- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالقدوس :يكتب يحلمون بالإعدام
محمد عبدالقدوس :يكتب يحلمون بالإعدام
- 16 يونيو 2021, 1:14:03 م
- 1138
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أراهن أن عنوان مقالي لفت نظرك وحضرتك تتساءل في دهشة: وهل يعقل أن تجد إنسان فرحان لأنه سيتم إعدامه؟؟ والإجابة نعم يوجد!!
وقبل شرح هذا الأمر الذي يدخل في دنيا العجائب أقول أنه صدر قبل يومين حكم نقض نهائي بإعدام 12 شخص في قضية فض رابعة!
والمعروف أن رئيس تلك المحكمة أصدر السيسي قراراً بتعيينه في منصبه رئيساً للنقض، فهو إذن تابع للسلطة التنفيذية وليس مستقلا!
وأي كلام عن قضاء مصر الشامخ المستقل كان زمان ولا يصلح حالياً! وتلك المحاكمة بالذات شابتها أخطاء فادحة!
ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلنت رفضها للحكم عند صدوره في أول درجة قبل الاستئناف والنقض وأكدت أنها لم تكن محاكمة عادلة!
ومنظمة العفو الدولية أدانت الحكم الصادر قبل يومين وقالت أن نظام السيسي قام بإعدام 51 شخص خلال النصف الأول من عام 2021 مما يجعله في
مقدمة دول العالم التي يتم فيها تنفيذ أحكام إعدام ولا ينافسها في ذلك سوى بعض دول الشرق الأوسط مثل السعودية وإيران والعراق.
وقالت منظمة العفو الدولية أنها طالبت أكثر من مرة حكومة السيسي بمحاكمة المسئولين عن مجزرة رابعة دون جدوى!
والجدير بالذكر أنها الأبشع في تاريخ مصر راح ضحيتها المئات من الضحايا المدنيين، بل تقول بعض الإحصاءات أسماء أكثر من ألف شخص قتلوا في رابعة!
والجدير بالذكر أن هناك بعض المتهمين في قضية فض رابعة ألقي القبض عليهم قبل الفض، ومع ذلك قام النقض بتأييد
الأحكام المشددة الصادرة بحقهم مثل المحامي البارز "عصام سلطان" الذي صدر ضده حكم بالمؤبد، وأبناء العالم الراحل "عبدالحي الفرماوي"
"محمد ومصطفى" وتم تأييد الحكم بإعدامهم!! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب! ودليل قاطع على العوار الذي شاب تلك المحاكمة في مراحلها المختلفة.
وأعود إلى الكلام الذي أصابك بدهشة: إزاي إنسان يكون سعيد ومبسوط قوي بعدما علم بالحكم بإعدامه..
والإجابة: إنهم يرفعون شعار "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"! وهم يعتقدون أنهم سيذهبون شهداء عند ربهم بعدما يعدمهم نظام ظالم قتل الآلاف من أبناء مصر!!
ومن جهة أخرى فإنني شخصياً أعتقد أن الذهاب للقاء الله أفضل كثيرا من بلاوي السجن المؤبد! ولا أعرف هل تشاركني حضرتك هذا الإعتقاد أم لا؟.
وأخيراً أقول أنه عندما تشرق شمس الحرية في مصر، فسيتم الكشف عن حقيقة ما جرى في رابعة! وتفاصيل أبشع مذبحة في تاريخ مصر!
ويومها سيراجع أصحاب الضمائر الحية الذين هللوا لما جرى مواقفهم السابقة في الإساءة إلى المعتصمين وتشويه صورتهم بكل الطرق الممكنة!
وسيتأكد للجميع أنها كانت وصمة على للإنسانية كلها، وأطلب من ربي أن تشرق شمس الحرية في القريب العاجل حتى تكون هناك فرصة للمراجعة والأهم معاقبة كل مجرم شارك فيها.