محمد عبد المجيد يكتب : سعادتي .. إنسانيتي!

profile
  • clock 20 مايو 2021, 7:18:26 ص
  • eye 1009
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

من فضلكم دعوني أقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، وما تيسر من الكتاب المقدس بعهديه القديم والحديث، وأستمع لأغنيات جميلة،

 وأنصت لسيمفونيات بيتهوفن ودفورجاك وادفارد جريج وفيفالدي، وكونسرتو بيانو وفيولين، والصوت الرخيم من الحنجرة الذهبية لماري لافوري، 

وإديت بياف، وميري ماتيو، وفيكي لياندروس، ونوستالجيات جورج موستاكي وجاك بريل، وأعيد قراءة بعض أعمال إيزابيل آيندي وعبد السلام العجيلي وعلي الوردي، 

وقصائد في لغة الضاد للمتنبي والنابغة الذبياني وأحمد شوقي والمأمون أبي شوشة، وأنتشي بأغاني فرقة سندريلا عن ثورة 25 يناير،

 وأصنع السعادة الداخلية بأوتار رياض السنباطي والقصبجي، وأشاهد أفلاما مبدعة لعاطف الطيب وداود عبد السيد وخيري بشارة وعلي عبد الخالق، 

وأفلاما لعباقرة الفن السابع من جنسيات مختلفة فالفنون ليست لأرض خرجت منها، ولكن لعشاق يعانقونها ولو كانوا في أطراف الدنيا!

أشفق على الذين وهبهم الله الحياة الدنيا فبحثوا عنها في القبور والظلام والتعصب والكراهية ومقارنة ما لديهم بما لدى الآخرين!

اشفق على من يعتقدون أنهم من الفرقة الوحيدة الناجية؛ فهؤلاء لم يفهموا أننا جميعا سكان الكرة الأرضية في كل العصور من الفرقة الناجية، ولكن بدرجات مختلفة ، صعودا وهبوطا، بُعدا وقربا!

أشفق على الذين لم يستوعبوا الجمال في النفس والعقل والروح، فعاشوا دون أن يعيشوا!

أشفق على الذين حُرموا، أو حرموا أنفسهم من أنعُم نِعَم الحياة، أي الشجاعة الأدبية، فالخائف دائما يموت سبعين مرة في اليوم.

أشفق على الذين حُرموا، أو حرموا أنفسهم من دهشة المعرفة التي تبدأ بالشعور بالجهل، وأن ما تعلمناه قطرة في مداد محيط من أسرار وعجائب وجمال وعبقرية الكون!

في البدء كان الكتاب، ثم الإنسان فالروح!

أشفق على من ليس واثقا أنه سيلتقي في الجنة بجاره، وزميله، وصديقه، ومن ليس على دينه أو مذهبه أو عقيدته لأنه لم يستوعب خزائن رحمة الله.

أشفق على الذين ماتوا وهم أحياء عندما ابتعدوا عن أبنائهم، وساهموا قليلا في تربيتهم، واحتقروا زوجاتهم في تعصب ديني من جراء الإنصات لشيوخ ودُعاة التخدير المقدس.

أشفق على الذين نفخ الله من روحه فيهم، فنفخوا بدورهم في حُكامهم، وقزّموا أنفسهم، وناموا مستريحين تحت أقدام أسيادهم!

أشفق على الذين لم يعرفوا أن الله أكبر، فجعلوا الحاكم هو الأكبر، ودينهم الأكبر، ومذهبهم الأكبر، وسجّانهم الأكبر، وجماعتهم الأكبر!


التعليقات (0)