- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالقدوس يكتب : ظلم صارخ
محمد عبدالقدوس يكتب : ظلم صارخ
- 28 مايو 2021, 2:35:15 م
- 1748
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(اعتذر مليون مرة لأسر سجناء الرأي)
أخبرت حضرتك أن من فوائد المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي أنا عضو به معرفة أوضاع السجون المصرية عن قرب.
ومن هذا المنطلق أتقدم بخالص الاعتذار نيابة عن مصر كلها لأسر سجناء الرأي. والذي دفعني إلى ذلك أن أوضاع السجون ببلادنا سيئة، وأوعي يغرك "الشو الإعلامي" الذي تقوم به الداخلية من حين لآخر حيث تدعو من تختارهم من الإعلاميين لإثبات عكس ذلك!! وهناك سجون خاضعة للأجهزة السيادية فلا يعرف أي شيء عن المعتقلين بها مثل سجن العزولي بالقرب من الإسماعيلية!! أما تلك الخاضعة للداخلية فحدث ولا حرج عن سوء العديد منها،
وإذا طالبتني حضرتك بأن أكون محددا أكثر، وأذكر أمثلة لما أعنيه فأنني أقول أن هناك انقطاعا تاما بين مئات بل الآلاف من السجناء السياسيين وبين أسرهم، فلا يعرفون عنهم شيء منذ سنوات، وزيارات أقرب الناس لهم من زوجات وأبناء ممنوعة تماماً خاصة في سجن العقرب سيئ السمعة، وسجن ملحق مزرعة طرة، وهذا يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان!
والغالبية العظمى من هؤلاء ينتمون إلى الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى سياسيين آخرين كانوا ملء السمع والبصر حتى استيلاء الجيش على السلطة عام 2013، ولا أريد ذكر أسماء القيادات وتجاهل القواعد، ولذلك أكتفي بذكر أسماء الصحفيين أصدقائي المحبوسين ظلما والممنوع عنهم الزيارات منذ سنوات، وهم صديقي العزيز "محسن راضي"، وحبيبي الجميل "بدر محمد بدر"، وكل من يعرف هؤلاء يجزم بأنهم لا يمكن أن يكونوا من الإرهابيين وحرام حرام ما يحدث لهم!! إنهم شخصيات حلوة تمثل التدين الصحيح وربنا يكون معهم في محنتهم وينتقم من الظالمين!!
والجدير بالذكر أن هذا الظلم الذي أتحدث عنه طال حتى النساء، مع أن هذا الأمر كان في مختلف العهود استثنائي جدا، لكن حالياً مفيش فارق يذكر عند الإستبداد السياسي بين بني آدم وبنات حواء.
ومن الشخصيات النسائية السجينة المقطوعة الصلة بأسرتها الدكتورة "علا القرضاوي" وزوجها وتهمتها الوحيدة أنها ابنة الشيخ "يوسف القرضاوي"، وكذلك المحامية البارزة "هدى عبدالمنعم" وكان دورها كبير جداً في الدفاع عن سجناء الرأي من التيار الإسلامي فتم تلفيق "قضية فشنك" لها ولغيرها من النشطاء، ولم تحاكم رغم أنها في السجن منذ سنوات! وهذا ليس بالأمر الغريب حيث أن الآلاف من سجناء الرأي في بلادي لم يحاكموا بل قيد الحبس الاحتياطي الذي تحول إلى عقوبة دائمة.
وأختم مقالي بما بدأته: أنا آسف.. آسف مليون مرة نيابة عن مصر كلها.