظيفتها.
وهنا يصف القرآن الكريم الذين يعطلون عقولهم عن التفكير، ويصمون آذانهم ولا يبصرون أو لا يريدون أن يبصروا ما حولهم بقوله سبحانه: "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل. لذلك نذكّرك عزيزي المخطوف ذهنيا.. أن لفظ خرفان الذي يُوصمك به كل من يؤيد النظام الحالي لم يأت صدفة..فهو وصف دقيق لواقع معارضين كثر ,وأيضا لفظ "معيز" دقيق .."فالمعيز والخرفان"..أنعام،
إن المعارضة السياسية عمل مشروع قانونا، وحق أصيل لأي مواطن، حق تعترف به كل دساتير العالم والدفاع عن وجودها مسألة حياة ..فالمعارضة السياسية في أي دولة درع واقي لأمنها القومي وليس سيف مسلط علي رقبتها أو ورقة ضغط في يد من يدفع أكثر.
كيف يكون لنا معارضة حقيقة؟
الحقيقة أن مصر لا يوجد فيها أدوات حقيقية للعمل السياسي أو حتي الفكري، ومهما حدث من أنشطة للمعارضة في الخارج فلن يأتي بنتيجة، فالأصل هو مناخ سياسي فيه حرية رأي وتعبير، توجه من خلاله المعارضة خطابها..فقبل أن نحلم بتنقية صف المعارضين بالخارج من جواسيس التمويل وتجار الأزمات
،لا بد من السعي لفرض واقع سياسي جديد في مصر بالتركيز على قضايا الحريات، والضغط لفتح مناخ العمل السياسي العام. ، الحل يبدأ من الداخل، وهو قطعة الأرض التي سنبني عليها بيت له قواعد، فلا يتحمل المنطق بناء بيت في دولة أخري غير الوطن
، ولكن ممكن أن يينى على نشاط أي معارضة في الخارج كأدوات مساعدة لحراك الداخل ، بوجود رموز سياسية و منابر إعلامية مهنية في الخارج ، تخصص تلك المنابر للغوص في قضايا الفساد وتقدمها للرأي العام وتناضل من أجل الحريات ,أما ان غاب الداخل فتحول الأمر لهري سياسي عبر منابر إعلامية مجهولة النسب.
,و"ليس سراً" الموجود حالياً مجرد كيانات يملكها أشخاص ممولين من أجهزة أمنية تناكف بالوكالة لصالح دول أخرى
البداية ..فتح مناخ سياسي حقيقي في مصر
الحقيقة أن إيجاد مناخ صحي للعمل السياسي في مصر بات مسألة وجوديه، لها أولوية ثم بعد ذلك يفرز المجتمع معارضة سياسية وطنية "ليست كرتونية ولا ممولة من الخارج " معارضة أجندتها مصالح الوطن فقط، وفي اعتقادي لن تستطيع مؤسسات الدولة تحمل نتيجة عدم وجود معارضة سياسية، والانتظار كثيرا لن يكون لصالح الوطن.
علي من نطلق الجاسوس والأمنجي
بكل صراحة ووضوح المعارضة التي لها كيانات إدارية سرية، وتتلقى أموال من دول لها مصالح تعارض الوطن تسمى تشكيلات عصابية وخلايا تخريبية، ولا تُصنف معارضة بل كيانات خارجة عن القانون، ووصفها القانوني كيانات تمارس التجسس وتتلقي تمويلات من دول أجنبية بهدف الإضرار بمصالح مصر، وليس مصالح السيسي فهو ليس مصر وأعتقد أنه لن يعيش أمد الدهر ونحن أيضا لن نُخلّد.
وأي وطني حريض علي مصلحة شعبة لابد أن يُجرّم تمويل المعارضة المصرية بالخارج من دول أجنبية ويجب عدم التسامح مع هؤلاء، فكل من حصل علي دولار من دولة أجنبية أجرم في حق الشعب المصري، وعميل لدولة أجنبية وتلقى أجره ويجب عقابه بالقانون ويجب محاكمته حتي في الدول التي استضافته ومنعه فوراً من الحديث باسم الشعب المصري. فهل ما نراه حاليا يسمى معارضة أم عماله وجاسوسية،
فمن يستحق لقب "جاسوس" هل ينطبق هذا اللقب علي من رفض ممارسات اعتبرها خيانة لأهله في مصر وطالب بمعارضة وطنية لا تتبع دول أجنبية، ودفع الثمن تضييق في الرزق،
أم الذي تلقى مال سياسي مسموم كأجر لعمالته لمصالح الأخرين وأنساه الشيطان المعتقلين وأسر الشهداء.
الفرق بين المعارض الوطني والجاسوس الخائن
عزيزي الملقب "معارض” هذا اللقب ربما لا تستحقه، وربما هو ستار مخابراتي صنعه لك الضابط المسؤول عن ملفك ليكون ستار شرعي لتريح ضميرك وغطاء إنساني لتمرير المال السياسي القذر لجيوب معاليك.
فالأجهزة الاستخبارية المعادية تجعل المعارضين السياسيين في الداخل والخارج هدف لهم ويساعدهم في ذلك سوء إداراة مؤسسات الدولة المصرية، فضعف الشعور بالانتماء الوطني كان من أهم أسبابه السياسة المصرية في التعامل مع المعارضين.
ففي تصريح لـ"شفطاي شفيت"، رئيس جهاز الموساد السابق في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي في العام 2004 قال: إن حكم الأنظمة الشموليَّة في العالم العربي هو عامل مهم في تقليص الشعور بالانتماء الوطني، بسبب سياسة القمع التي تنتهجها، الأمر الذي يجعل بعض مواطني الدول العربيَّة مستعدّين للتعاون مع إسرائيل احتجاجًا على حكوماتهم وأنظمتهم.
أعزائي الأنعام "كلّم العايبة تلهيك واللى فيها تجيبه فيك"
الإخوة الكرام العقلاء هناك خيط رفيع يفصل بين اللقبين المعارض الوطني والجاسوس.. أتمنى ان يكون اتضح
حفظ الله الشعب المصري ورزقة معارضة حقيقية تليق باسم مصر
المعارضة الافتراضية المصرية..من البورنو إلي العهر السياسي
في ذكرى احتفالات نصر أكتوبر.. ومرور عام على تدشين البيت المصري التركي
هل حان وقت اعتذار أبودية وبشارة لشباب مصر
المعارضة المصرية بالخارج .. نهاية لعبة الكفيل شتات اختياري
كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول
معارضة مصر بالخارج ((هابي هلوسه داي)) ٢٥ يناير٢٠٢١