- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
محمد علي الحكيم لـ"180 تحقيقات": أغلب حكام العرب مدينون بوصولهم إلى الحكم لإسرائيل
محمد علي الحكيم لـ"180 تحقيقات": أغلب حكام العرب مدينون بوصولهم إلى الحكم لإسرائيل
- 14 نوفمبر 2023, 10:19:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الكاتب العراقي محمد علي الحكيم
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي محمد علي الحكيم، إن القمة العربية الإسلامية مع كل الأسف لم تأت بموقف جديد، واصفا إياها بـ"قمة شجب واستنكار وإدانة" وقمة "لم ولن ولا" من دون أي موقف جدي حقيقي باستثناء بيان شديد اللهجة خجول لا يقدم ولا يؤخر من قبل زعماء الدول الإسلامية المشاركة، وبالتحديد العربية، مما سيزيد من القصف الهمجي من قبل الكيان الإسرائيلي على الأبرياء والأطفال والنساء والشيبة.
وأكد "الحكيم" في تصريحات لـ"180 تحقيقات" أنه كان ينبغي على الأقل أن يتخذ العرب موقفا جديدا وجديا، مثل قطع بعض الدول قطع العلاقات من إسرائيل (الدول المطبعة) أو طرد السفراء أو قطع العلاقات الاقتصادية.
وأوضح "الحكيم" أنه لا يمكن التعويل على مواقف الدول العربية، باستثناء البيانات الرنانة والشجب والاستنكار والدعوات لفتح الممرات الآمنة، من غير قبول الدعوات من قبل إسرائيل.
وأضاف: "لذلك إسرائيل لم تعط أي اهتمامات منذ سنوات للقمم العربية والبيانات الخجولة، لأنها تعلم أنه لن يكون هناك أي موقف جدي من قبل الدول الإسلامية وبالتحديد العربية".
حكام مدينون لإسرائيل
وأشار الكاتب العراقي إلى وجود أوراق كبيرة وموثرة لدى الدول الإسلامية، على سبيل المثال قطع صادرات النفط (أوراق اقتصادية) وكذلك الإضراب من قبل النقابات، وأيضا إغلاق قناة السويس وكذلك باب المندب، منوها أن هناك العديد من الأوراق التي تجعل المجتمع العربي قادرا على الضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف عدوانها الهمجي البربري على الفلسطينين الأبرياء.
وعن عقد القمة بعد أكثر من 35 يوما من بدء العدوان على غزة، قال "الحكيم" إن هذا التأخير غير مبرر من قبل زعماء الدول العربية والإسلامية، وأرجعه إلى ضعف المواقف الحقيقية من قبل الدول العربية والتي يخضع البعض منها لإسرائيل وأجنداتها في المنطقة.
وأوضح "الحكيم" أنه لم يعد أمام الفلسطينيين أي حلول إلا الاعتماد على الله أولا ثم على أنفسهم كما فعلوها وخططوا في ٧ أكتوبر، منوها أن أغلب الزعماء العرب لديهم علاقات وثيقة خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة مع إسرائيل والكثير منهم مدينين لوصولهم إلى سدة الحكم لإسرائيل، وأنه حتى الزعماء الذين لم تربطهم علاقات مع إسرائيل، لم يتمكنوا من اتخاذ موقف جرئ بسبب علاقاتهم مع الولايات المتحدة المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الكيان الإسرائيلي من خلال دعمها اللا محدود في ظل خنوع الحكام العرب.
دور الشعوب العربية
وحول الموقف الشعبي العربي، أثنى "الحكيم" عليه قائلا: "باعتقادي الشعوب العربية كانت مواقفها مشرفة، وبالطبع لديها دور من خلال التظاهرات والاعتصامات والإضراب والضغط على الحكومات، لإجبار الحكومات على اتخاذ موقف جدي وحقيقي ضد عمليات القتل الوحشي والإجرام البربري من قبل إسرائيل التي تريد استعادة كرامتها المهدورة والمتبعثرة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر".
وأوضح الكاتب العراقي أن إسرائيل في سبيل استعادة كرامتها المهدرة، تقوم بقتل الأطفال والأبرياء والنساء والشيبة، لكن حسب المعطيات لا نجاح لإسرائيل يلوح في الأفق، ولفت إلى أنه منذ اليوم الأول بعد اعتقال الأسرى الإسرائيلين، فإن الانتصار سيكون حليف الفلسطينيين في نهاية المطاف، مشددا على أن إسرائيل مجبرة على التفاوض مع الفلسطينيين للإفراج عن أسراها مقابل تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.
فشل إسرائيلي رغم الدغم الغربي
ونوّه "الحكيم" إلى أنه وبعد أكثر من 38 يوما من عدوانها، إلا أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها حتى الآن، إذ لم تتمكن من إنهاء حماس، ولم تتمكن من اقتحام غزة بريا، ولم تتمكن من الإفراج عن الأسرى. مشيرا إلى أن كل التهديدات الإسرائيلية جوفاء، في ظل تخبط واضح وملموس من خلال اتخاذ القرارات غير المدروسة.
وتابع: "لذلك أنا أعتقد أن المعادلة تغيرت بعد عملية طوفان الأقصى التي قلبت موازين القوى، وكذلك غيرت قواعد اللعبة وقواعد الاشتباك، ولأول مرة المعركة تنتقل لقلب الكيان الإسرائيلي، وهذا يعتبر تغير نوعي في المعارك التي تجري منذ سنوات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي".
وعن الدعم الغربي للاحتلال، قال "الحكيم" إنه لا يختلف اثنان على أن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة بشكل مباشر في الحرب على غزة وهي من يدير معارك إسرائيل، إذن إسرائيل وجدت من أعطاها صكا على بياض لتفعل ما تشاء في غزة، وهي كانت تتحين الفرصة وتبيت النية لذلك لاسترجاع كرامتها المهدورة"
واستدرك: "لكن هناك دعوات بالتحديد في العراق كانت من قبل السيد مقتدى الصدر لإخراج السفارة، ورغم أنه لم يتحقق لأسباب عديدة لكن يعتبر موقف ورسالة ضغط".
وختم حديثه بالقول إنه من الممكن أن يحقق الجيش الإسرائيلي توغلا بريا، لكن من غير الممكن البقاء مع حجم الكمائن المتوقع من قبل المقاومة، وبالتالي ستتعرض القوات الإسرائيلية لسيناريو مشابه لحرب جنوب لبنان 2006 وستتلقى خسائر كبيرة لا تتوقعها وستجعلها نادمة بسبب الضغط الداخل الإسرائيلي.