- ℃ 11 تركيا
- 18 ديسمبر 2024
مريم السويطي تكتب: السنوار يقتنصُ الشهادة من فوهةِ البندقية
مريم السويطي تكتب: السنوار يقتنصُ الشهادة من فوهةِ البندقية
- 17 أكتوبر 2024, 10:55:13 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"احذروا الموت الطبيعي ولا تموتوا إلا بين زخات الرصاص" هذه الكلمات بطياتها ومضمونها تحاكي مشهد استشهاد القائد يحيى السنوار أثناء مجابهته العدو الغاشم ، فبين أزيز الرصاص وزخات القذائف.. السنوار رحل شهيداً.
على أرض الميدان يتمركزُ في مواقع المقاومين مرتدياً زياً عسكرياً وبحوزته بندقيته يخوض اشتباكاً مع العدو بين زخات الرصاص على ثرى غزة, برفقة المقاتلين في صفوف القتال الأولى، فوق الأرض, ودون حماية أو تحصينات, يقاتل ببسالةٍ غير آبهٍ لزخات الرصاص التي تحيط به من كل صوب وحدب مثخناً العدو بالرصاص في “تل السلطان برفح”, وغبارُ المعركةِ يعتلي جسده لم يستطع الاحتلال الهش الاستمرار في الاشتباك فأقدم على استهداف المبنى بمسيرة محملة بالصواريخ التي تنهمر عليه كالمطر من الغيوم البليدة.
ويستمر في مجابهتها حتى الرمق الأخير فألقى صوبها القنابل ليرتقي شهيداً حتى الرمق الأخير.
فلربما لم تكن هذه المرة الأولى التي يشتبك بها مع العدو , ويحمى بجسده المثخن بالجراح والالام و بسواعده القوية تراب فلسطين كي لا تكون لقمة سائغة للصهاينة ويرفض الخضوع و التسليم فيجسد صورة الأسطورة الفلسطيني مليئة بالصمود والبأس لم تكن تريدها إسرائيل أن تصل ، ليدحض ادعاءاتها السابقة بأنه تحت الأرض اذ كان فوقها مقبلاً غير مدبر شجاعاً لا يهابُ الوغى و بكرامةٍ ليقتل صوت كل من يتشمت بارتقائه و يبدد سرديات و أكاذيب العدو , مبعثراً صورة الاستخبارات الإسرائيلية التي باتت جل محاولاتها بالوصول إليه بالفشل لمدة عام بأكمله من الحرب
من غياهب السجون إلى ساحة المعركة
المقاومة المسلحة كانت الخيار الاستراتيجي الأول بالنسبه له لدحر العدو , اعتقل عدة مرات وسطر ابرز التضحيات في سجون الاختلال ووجهت له تهما تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما و أطلق سراح يحيى السنوار في صفقة وفاء الأحرار وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط).
وسط عتمات الزنازين عزم على أن يكون كابوساً مرعباً للعدو وأن يقلق أمنه ومضاجعه فهو مهندس طوفان الأقصى كسر صورة الردع في السابع من أكتوبر ولم يمنحهم صورة النصر في ارتقاءه ، أوقف الكيان المهترئ على قدمٍ واحدة بعد أن شن حرب طوفان الأقصى وقلب المعادلات والموازين ليبقى السابع من أكتوبر راسخاً في مُخيلة العالم برمته , فنسف المشروع الصهيوني وأعاد القضية الفلسطينية للواجهة ووجه صفعة لتطبيع الدول العربية التي تستمر بالخنوع و الخضوع
فهز المنظومة الأمنية الإسرائيلية وأطفأ هيبتها وبدأت تمتد جبهات المقاومة إلى نطاق واسع وتآكلت قوة الردع الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من الدعم الغربي والأمريكي الذي تلقته إسرائيل, وباتت في حالة من الخبط والتلكؤ وعمق طوفان الأقصى الازمة الداخلية التي يعانيها العدو وزادت الهوة بين مقوماته, حتى يعيد يحيى السنوار , صورة المقاتل السياسي الحقيقي إلى أذهان العالم بفكره المثقف ونهجه وسياسته واشتباكه وارتقاءه فقد كان وسيبقى ذكرهُ يصدح عالياً وخالداً للأبد وتنبتُ الأرضَ مقاتلين كأشجار الزيتون.