- ℃ 11 تركيا
- 19 ديسمبر 2024
مريم السويطي تكتب: عام جديد.. وما زالت غزة كسيرة الفؤاد
مريم السويطي تكتب: عام جديد.. وما زالت غزة كسيرة الفؤاد
- 3 يناير 2024, 4:29:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحت ستائر الليل البهيم ابتدأ عام جديد يحمل في طياته الألم والقهر على تلك المدينة البائسة الحزينة، فما زال قلب غزة ينزفُ دما، وجراحها لم تبرأ.
حزن ووجوم يسودان المشهد. أشلاء متناثرة في أزقة المدينة، مقابر جماعية، جثامين متحللة ملأت الشوارع والطرقات، دموع وصراخ، إعدامات ميدانية مستمرة، مواطنون عالقون تحت الركام. فهذه المدينة الحزينة تتجرع القهر وترى الموت بجل أشكاله، فما أن تتجول في شوارعها حتى تشتم رائحة البارود والمنازل المهدمة التي طالها القصف الإسرائيلي، الموت انتشر في كل مكان.
نازحون يرتعشون تحت وطأة البرد القارس ضاقت بهم الحياة وبات هذا العالم ضيقا أمامهم. قلوب الناجين من الموت المحتوم تحمل في فؤادها أمنية واحدة: انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية والعودة إلى ما تبقى من ديارهم، فيستجمعون طاقتهم الأخيرة ويستمرون في مواجهة جيش من التحديات والصعوبات اليومية التي تواجههم، ما بين محاولة توفير قسطا من الطعام أو القليل من الماء.
22 ألف شهيداً فقدوا أحلامهم، حياتهم وأقدارهم، اغتالها حقد السفاحين الصهاينة وسرعان ما تبخرت أمنياتهم في الهواء وباتت هباء منثورا، حتى انتهت قصصهم ورحلوا وباتوا ذكريات مترسخة على مساكن الذاكرة وجدار الزمن.
57 ألف جريحاً يواجهون خطر الموت المحدق بهم بسبب عدم توفر المستلزمات الطبية وقصف المستشفيات، صرخات النساء والأطفال تتردد و تصدح إلى كل المسامع.
سفاك الدماء نتنياهو وجنوده الجبناء ومتعطشي الدماء يتلذذون بقتل البراءة في عيون الأطفال الفلسطينيين. ويردون أحلام الشباب بقلب بارد لا تتحرك به دماء الرحمة. يكشفوا عن أنيابهم ويفتكون بالمدنيين العزل، ليصبوا كل حقدهم وانتقامهم عليهم ويستمروا بإراقة دماء الفلسطينيين حتى يحافظ ذلك المأزوم على منصبه السياسي، وينقذ نفسه من قضايا الفساد التي تطارده، والامتثال أمام المحكمة ولجان التحقيق.
فكلما شعر بخطر انتهاء الحرب وشارفت على النهاية، يخطو خطوات عرجاء ويبدأ باستخدام سياسة المماطلة وترويج السرديات الكاذبة المقيتة، لتستمر إلى وقت طويل. فهو يدرك حتماً أنه لن يتمكن من إصابة أي هدف عسكري أو إعادة أي محتجز إسرائيلي إلا بالامتثال لشروط المقاومة الفلسطينية. يطبق الوثاق على أي حديث حول هدنة أو صفقة فهو يؤمن بأنه لا فرصة أمامه للنجاة، فيستمر بقطف أرواح الأبرياء متلقياً الضوء الأخضر من الدول الغربية التي تشكل غطاءً لجرائمة وحرب الإبادة التي يقترفها في غزة.