- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
محمد مصطفى شاهين يكتب: مسيرة الأعلام بين الأوهام الخادعة والجحيم الحقيقي
محمد مصطفى شاهين يكتب: مسيرة الأعلام بين الأوهام الخادعة والجحيم الحقيقي
- 18 مايو 2023, 9:00:10 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعيش مدينة القدس تحديات خطيرة في ظل الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك والتي تعد استمرار لمشروع التهويد ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني من خلال الاقتحامات المستمرة للمستوطنين، ولكن أمام ذلك كله تكون الكلمة الحقيقية في مواجهة أباطيل زيف الرواية الصهيونية هي كلمة البندقية وخيار المقاومة الذي برز في معركة سيف القدس دفاعا عن المسجد الأقصى ولازالت المقاومة متمسكة بخيار الدفاع عن أشرف وأقدس قضية لدينا و هنا اذكر ما نشره اللواء الصهيوني متقاعد إيال بن رؤوفين في صحيفة معاريف أن مسيرة الأعلام في القدس من شأنها خلق وضع تستطيع الجماعات المسلحة استخدامه لتعبئة الروح المعنوية من الخارج والداخل، إنه شيء يمكن أن يجلب حماس وحزب الله و عرب الداخل المحتل".
و أمام هذه المعطيات يبقى المسجد الأقصى يواجه مرحلة حرجة جدًا، نتيجة لانتهاكات الاحتلال الصهيوني، حيث يسعى الاحتلال لفرض سيطرته وتغيير واقع المسجد الأقصى المبارك ومن هنا حرص الشعب الفلسطيني على الدفاع عن هذه البقعة المقدسة، ويتصدون لمحاولات الاحتلال التي تستهدف تغيير الواقع الإسلامي للمسجد الأقصى من خلال الدعوات المستمرة للرباط فيه كما وتشكلت معادلة جهادية في الساحات والجبهات المعادية للإرهاب الصهيوني سواء فلسطينياً في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني المحتل ووصولاً لمحور المقاومة الذي أكد على أن القدس ذروة سنام الأيديولوجية الجهادية التي يتبناها محور المقاومة .
وفي ظل هذه الأحداث الخطيرة من دعوة جماعات الهيكل وتبجح الحكومة الصهيونية وقيادتها بأن مسيرة الأعلام ستستمر في مسيرها نحو المسجد الأقصى وهنا تتحمل الأمتان العربية والإسلامية مسؤولية كبيرة في الدفاع عن المسجد الأقصى ومنع تغيير واقعه الإسلامي، حيث يجب أن تكون هناك تحركات فعلية وإجراءات تجاه الاحتلال الصهيوني للحفاظ على المسجد الأقصى وحرمته.
لقد ثبت لدى شعبنا في امتداد مسيرته الجهادية أن معركة ثأر الأحرار شكلت انتصاراً للدم على السيف وأن المواجهة مع الاحتلال الصهيوني مفتوحة حتى تحرير فلسطين ومن هنا فإن خيار البندقية والمقاومة سيحقق مراميه و ستنجح مساعيه بصدق الأوفياء ودماء العظماء التي شكلت أيقونة لمرحلة الدفاع عن المسجد الأقصى وهو ما تخشاه الدوائر الأمنية الصهيونية و كشفه الاعلام العبري حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الأجهزة الأمنية داخل دولة الاحتلال تستعد لعدة سيناريوهات من الاضطرابات ومحاولة القيام بها. واندلاع الهجمات وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، و نشر الجيش الصهيوني أيضاً منظومة القبة الحديدية في القدس المحتلة، تخوفا من احتمالية إطلاق صواريخ على المدينة أثناء مسيرة الأعلام .
وعلى ضوء ذلك، يجب على أهلنا في الضفة والداخل المحتل والقدس أن يتحدوا ويقفوا صفًا واحدًا في مواجهة مسيرة الأعلام الصهيونية، ويدرك الجميع الخطر الذي يمر به المسجد الأقصى وأهميته الدينية والثقافية، وفضح محاولات الاحتلال تغيير التركيب الديمغرافي في منطقة القدس بشكل عام.
كما هو معلوم فإن هناك تواطؤ من الأعلام الغربي واللوبي الصهيوني برسم وشايات وأباطيل عن حقيقة الصراع على أرض فلسطين و من هنا يجب أن تكون هناك المزيد التوعية و الإحاطة بالحقائق المتعلقة بالتهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وشعبنا هناك ، كما و لا بد من دعم الفعاليات والحملات التي تسعى لحماية المسجد الأقصى رسمياً وشعبياً عربيا واسلامياً ل كشف زيف ذرائع الاحتلال ومستوطنيه وارهابهم المستمر وهنا استذكر قول المفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد" اذا كذب الساسة وانخدع المسوسون لم تكذب الجغرافية ولم ينخدع التاريخ "، وكأنه يتكلم عن ازدواجية المعايير التي يتبناها الساسة الغربيين و التي نلاحظها اليوم حين التحدث عن الصراع في أوكرانيا أما الاحتلال الاجرامي الصهيوني المستمر منذ مايزيد عن 75عاما يسود صمت مطبق عليه في شطط عن الحق ورعونة ووحشية يكشفها الصمت الدولي عن الاستيطان ومسيرة الأعلام.
في النهاية، تتطلب حماية حرمة المسجد الأقصى التحرك بطرق فعالة وقوية، لدعم حق شعبنا والحفاظ على القدس و الاستجابة لصرخات المسجد الأقصى بإجراءات عملية لإنقاذ هذه المكانة المحورية ، ولازال سيف القدس مشرعاَ.